انخفاض مفاجئ في سعر الدولار.. إليك أسعار العملات اليوم لحظة بلحظة

شهدت أسعار العملات الأجنبية والعربية تراجعًا ملحوظًا مقابل الجنيه المصري خلال تعاملات اليوم الأحد 4 مايو 2025، في عدد من البنوك العاملة داخل السوق المصرفية، وذلك في ظل تحسن نسبي في مؤشرات تدفقات النقد الأجنبي وعودة تدريجية للثقة في الأسواق المالية المحلية.

تحركات مدروسة في ظل معطيات الاقتصاد العالمي

يأتي هذا التراجع في أسعار العملات بالتوازي مع عدة مستجدات مؤثرة على الساحة المالية، أبرزها القرارات الأخيرة الصادرة عن البنك المركزي المصري، والتي تضمنت خفض سعري عائد الإيداع والإقراض لليلة واحدة، إلى جانب العملية الرئيسية بواقع 225 نقطة أساس، وهو ما يُعد تحولًا مهمًا في السياسة النقدية بعد سلسلة من الزيادات السابقة.

وتؤكد هذه الخطوة توجه الدولة نحو تهدئة السياسات النقدية في ظل استقرار نسبي في مؤشرات الاقتصاد الكلي، وتراجع نسبي في معدلات التضخم، إلى جانب تحسن تدفقات النقد الأجنبي، لا سيما من قطاعات السياحة وتحويلات العاملين بالخارج.

الدولار يتراجع لأول مرة منذ أسابيع

وسجل الدولار الأمريكي تراجعًا ملحوظًا خلال تعاملات اليوم، حيث بلغ سعر الشراء 50.65 جنيه، بينما سجل سعر البيع 50.78 جنيه، وذلك بعد فترة من الاستقرار النسبي في تداولاته خلال الأيام الماضية.

 ويأتي هذا التراجع في ظل تحسن المعروض من النقد الأجنبي، وزيادة ثقة المستثمرين في السياسات الاقتصادية الحالية.

هبوط في سعر اليورو والريال والدرهم

كما سجل سعر صرف اليورو الأوروبي انخفاضًا جديدًا، إذ سجل سعر الشراء 57.21 جنيه، وسعر البيع 57.37 جنيه. ويعكس هذا التراجع بعض التغيرات في سعر صرف العملة الأوروبية عالميًا، إلى جانب تحركات السوق المحلية.

فيما هبط سعر صرف الريال السعودي، الذي يحظى بمتابعة كبيرة من جانب المواطنين نظرًا لارتباطه المباشر بموسم العمرة، إذ بلغ سعر الشراء 13.51 جنيه، وسعر البيع 13.54 جنيه، وذلك بالتزامن مع قرب انتهاء موسم العمرة.

كما انخفض سعر الدرهم الإماراتي أيضًا، ليسجل الشراء 13.79 جنيه، والبيع 13.83 جنيه، في ظل التوازن القائم بين العرض والطلب على العملات الخليجية.

الدينار الكويتي ينخفض.. واستقرار نسبي في بقية العملات

ولم يكن الدينار الكويتي بمنأى عن موجة التراجع، إذ سجل اليوم سعر شراء بلغ 165.06 جنيه، بينما سجل سعر البيع 165.58 جنيه، ليُظهر بذلك تراجعًا محدودًا يعكس تغيرات طفيفة في الطلب المحلي والمستجدات العالمية.

ومن المتوقع أن تستقر أسعار بقية العملات الأجنبية خلال الأيام القليلة المقبلة، ما لم تطرأ مستجدات حادة على الساحة الدولية، خاصة تلك المرتبطة بسلاسل الإمداد أو الصراعات الجيوسياسية.

مستقبل أسعار العملات.. بين التفاؤل والتحفظ

ويرى محللون اقتصاديون أن هذه التحركات الأخيرة في أسعار الصرف تحمل إشارات إيجابية، لكنها لا تزال مرهونة باستمرار التدفقات الأجنبية من مصادرها الرئيسية مثل السياحة والاستثمار المباشر، فضلًا عن استقرار أسعار السلع عالميًا، خاصة النفط والحبوب.

ويُحذر الخبراء من الإفراط في التفاؤل، مؤكدين أن أي تدهور في المشهد الاقتصادي العالمي أو عودة التوترات الجيوسياسية قد ينعكس سلبًا على حركة العملات، ويؤدي إلى تقلبات جديدة.

التوقعات.. استقرار نسبي وتخفيف للضغوط

وتُشير التقديرات الحالية إلى أن أسعار العملات قد تشهد موجة من الاستقرار النسبي خلال الربع الثاني من العام الجاري، في حال استمرار تحسن مؤشرات الاقتصاد المحلي، إلى جانب الالتزام بسياسات نقدية متوازنة تتماشى مع متطلبات السوق وتغيراته السريعة.

كما يُتوقع أن يؤدي تحسن الميزان التجاري وتراجع واردات بعض السلع الكمالية إلى تقليل الضغط على الدولار، ما يعزز من استقرار الجنيه ويمنح السوق نوعًا من الهدوء.

مواطنون يترقبون.. والمستثمرون يتحركون بحذر

في الوقت نفسه، يواصل المواطنون والمستوردون متابعة تحركات الدولار والعملات الأخرى بدقة، لما لها من تأثير مباشر على أسعار السلع والخدمات، خاصة المستوردة منها، إلى جانب انعكاساتها على الذهب وأسواق البورصة.

ويبقى السوق المصرفي المصري تحت المجهر خلال هذه المرحلة، وسط متابعة دقيقة من البنك المركزي وتجار العملة والمستوردين والمستثمرين، انتظارًا لأي تطور جديد قد يُعيد رسم خريطة أسعار العملات مجددًا.