رانيا المشاط.. لا وقت لتأخير القرار.. والتنمية تحتاج سرعة التنفيذ

شاركت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، ومحافظ مصر لدى مجموعة البنك الدولي، في الجلسة الرئيسية التي نظمتها المجموعة تحت عنوان «الوظائف.. السبيل إلى الرخاء»، بمشاركة عدد من كبار الشخصيات الدولية وصناع السياسات الاقتصادية، وذلك على هامش اجتماعات الربيع لمجموعة البنك الدولي وصندوق النقد الدولي لعام 2025.

حضور دولي رفيع.. ومناقشات موسعة

وجاءت الجلسة بحضور كل من أجاي بانجا، رئيس البنك الدولي، وميشال باشيليت، رئيسة دولة تشيلي السابقة، وثارمان شانموجاراتنام، رئيس سنغافورة، ودوج بيترسون، المستشار الخاص والرئيس التنفيذي السابق لشركة «ستاندرد آند بورز جلوبال»، وديلهان بيلاي، الرئيس التنفيذي لشركة «تيماسيك».

وشهدت الجلسة نقاشًا معمقًا حول الدور الحيوي الذي تلعبه الوظائف في تحقيق الرخاء الاقتصادي وتعزيز الاستقرار الاجتماعي، وكيف يمكن للحكومات والقطاع الخاص والمجتمع الدولي التعاون لخلق بيئات مواتية للنمو المستدام.

المشاط.. القطاع الخاص هو المحرك الحقيقي لسوق العمل

وخلال كلمتها، أكدت الدكتورة رانيا المشاط أن الحكومات، رغم مسؤولياتها الكبيرة، لا يمكنها خلق ما يكفي من الوظائف بمفردها، مشددة على أن الدور الحقيقي في توليد فرص العمل يجب أن يأتي من القطاع الخاص، أو من خلال تمكين الأفراد لبدء مشروعاتهم الخاصة.

وأشارت إلى أن البنية التحتية الاقتصادية الناجحة يجب أن تقوم على أساس من الاستقرار الكلي، والقدرة على التنبؤ بالسياسات، مما يمنح المستثمرين الثقة ويشجع على ضخ الاستثمارات، موضحة أن الإصلاحات الهيكلية التي تزيل الحواجز وتدعم المنافسة تُعد أمرًا جوهريًا في أي برنامج اقتصادي ناجح.

البنية البشرية.. المهارات ركيزة أساسية

وتطرقت المشاط في حديثها إلى ما وصفته بـ«البنية التحتية البشرية»، موضحة أن الاستثمار في الشباب من خلال تزويدهم بالمهارات الحديثة وربطها باحتياجات السوق يمثل أولوية لا غنى عنها.

وقالت إن مصر تمتلك شبكة من المدارس الفنية والمهنية المرتبطة بالقطاع الخاص، وهو ما يعزز من قدرة الدولة على تجهيز كوادر مؤهلة قادرة على التفاعل مع المتغيرات السريعة في سوق العمل العالمي.

طاقة نظيفة وشراكات قوية.. بيئة جاذبة للاستثمار

وفيما يتعلق بجذب الاستثمارات، استعرضت وزيرة التخطيط جهود مصر في مجال الطاقة المتجددة، حيث تُعد من القطاعات الواعدة القادرة على خلق فرص عمل وتحقيق عوائد اقتصادية وبيئية.

وأكدت أن الحكومة المصرية تعمل على تعزيز الشراكة مع القطاع الخاص من خلال الإصلاحات والتشريعات التي تُزيل العوائق، وتوفر مناخًا أكثر مرونة، مشددة على ضرورة وجود إطار تمويلي متكامل يشمل الاستثمارات الأجنبية المباشرة، وتعبئة الموارد المحلية، وأدوات تمويلية متنوعة مثل مبادلات الديون والضمانات التمويلية.

التحرك السريع ضرورة.. والقرارات البطيئة لا تنقذ الاقتصاد

وأضافت المشاط أن واحدة من أبرز التحديات التي تواجه الدول في الوقت الراهن هي بطء اتخاذ القرار، مشيرة إلى أن سرعة التحرك وتنفيذ السياسات الاقتصادية أصبحت أكثر أهمية من أي وقت مضى لضمان استباق الأزمات وتحقيق الاستقرار والنمو.

السياحة.. مفتاح التوظيف والتنمية

وحول قطاع السياحة، أكدت الدكتورة رانيا المشاط على أهميته الكبيرة في خلق فرص العمل، مشيرة إلى أن كل وظيفة مباشرة في القطاع تنتج أربع وظائف غير مباشرة في مجالات مثل النقل، والتجارة، والخدمات.

وكشفت الوزيرة أن مصر تستعد لافتتاح المتحف المصري الكبير في يوليو المقبل، في خطوة من شأنها أن تدعم السياحة الثقافية وتعزز من عوائد القطاع، الذي وصفته بأنه ليس مجرد مصدر للإيرادات، بل أداة لتطوير حياة المواطنين وبناء اقتصاد متنوع ومستدام.

واختتمت الوزيرة كلمتها بالتأكيد على أن الاستثمار في البشر والبنية التحتية الاقتصادية والمجتمعية هو الطريق الوحيد لتحقيق تنمية شاملة وحقيقية.