قصة غامضة.. القبض على المتهمين بانهاء حياة شاب داخل شقة ببولاق الدكرور

تمكن رجال المباحث بمديرية أمن الجيزة من كشف غموض العثور على جثة شاب داخل شقة سكنية بمنطقة بولاق الدكرور، في واقعة أثارت قلق الأهالي وغموضًا كبيرًا خلال الساعات الماضية، حيث تبين من التحقيقات الأولية والتحريات الأمنية أن 3 أشخاص تورطوا في استدراج المجني عليه واحتجازه والتعدي عليه حتى فارق الحياة، بزعم سرقته هاتفًا محمولًا من أحدهم.

بلاغ من الأهالي بجثة داخل شقة

كانت غرفة عمليات مديرية أمن الجيزة قد تلقت بلاغًا من عدد من أهالي منطقة بولاق الدكرور، يفيد بانبعاث رائحة كريهة من إحدى الشقق المستأجرة بالعقار، ما دفعهم لإبلاغ الشرطة، التي بدورها انتقلت على الفور إلى محل الواقعة برفقة فريق من رجال المباحث.

وبالوصول إلى الشقة محل البلاغ، تبين وجود جثة شاب في العقد الثالث من العمر، ملقاة على الأرض وبدت عليها آثار تعذيب وكدمات متفرقة، مع وجود علامات تشير إلى تقييد حركة المجني عليه.

التحريات.. واقعة انتقام واعتقاد بالسرقة

باشر فريق البحث الجنائي برئاسة اللواء محمد الشرقاوي، مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة، جهودًا موسعة لتحديد هوية المجني عليه وكشف ملابسات الجريمة.

 وتوصلت التحريات إلى أن الشقة المستأجرة كانت محل تردد عدد من الشباب مؤخرًا، وأن أحدهم قام باستدراج المجني عليه إلى داخلها بعد اتهامه غير المؤكد بسرقة هاتف محمول.

وأكدت المعلومات أن المستأجر اتفق مع اثنين من أصدقائه على الانتقام من المجني عليه، حيث قاموا بتقييده فور دخوله الشقة، وانهالوا عليه ضربًا باستخدام أدوات حادة وغير حادة، مما أسفر عن إصابته بنزيف حاد وكدمات أودت بحياته داخل الشقة.

محاولات الهرب وسقوط المتهمين

عقب ارتكاب الجريمة، فرّ المتهمون الثلاثة من موقع الحادث، ظنًا منهم أنهم أفلتوا من العقاب، وتركوا جثة الشاب داخل الشقة المستأجرة دون محاولة لإخفاء الجريمة أو نقل الجثة، إلا أن الروائح المنبعثة كشفتهم لاحقًا.

وعلى الفور، تم تشكيل فريق أمني لتتبع خط سير المتهمين وضبطهم، وأُعدت الأكمنة اللازمة في محيط محل سكنهم والأماكن التي قد يترددون عليها. 

وبعد ساعات من المراقبة والتحري، نجح رجال المباحث في تحديد مكان وجود المتهمين، وتمت مداهمتهم والقبض عليهم دون مقاومة.

اعترافات صادمة بتفاصيل الجريمة

وبمواجهة المتهمين الثلاثة داخل ديوان القسم، أقروا تفصيليًا بارتكاب الواقعة وانهاء حياة الشاب، مؤكدين أنهم نفذوها بدافع «الانتقام» بعد أن راودهم الشك في أن المجني عليه سرق هاتف أحدهم خلال إحدى الجلسات المشتركة، رغم عدم امتلاكهم دليلًا قاطعًا على ذلك.

وقال أحد المتهمين في اعترافاته: «كنا قاعدين سوا قبل كام يوم، وبعد ما مشي اكتشفنا إن التليفون اختفى، فضلنا ندوّر وما لقيناش غير إنه أكيد هو اللي خده، فقررنا نكلمه ونخليه ييجي، وبعدين حصل اللي حصل».

وأضاف آخر: «مكنّاش في نيتنا نقتله، كنا عايزين نخوّفه بس، بس الدنيا خرجت عن السيطرة».

إحالة المتهمين إلى النيابة

وبناءً على الاعترافات، تم تحرير محضر رسمي بالواقعة وإحالته إلى النيابة العامة المختصة، والتي أمرت بانتداب الطب الشرعي لتشريح الجثمان وتحديد سبب الوفاة بدقة، كما قررت حبس المتهمين الثلاثة 4 أيام على ذمة التحقيقات، مع توجيه تهمة القتل العمد المقترن بالاحتجاز.

ومن المتوقع أن تستدعي النيابة عددًا من شهود العيان والجيران لسماع أقوالهم حول الواقعة، وبيان ما إذا كان هناك اشتباه في ارتكاب الجناة لوقائع أخرى مشابهة.

تحذيرات أمنية من اللجوء للانتقام

من جانبها، وجهت الأجهزة الأمنية في الجيزة رسالة تحذير واضحة، أكدت فيها أن اللجوء للعنف أو محاولات الانتقام خارج إطار القانون تُعد جريمة يُعاقب عليها القانون بأشد العقوبات، داعية المواطنين إلى سرعة التوجه للأجهزة الأمنية حال الاشتباه في أي واقعة أو تعرضهم لسرقة، بدلًا من محاولة تطبيق العدالة الذاتية.

كما شددت على أن أعمال التحري وجمع الأدلة هي مسؤولية الشرطة وحدها، وأن أي تدخل غير قانوني قد يؤدي إلى عواقب وخيمة، كما حدث في هذه الواقعة المأساوية.