جماهير بوكا جونيورز تكتسح شواطئ ميامي قبل انطلاق مونديال الأندية

في مشهد غير مسبوق يعكس شغف جماهير نادي بوكا جونيورز الأرجنتيني، احتل الآلاف من مشجعي الفريق شواطئ ميامي الأمريكية، استعدادا للمواجهة المرتقبة التي تجمع ناديهم بفريق بنفيكا البرتغالي، في افتتاح منافسات كأس العالم للأندية 2025.

وتحولت شواطئ ولاية فلوريدا إلى ما يشبه المدرجات المفتوحة، بعدما تدفق مشجعو بوكا من مختلف أنحاء العالم، في أجواء احتفالية صاخبة طغى عليها اللون الأزرق والأصفر، وهتافات لا تنقطع دعماً لفريقهم قبل انطلاق البطولة العالمية.

«فيفا» يصف المشهد بـ«الظاهرة الجماهيرية»

وصف الموقع الرسمي للاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» المشهد الجماهيري الضخم، حيث كتب معلقًا: «في لحظة ما من اليوم، كان هناك عدد كبير من مشجعي بوكا على الشاطئ لدرجة أنه بالكاد يمكن رؤية الرمال». 

وأضاف: «كان الشاطئ مكتظًا لدرجة أن البعض قرر القفز في البحر ومواصلة الاحتفالات من الماء، للهروب من حرارة ميامي ورطوبتها».

ولم تقتصر الاحتفالات على الأهازيج والهتافات فحسب، بل شهدت الشواطئ رقصة جماعية شارك فيها بعض رجال الشرطة المحلية مع الجماهير على أنغام الأغاني الأرجنتينية الشهيرة، في مشهد يعكس التأثير الثقافي الكبير لجماهير بوكا حول العالم.

جماهير بوكا.. «أينما ذهبنا.. نحن هناك»

في تصريحات لموقع «فيفا»، عبّر العديد من مشجعي النادي الأرجنتيني عن عشقهم اللامحدود للفريق. وقال فاكوندو، وهو أحد المشجعين الذين سافروا من دبي إلى ميامي خصيصًا لحضور اللقاء: «سافرت لأن أولوياتي هي بوكا، ودائمًا بوكا». 

وأضاف: «كنت أتوقع رؤية نفس العدد تقريبًا من المشجعين كما حدث في ريو دي جانيرو قبل عامين، ولم أكن مخطئًا. ستجد مشجعي بوكا جونيورز أينما نظرت».

ويستحضر فاكوندو ذكريات نهائي كوبا ليبرتادوريس 2023، الذي حضره أكثر من 100 ألف مشجع لبوكا جونيورز في ملعب ماراكانا بالبرازيل، قائلًا: «مهما كانت النتيجة، لن يقف بوكا وحيدًا أبدًا».

«بوكا ليس نادياً.. إنه ظاهرة»

وعلى مقربة من الجماهير، كان رامون، البالغ من العمر 55 عامًا، يتحدث مع اثنين من الكولومبيين جاءا لاستكشاف سبب هذا الحشد الكبير، وقال لموقع «فيفا»: «أحب التفاعل مع أشخاص ربما لا يعرفون الكثير عن بوكا، التقيت برجل فرنسي لم يُصدّق ما قلته له. نحن شغوفون للغاية ونمثل ظاهرة عالمية».

أما كريستيان، الروماني البالغ من العمر 50 عامًا، فقد روى كيف وقع في حب النادي الأرجنتيني منذ التسعينيات عندما عاد دييجو مارادونا إلى صفوف الفريق. 

وقال: «أتابع كل مباريات بوكا على التلفاز، وعندما أزور بوينس آيرس للعمل، لا يمكنني تفويت زيارة ملعب لا بومبونيرا، إنه شعور وكأنك في بيتك. لا يوجد نادٍ في رومانيا يضاهيه».

روخو وكافاني: «جماهير بوكا هي سر القوة»

من جهته، أشاد ماركوس روخو، أحد قادة بوكا جونيورز، بشغف الجماهير، مشيرًا إلى أن ما يميز هذا النادي عن غيره هو جمهوره. 

وقال في تصريحات لموقع «فيفا»: «الشغف الذي يُظهره مشجعو بوكا تجاه ناديهم أمرٌ نادر، لم أره في الأندية الأخرى التي لعبت لها. أعتقد أن هذا هو الفرق الرئيسي بشأن اللعب لهذا النادي».

كما عبّر النجم المخضرم إدينسون كافاني عن إعجابه بالدعم الجماهيري غير المحدود الذي يتلقاه الفريق في كل مكان. وقال: «كلما ذهب مشجعو بوكا إلى الملعب، يمنحوننا دفعة معنوية هائلة. هم مهتمون للغاية ويشجعوننا دائمًا». 

وتابع: «نشعر في كل مباراة كأنها على أرضنا، لأن جماهيرنا شغوفة للغاية، حتى عندما نكون بعيدين عن بوينس آيرس، نشعر بدعمهم ويمنحوننا الكثير من الطاقة».

دعم لا يقهر قبل التحدي العالمي

وتستعد كتيبة بوكا جونيورز لبداية قوية في مونديال الأندية 2025، وسط آمال كبيرة من الجماهير بتحقيق إنجاز طال انتظاره، وتكرار أمجاد الماضي على الساحة الدولية.

وفي ظل هذا الحضور الجماهيري الكثيف، لا شك أن لاعبي بوكا يدركون تمامًا أن وراءهم جيشًا من المشجعين لا يهدأ، يجعلهم يخوضون كل مواجهة وكأنها على أرض «لا بومبونيرا»، مهما بعدت المسافات.