محمد السباعي.. يعتذر بعد انتقادات بسبب جنازة سليمان عيد

في واقعة أثارت جدلاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي، تقدم المخرج محمد السباعي باعتذار رسمي للصحفيين والمصورين، وذلك عقب منشور نشره على حسابه الرسمي بموقع «فيسبوك»، انتقد فيه ما اعتبره تجاوزات أثناء تغطية جنازة الفنان الراحل سليمان عيد.في واقعة أثارت جدلاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي، تقدم المخرج محمد السباعي باعتذار رسمي للصحفيين والمصورين، وذلك عقب منشور نشره على حسابه الرسمي بموقع «فيسبوك»، انتقد فيه ما اعتبره تجاوزات أثناء تغطية جنازة الفنان الراحل سليمان عيد.
المنشور، الذي تضمّن صوراً للمصورين وتعليقات حادة من السباعي، أثار غضب شعبة المصورين الصحفيين بنقابة الصحفيين المصريين، والتي ردت ببيان رسمي أدانت فيه ما وصفته بـ«الإهانات اللفظية» الموجهة لأعضاء المهنة.
«منشور السباعي.. غضب من التجاوزات لا الإساءة»
بدأ المخرج محمد السباعي منشوره بآية قرآنية جاء فيها: «ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله»، في محاولة لربط موقفه بالقيم الدينية التي تدعو إلى السلوك القويم واحترام مشاعر الآخرين.
وأضاف السباعي في بيانه: «إن للموت جلالة وقدسية، وللميت حرمة. هناك فارق كبير بين نقل الخبر وانتهاك حرمة الموتى، وفارق كبير بين تقديم العزاء وانتهاك حرمة أهل المتوفى».
وأوضح أنه لا يحمل أي عداء شخصي تجاه الصحفيين أو المصورين، بل على العكس، تجمعه علاقات قرابة وصداقة ببعضهم، لكنه عبّر عن استيائه من بعض السلوكيات التي وصفها بأنها «لا تليق بحرمة الموت ولا بمكانة العزاء».
«السباعي.. ما كتبته كان بدافع الغضب»
فيما تابع السباعي منشورة قائلاً: «لم أقصد الإساءة لأي صحفي أو مصور، ولكن كنت أعبر عن غضب شديد مما رأيته من تجاوزات في بعض الجنازات، وتحولها إلى ساحة للتصوير والتهافت على اللقطات دون مراعاة لمشاعر أهل الفقيد».
وأشار إلى أن احترام قدسية الموت لا يتعارض مع التغطية الصحفية، ولكن يجب أن يكون هناك توازن يحفظ كرامة الحدث ومشاعر الحاضرين.
وختم منشوره بالتأكيد على ضرورة احترام التقاليد والأعراف قائلاً: «علينا جميعاً أن نراجع سلوكياتنا، ونتمسك بأصولنا واحترام واجب العزاء».

آية سماحة تدافع وتوضح.. لم نقصد الإساءة لأحد
من جانبها، دعمت الفنانة آية سماحة، زوجة السباعي، موقف زوجها من خلال تعليق على منشوره، ثم أصدرت تصريحاً أكدت فيه على احترامها الكامل للصحافة والإعلام.
قالت سماحة «كل التقدير والاحترام لكل صحفيي ومصوري مصر المحترمين. أنتم شركاء في النجاح دائمًا، ولم نقصد بأي شكل من الأشكال التقليل من دوركم أو الإساءة لكم».
وأضافت «لم يتم ذكر أي صحفي أو مصور بعينه، وما نُشر كان رأيًا عامًا حول ظاهرة نراها تتكرر في الجنازات».
بيان نقابة الصحفيين.. دفاع عن كرامة المهنة
رداً على ما نُشر من قبل السباعي وسماحة، أصدرت شعبة المصورين الصحفيين بنقابة الصحفيين بيانًا رسميًا جاء فيه «نستنكر وبشدة ما صدر عن المخرج محمد السباعي وزوجته الفنانة آية سماحة من تجاوزات غير مقبولة في حق عدد من الزملاء المصورين الصحفيين خلال تغطيتهم لمراسم جنازة الفنان الراحل سليمان عيد».
وأضاف البيان «ما بدر منهما من إهانات لفظية صريحة، وبعضها يتضمن ألفاظًا خادشة ومهينة، يُعد اعتداءً مباشرًا على كرامة المهنة الصحفية، ويمثل سابقة خطيرة لا يمكن السكوت عنها».
وطالبت النقابة بضرورة احترام الدور الذي يقوم به الصحفيون في تغطية الأحداث، مشيرة إلى أن عملهم يوثق اللحظات ويخدم الرأي العام.
دعوة لضبط النفس والاحترام المتبادل
هذه الأزمة سلطت الضوء مجددًا على ضرورة مراجعة العلاقة بين الإعلاميين والشخصيات العامة خلال التغطيات الحساسة مثل الجنازات والمآتم، بينما أكد السباعي وزوجته أنهما لم يقصدا الإساءة، إلا أن كلمات الغضب قد تُفسر بطرق مختلفة، خاصة في فضاء مفتوح كوسائل التواصل الاجتماعي.
يُعد احترام قدسية الموت ومشاعر أهل المتوفى أمرًا لا جدال فيه، وفي ذات الوقت فإن تغطية الحدث ونقله للجمهور يُعد من صميم العمل الصحفي، لذا فإن الحل يكمن في إيجاد أرضية مشتركة تقوم على الاحترام المتبادل، والتزام الجميع بالمسؤولية المهنية والإنسانية.