أسعار الذهب تواصل التأثر بالأسواق العالمية.. وعيار 21 يسجل 4650 جنيها

لا تزال أسعار الذهب في السوق المحلية المصرية مرتبطة بشكل وثيق بحركة الأسواق العالمية، حيث يتأثر المعدن الأصفر بعدة عوامل رئيسية، في مقدمتها أسعار النفط، والسياسات النقدية للبنوك المركزية الكبرى، وتقلبات أسعار صرف العملات العالمية، لا سيما الدولار الأمريكي.
وفي ظل استمرار حالة الترقب التي تسيطر على الأسواق العالمية، خاصة مع تصاعد التوترات الجيوسياسية وتغير السياسات التجارية، يتابع المصريون عن كثب تطورات أسعار الذهب يوميًا لما تمثله من أهمية استثمارية وادخارية، سواء للمقبلين على الزواج أو الراغبين في حفظ القيمة الشرائية لأموالهم.
التوترات الجيوسياسية تلقي بظلالها على أسواق الذهب
ويُعد الذهب أحد أكثر الملاذات الآمنة جذبًا للمستثمرين خلال الأوقات المضطربة، وهو ما يفسر ارتفاع الطلب عليه خلال فترات التوترات السياسية أو النزاعات الاقتصادية العالمية.
وفي هذا السياق، تأثرت أسعار الذهب خلال الأيام الماضية بتصريحات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بشأن نيته إعادة فرض تعريفات جمركية مشددة، ما أثار مخاوف من اندلاع حرب تجارية جديدة على الساحة العالمية.
هذه التوترات، إلى جانب المخاوف المستمرة بشأن الاستقرار في بعض مناطق العالم، مثل الشرق الأوسط وأوكرانيا، دفعت المستثمرين للاتجاه نحو الذهب كأداة للتحوط، ما أدى بدوره إلى دفع الأسعار نحو الارتفاع في الأسواق العالمية، وهو ما انعكس مباشرة على السوق المصري.
أسعار الذهب في مصر اليوم السبت
وعلى الصعيد المحلي، شهدت أسعار الذهب استقرارًا نسبيًا خلال تعاملات اليوم السبت 3 مايو 2025، حيث جاءت الأسعار على النحو التالي:
عيار 24: سجل 5314.29 جنيهًا للجرام، ويُعد العيار الأعلى من حيث النقاء والجودة.
عيار 21: بلغ 4650 جنيهًا للجرام، وهو الأكثر تداولًا في السوق المصرية ويُستخدم في المشغولات الذهبية.
عيار 18: وصل إلى 3985.71 جنيهًا للجرام، ويُفضل لدى بعض الفئات نظرًا لسعره المناسب مقارنة بالأعيرة الأخرى.
عيار 14: سجّل 3100 جنيهًا للجرام، وهو الأقل من حيث الاستخدام نظرًا لانخفاض نسبة الذهب به.
وتُعد هذه الأسعار قبل احتساب قيمة المصنعية التي تختلف من محل لآخر، كما تضاف الضريبة والدمغة، مما يؤدي إلى اختلاف السعر النهائي للشراء بحسب المنطقة والبائع.
الذهب عالميًا.. تذبذب بين الشراء والتحوط
على المستوى العالمي، تشهد أسعار الذهب حالة من التذبذب نتيجة تفاعل الأسواق مع مستجدات الأوضاع الاقتصادية العالمية.
فقد سجلت أونصة الذهب في تداولات اليوم مستوىً يتراوح بين 2310 إلى 2330 دولارًا، وسط توقعات بمزيد من التقلبات خلال الأيام المقبلة، خاصة مع اقتراب صدور بيانات التوظيف الأمريكية التي تترقبها الأسواق لمعرفة توجهات مجلس الاحتياطي الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة.
ويرى المحللون أن استمرار التوترات التجارية، خاصة مع وعود ترامب بإعادة فرض رسوم جمركية على الصين حال عودته إلى الرئاسة، سيؤدي إلى زيادة الإقبال على الذهب، وبالتالي دعم أسعاره على المدى المتوسط.
نصائح للمستهلكين في ظل تقلب الأسعار
وفي ظل هذه الأوضاع، ينصح خبراء الاقتصاد والذهب المواطنين بعدم التسرع في الشراء أو البيع، والتركيز على المتابعة الدقيقة للأسعار العالمية، وقراءة مؤشرات السوق، إلى جانب التأكد من قيمة المصنعية والرسوم الإضافية قبل اتخاذ قرار الشراء.
كما يُفضل شراء الذهب من محلات معروفة وموثوقة لضمان جودة العيار والحصول على فاتورة موثقة، خاصة أن السوق يشهد تفاوتًا كبيرًا في المصنعية قد يصل إلى 100 جنيه أو أكثر للجرام الواحد.
السوق المحلي تحت المجهر
وتواجه السوق المصرية تحديات إضافية في ظل ارتفاع أسعار صرف الدولار في السوق غير الرسمية، ما يساهم في رفع تكلفة الاستيراد وبالتالي ينعكس على أسعار الذهب، كما أن ضعف المعروض من السبائك والجنيهات الذهبية يزيد من حدة المضاربات في الأسواق.
ومن المنتظر أن تحدد التطورات المقبلة في الأسواق العالمية مسار أسعار الذهب في مصر، لا سيما مع استمرار المخاوف من حدوث ركود اقتصادي عالمي أو تقلبات في أسعار الفائدة الأمريكية.
مخزن للقيمة أم استثمار قصير الأجل؟
وبينما يرى البعض أن الذهب هو الوسيلة المثلى للحفاظ على قيمة الأموال في أوقات التضخم، يعتبره آخرون استثمارًا غير مجدٍ على المدى القصير بسبب تقلباته.
ولكن تبقى الحقيقة أن الذهب يظل خيارًا مهمًا للادخار طويل الأجل، خاصة في ظل الاضطرابات الاقتصادية المتكررة التي تعصف بالعالم.
ترقب وحذر في أسواق المعدن الأصفر
في الختام، تظل أسواق الذهب في مصر والعالم في حالة ترقب مستمر، مرتبطة بتقلبات العوامل السياسية والاقتصادية العالمية.
ومع كل تصريح أو خطوة من قادة الدول الكبرى، يتغير اتجاه السوق، ليبقى الذهب كما هو دائمًا، مؤشرًا حساسًا لحالة العالم، وملاذًا آمنًا للمستثمرين الحذرين.