انتهاك إنساني بشع بطنطا.. فتاة من ذوي الهمم ضحية استغلال وتصوير مهين

نجحت أجهزة الأمن بالغربية، ممثلة في وحدة مباحث قسم شرطة ثان طنطا، في كشف تفاصيل واقعة بشعة هزت الرأي العام، بعدما تم ضبط 4 متهمين تورطوا في التعدي على فتاة من ذوي الهمم وتصويرها داخل شقتها بمنطقة كندلية بدائرة القسم.

 الواقعة كشفت عن جريمة إنسانية وأخلاقية، استغل فيها الجناة ظروف الفتاة الصحية، وأقدموا على جريمتهم دون وازع من ضمير.

بلاغ يكشف تفاصيل الجريمة

وتعود بداية الواقعة عندما تلقى مدير أمن الغربية، اللواء محمود حسن، إخطارا من مأمور قسم شرطة ثان طنطا، بورود بلاغ رسمي من أحد الأشخاص يتهم فيه قريب زوج شقيقته، بالتعدي على شقيقته التي تعاني من إعاقة ذهنية وتبلغ من العمر 47 عامًا، وتقيم بمفردها داخل شقة سكنية بمنزل الأسرة بمنطقة كندلية.

تحركت على الفور قوة من المباحث الجنائية بقيادة الرائد أحمد جمعة، رئيس مباحث قسم شرطة ثان طنطا، مدعومة بتشكيلات من قوات الشرطة السرية، وتم تشكيل فريق بحث جنائي من وحدة المباحث لسرعة ضبط الجناة وكشف ملابسات الجريمة البشعة.

استغلال صلة قرابة وخدش للبراءة

وبإجراء التحريات الأولية وسماع أقوال المبلغ والشهود، تبين أن المتهم الرئيسي في الواقعة هو أحد أقارب زوج شقيقة المجني عليها، والذي استغل صلة القرابة وتردده على منزل العائلة، ليقوم بالدخول إلى شقة الضحية في إحدى المرات بمفرده، ويعتدي عليها مستغلًا كونها من ذوي الهمم، وفي وضع صحي لا يسمح لها بالدفاع عن نفسها.

ولم تتوقف الجريمة عند هذا الحد، بل تطورت إلى ما هو أبشع، حيث قام المتهم باصطحاب ثلاثة من أصدقائه تعرف عليهم خلال جلسة على أحد الكافيهات وصعدوا جميعًا إلى شقة المجني عليها عقب تعاطيهم مخدر الحشيش، وكرروا الاعتداء عليها، ولم يكتفوا بذلك بل قاموا بتصوير الواقعة، في مشهد يعكس انعدام القيم والضمير.

ضبط المتهمين وحبسهم على ذمة التحقيقات

وبعد التأكد من صحة المعلومات والتحريات، تم إعداد الأكمنة الثابتة والمتحركة بإشراف مباشر من ضباط المباحث، وتمكنت القوات من إلقاء القبض على المتهمين الأربعة، واقتيادهم إلى ديوان القسم للتحقيق.

وأمام جهات التحقيق، اعترف المتهمون بارتكاب الجريمة، وبعرضهم على النيابة العامة، أصدرت قرارها بحبسهم لمدة 4 أيام على ذمة التحقيقات، مع توجيه عدة تهم إليهم، أبرزها هتك عرض فتاة من ذوي الهمم، والتعدي عليها وتصويرها دون رضاها، وتعاطي مواد مخدرة، فيما تقرر عرض المجني عليها على الطب الشرعي.

موجة من الغضب ونداءات بالمحاسبة

أثارت الواقعة موجة واسعة من الغضب والاستنكار على مواقع التواصل الاجتماعي، مطالبين بسرعة محاكمة المتهمين بأقصى العقوبات، لما ارتكبوه من جريمة لا تمت للإنسانية بأي صلة، خاصة أن الضحية امرأة من ذوي الهمم، وتعيش بمفردها دون حماية.

وطالب حقوقيون ونشطاء بضرورة توفير حماية أكبر للأشخاص ذوي الإعاقة، خصوصًا من السيدات، من خلال توفير آليات دعم قانوني واجتماعي تحميهم من الانتهاكات، فضلًا عن ضرورة تشديد الرقابة المجتمعية في الأحياء السكنية، لضمان عدم تكرار مثل هذه الجرائم.

بيان مرتقب من الجهات المعنية

وفي سياق متصل، من المتوقع أن تصدر وزارة التضامن الاجتماعي أو المجلس القومي لشؤون الإعاقة بيانا رسميا بشأن الواقعة، في ظل تصاعد الأصوات التي تنادي بإدخال المجني عليها تحت مظلة الحماية والرعاية الحكومية، لما تعرضت له من انتهاك جسدي ونفسي بالغ الخطورة.

وتباشر النيابة العامة حاليًا استكمال تحقيقاتها في القضية، وسط توقعات بإحالة المتهمين للمحاكمة الجنائية العاجلة خلال الأيام المقبلة، نظرًا لخطورة الاتهامات وتوافر الأدلة والاعترافات.

وتعمل النيابة حاليًا على فحص الفيديوهات التي تم تصويرها خلال الواقعة، تمهيدًا لضمها لأوراق التحقيق، فيما طالب الأهالي بتشديد العقوبات لضمان ردع من تسول له نفسه تكرار هذه الجرائم.

وتسود حالة من الغضب في طنطا بعد تداول الواقعة، وسط مطالبات شعبية بتوقيع أقصى عقوبة على الجناة، مؤكدين أن طنطا لن تسكت على جريمة تهز ضمير طنطا.