استعدادا للمرحلة الحاسمة.. الزمالك يحظر التصريحات ويهدد بالعقوبات

في خطوة تهدف إلى فرض حالة من التركيز والانضباط داخل صفوف الفريق الأول لكرة القدم بنادي الزمالك، أصدر وائل القباني، مدير الكرة بالنادي، قرارًا صارمًا بمنع جميع عناصر الفريق، من لاعبين وجهاز فني وطبي وإداري، من الإدلاء بأي تصريحات إعلامية خلال الفترة الحالية، وذلك استعدادًا للمرحلة الحاسمة من بطولة الدوري المصري الممتاز.
وقال القباني في بيان رسمي، إن القرار يأتي ضمن خطة الإدارة الفنية للحفاظ على تركيز الفريق وتفادي أي تشتت خارجي قد يؤثر على الأداء داخل المستطيل الأخضر، موضحًا أن أي تجاوز لهذا التوجيه سيُقابل بعقوبات مشددة وفقًا للائحة الداخلية المعمول بها داخل النادي.
وأكد مدير الكرة بالقلعة البيضاء أن أي تصريحات رسمية بشأن الفريق ستصدر فقط من خلال المنصات الإعلامية الرسمية للنادي، وذلك في إطار من الانضباط والاحترافية، مشددًا على أن الفترة المقبلة لا تحتمل أي أخطاء أو تشويش على ذهن اللاعبين.
قرارات انضباطية قبل مواجهة حاسمة
يأتي قرار الزمالك في وقت دقيق، حيث يستعد الفريق لخوض مواجهة نارية أمام بيراميدز يوم الثلاثاء المقبل، ضمن الجولة السادسة من المرحلة النهائية لبطولة الدوري المصري الممتاز لموسم 2024/2025، وهي المباراة التي قد تلعب دورًا كبيرًا في تحديد شكل المنافسة على المراكز المؤهلة للبطولات القارية.
ويحتل الزمالك حاليًا المركز الثالث في جدول ترتيب المرحلة النهائية برصيد 41 نقطة، بعد تعادله المخيب للآمال مع سيراميكا كليوباترا بنتيجة 2-2 في الجولة الماضية، وهي المباراة التي أثارت انتقادات واسعة حول أداء الفريق، خصوصًا بعد أن فرّط في التقدم لصالح التعادل في الدقائق الأخيرة.
هذا التعادل لم يكن الأول من نوعه، بل هو الثالث على التوالي للفريق، ما يعكس حالة من التراجع في النتائج على الرغم من الأداء الجيد في بعض فترات المباريات، الأمر الذي دفع الجهاز الفني بقيادة البرتغالي جوزفالدو فيريرا إلى اتخاذ خطوات فعلية لاستعادة الانضباط وتركيز اللاعبين.
مواجهات مصيرية تنتظر الزمالك
ولا تتوقف أهمية قرار منع التصريحات عند مجرد مواجهة بيراميدز، بل تأتي في ظل جدول ناري ينتظر الزمالك خلال الأسابيع المقبلة، إذ من المقرر أن يواجه الفريق كلًا من بتروجيت وفاركو بعد مباراة بيراميدز، وهي مباريات ستحدد إلى حد كبير مصير الفريق في المسابقة هذا الموسم، سواء من حيث مركزه النهائي أو فرصته في التأهل لبطولات إفريقيا.
ويرى مراقبون أن إقدام إدارة الكرة في الزمالك على مثل هذا القرار يعكس إدراكًا حقيقيًا لحساسية المرحلة، لا سيما في ظل الانتقادات الإعلامية والجماهيرية التي طالت الفريق عقب سلسلة التعادلات، ما استوجب فرض نوع من الانضباط الإعلامي وخلق أجواء أكثر هدوءًا داخل المعسكر الأبيض.
ردود فعل أولية
وبحسب مصادر داخل النادي، فإن اللاعبين تفهموا القرار، وأبدوا التزامًا كاملًا بالتعليمات الجديدة، انطلاقًا من رغبتهم في تحسين النتائج واستعادة الانتصارات، خاصة وأن الفريق ما زال يمتلك حظوظًا قائمة في المنافسة على مركز متقدم في الدوري.
وفي المقابل، رحبت جماهير الزمالك عبر منصات التواصل الاجتماعي بالقرار، معتبرة أنه خطوة صحيحة لإغلاق الباب أمام محاولات إثارة البلبلة والتشويش على الفريق من خلال الأخبار والتصريحات المتضاربة، لا سيما وأن الفترة الأخيرة شهدت تكرار تسريبات إعلامية عن خلافات داخلية أو خلافات فنية، وهو ما نفاه النادي مرارًا.
قراءة في المشهد
تاريخيًا، يلجأ عدد من الأندية الكبرى حول العالم إلى ما يُعرف بـ «الحظر الإعلامي» قبل المباريات المصيرية، وهو إجراء يهدف إلى عزل الفريق عن الضغوط الصحفية ومنح اللاعبين فرصة للتركيز الكامل في التحضيرات الفنية والذهنية، ويبدو أن الزمالك يحاول تكرار هذه التجربة المحلية وفقًا لمقتضيات المرحلة.
ويحاول وائل القباني، الذي تولى مسؤولية مدير الكرة مؤخرًا، فرض نظام أكثر صرامة داخل صفوف الفريق، في إطار خطة لإعادة بناء منظومة الانضباط داخل القلعة البيضاء، بعد فترة شهدت تذبذبًا في النتائج وتفاوتًا في الأداء الفني.
النهاية لا تزال مفتوحة
ومع اقتراب صافرة انطلاق الجولة المقبلة أمام بيراميدز، تترقب الجماهير البيضاء ما إذا كان قرار الصمت الإعلامي سيؤتي ثماره داخل الملعب، أم أن أزمة النتائج ستظل تطارد الفريق حتى نهاية الموسم.
وفي كل الأحوال، فإن إدارة الزمالك تبدو جادة في التعامل مع الوضع الحالي، واضعة مصلحة الفريق فوق أي اعتبارات أخرى.
ويبقى الأمل قائمًا في أن يعود الزمالك إلى نغمة الانتصارات مجددًا، مدعومًا بجماهيره العريضة التي تطمح لرؤية فريقها في المكانة التي يستحقها، محليًا وقاريًا.