«سيكو سيكو»يحقق إنجازًا تاريخيًا ويتصدر محركات البحث.. إيرادات خيالية ومفاجآت في الكواليس

نجح فيلم «سيكو سيكو» في خطف الأضواء بقوة، بعد أن سجل رقمًا قياسيًا في شباك التذاكر، محققًا إيرادات بلغت نحو 160 مليونًا و137 ألفًا و380 جنيهًا، ليتربع على عرش الإيرادات خلال الموسم السينمائي الحالي، متجاوزًا كافة الأعمال المنافسة المعروضة حاليًا بدور العرض المصرية.
الفيلم الذي يلعب بطولته النجمان عصام عمر وطه دسوقي، أثبت قدرته على المزج بين الكوميديا الذكية والإثارة الخفيفة، في عمل جذب فئات عمرية متنوعة من جمهور السينما، وأعاد بعض الحماس إلى شباب صالات العرض.
المركز الثاني تاريخيًا بعد «ولاد رزق 3»
ومع مواصلة الإقبال الجماهيري اللافت، احتل «سيكو سيكو» المركز الثاني في قائمة أعلى الإيرادات بتاريخ السينما المصرية، ليأتي بعد فيلم "ولاد رزق 3"، الذي ما زال يحتفظ بالصدارة.
هذا النجاح دفع الكثير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي إلى اعتبار الفيلم «ظاهرة فنية»، و«انتصارًا للكوميديا الجديدة» على حد تعبير البعض.
ورغم أن الفيلم بدأ عرضه وسط منافسة محتدمة مع أفلام تحمل توقيع نجوم كبار، إلا أن التفاعل الجماهيري الواسع، وموجات الإشادة التي طالته منذ العروض الأولى، مكّنتاه من أن يصبح حديث الجمهور والنقاد في آنٍ واحد.
قصة الفيلم.. كنز غير متوقع ومواقف خطرة
تدور أحداث «سيكو سيكو» في إطار كوميدي خفيف الظل، حول شخصيتين هما يحيى، موظف بسيط يعمل في شركة شحن، وسليم، شاب يعمل مصمم ألعاب فيديو، يعيشان حياة روتينية، إلى أن يفاجآ بوفاة عمهما الذي يترك لهما ثروة ضخمة، لكنها مشروطة بتعاونهما معًا.
وفي سبيل تحقيق هذا الحلم المشترك، يواجه الثنائي مواقف خطرة وغامضة، تمتزج فيها المفارقات الكوميدية مع التشويق، في رحلة ممتعة تطرح تساؤلات عن الطمع، والأخوة، والاعتماد على النفس.
طاقم العمل.. تناغم جماعي وعودة أسماء قوية
يضم الفيلم مجموعة كبيرة من النجوم، إلى جانب عصام عمر وطه دسوقي، مثل باسم سمرة، وتارا عماد، وخالد الصاوي، وديانا هشام، ومحمود عزب، وعلي صبحي، بالإضافة إلى الفنان أحمد عبد الحميد.
والفيلم من تأليف محمد الدباح، ومن إنتاج أحمد بدوي، وإخراج عمر المهندس، الذي يُعد هذا العمل أول تجاربه السينمائية الكبرى كمخرج بعد سنوات من العمل كمساعد مخرج ومخرج منفذ في عدد من المسلسلات الناجحة.
من مسلسل إلى فيلم.. كواليس التحول
وفي تصريحات تلفزيونية عبر قناة «صدى البلد»، كشف المخرج عمر المهندس كواليس تطور العمل من مجرد فكرة لمسلسل، إلى مشروع فيلم سينمائي ناجح، مشيرًا إلى أن مرحلة الكتابة استغرقت قرابة عامين، بما يشمل التعديلات المستمرة على السيناريو، لتقديم محتوى يجمع بين العمق والضحك.
وقال المهندس: «في البداية كان العمل مكتوبًا كمسلسل، لكني اقترحت تحويله لفيلم، وناقشت الأمر مع عصام عمر وطه دسوقي والمؤلف محمد الدباح، ووافق الجميع على التحدي، وتم الاتفاق سريعًا على الاسم: سيكو سيكو».
وأضاف: «كنا متحمسين وخائفين في نفس الوقت عند طرح الفيلم، لأننا بذلنا مجهودًا ضخمًا في التحضير، وكنا نريد رد فعل الناس الحقيقي».
حرارة التصوير.. ومواقف لا تُنسى
وعن الكواليس، أوضح المخرج أن تصوير الفيلم جرى في أجواء صيفية صعبة، مما شكّل تحديًا لفريق العمل، لكنه أثمر عن مشاهد طبيعية مليئة بالحيوية. وقال: «كان في تعب، لكننا ضحكنا كثيرًا، وده انعكس على الشاشة».
جمهور الشباب.. ونجاح غير تقليدي
اللافت في نجاح «سيكو سيكو» هو انجذاب جمهور الشباب له بشكل خاص، حيث شهدت حفلات العرض حضورًا مكثفًا من طلاب الجامعات والعائلات، ما يعكس قدرة الفيلم على الجمع بين التسلية والذكاء الكوميدي.
ويشير نقاد إلى أن «سيكو سيكو» لم يعتمد فقط على نجم جماهيري كبير، بل راهن على أداء جماعي متماسك، وسيناريو يحمل حبكة جذابة بدون إسفاف أو استسهال، وهو ما يُحسب لصناعه، في وقت يعاني فيه الإنتاج السينمائي من تكرار الأفكار.