السيسي يلتقي رئيس البنك الإفريقي للتنمية ويؤكد دعم مصر المستمر للتعاون التنموي

التقى الرئيس عبدالفتاح السيسي، اليوم الإثنين، بـ الدكتور أكينوومي أديسينا، رئيس مجموعة البنك الإفريقي للتنمية، وذلك بحضور الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، حيث تناول اللقاء ملفات التعاون التنموي ودور البنك في دعم خطط التنمية بالقارة السمراء.

وقال السفير محمد الشناوي، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، إن الرئيس السيسي أعرب خلال اللقاء عن تقديره العميق للجهود التي بذلها الدكتور أديسينا خلال عشر سنوات من رئاسته للبنك الإفريقي للتنمية، والتي شهدت تعزيزًا ملحوظًا لدور البنك في تمويل مشروعات التنمية في مختلف دول القارة.

دعم مصري متواصل للبنك ورئيسه المقبل

وأكد الرئيس أن مصر مستمرة في تقديم الدعم الكامل للبنك، بما يشمل التعاون الوثيق مع رئيسه المقبل، سعيًا لتعزيز العمل المشترك وتحقيق الأهداف التنموية المرجوة، مشيدًا بالدور الفاعل الذي لعبه أديسينا في تعزيز حضور البنك في المشهد التنموي الأفريقي.

ومن جهته، ثمّن الدكتور أكينوومي أديسينا هذا الدعم المصري المتواصل، مشيدًا بما وصفه بـ«الدور المحوري لمصر» في خدمة أهداف البنك، والمساهمة الفعالة في دفع عجلة التنمية في إفريقيا، ومؤكدًا أن القاهرة تمثل نموذجًا مهمًا في مجال الإصلاح الاقتصادي والتحول التنموي الشامل.

تعزيز التعاون في الطاقة والتحول الرقمي

وأضاف المتحدث الرسمي أن اللقاء تناول سبل تعزيز التعاون بين مصر والبنك الإفريقي للتنمية، مع التأكيد على أهمية تطوير هذا التعاون في عدد من المجالات ذات الأولوية، على رأسها الطاقة الجديدة والمتجددة، والبنية التحتية، والأمن الغذائي والمائي، وتوفير فرص العمل.

كما شهد اللقاء اتفاقًا على ضرورة تعزيز دور القطاع الخاص في تحقيق التنمية المستدامة، إلى جانب تحقيق كفاءة الطاقة وتطوير القدرات التصنيعية، ودفع التحول الرقمي، بما يعكس التوجه المصري نحو بناء اقتصاد عصري قائم على المعرفة والابتكار.

وتم التأكيد على ضرورة استمرار البنك في دعم جهود مصر التنموية، لا سيما فيما يتعلق بتنفيذ المشروعات المدرجة ضمن المنصة الوطنية لبرنامج «نوفي»، والتي تشمل مشروعات خضراء في قطاعات المياه والغذاء والطاقة.

عودة السيسي من موسكو بعد مشاركته في عيد النصر

وعلى صعيد آخر، عاد الرئيس السيسي مساء الأحد إلى أرض الوطن قادمًا من العاصمة الروسية موسكو، بعد مشاركته في احتفالات عيد النصر بمناسبة الذكرى الـ80 لانتصار الحلفاء في الحرب العالمية الثانية.

وأعلن السفير محمد الشناوي، عبر الصفحة الرسمية لرئاسة الجمهورية، عن عودة الرئيس، قائلًا:«وصول الرئيس عبد الفتاح السيسي بسلامة الله إلى أرض الوطن عائداً من موسكو بعد حضور سيادته احتفالات عيد النصر في العاصمة الروسية».

لقاء السيسي وبوتين.. شراكة استراتيجية

وخلال الزيارة، التقى الرئيس السيسي بنظيره الروسي فلاديمير بوتين، في لقاء حمل العديد من الرسائل السياسية والاقتصادية، حيث أكد الرئيس الروسي أن مصر تُعد من أهم شركاء روسيا في إفريقيا، وأن العلاقات بين البلدين تشهد تطورًا مستمرًا في مختلف المجالات، سواء على الصعيد الاقتصادي أو السياسي أو العسكري.

من جانبه، ثمّن الرئيس السيسي متانة العلاقات المصرية الروسية، مؤكدًا حرص القاهرة على تعزيز الشراكة الاستراتيجية مع موسكو، واستمرار التنسيق المشترك بشأن القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، خاصة ما يتعلق بالأوضاع في الشرق الأوسط والقارة الإفريقية.

مصر تواصل الحضور الدبلوماسي والدعم التنموي

ويأتي اللقاء بين الرئيس السيسي ورئيس البنك الإفريقي للتنمية بعد يوم واحد فقط من عودته من روسيا، في إشارة إلى حرص القيادة المصرية على مواصلة الدور الفاعل في الدوائر الإفريقية والدولية، سواء من خلال المشاركة في الفعاليات الدولية الكبرى، أو عبر تعميق التعاون مع مؤسسات التمويل الإقليمية والدولية.

وتؤكد تحركات الدولة المصرية في هذا السياق على أنها تتبنى سياسة خارجية متوازنة، تضع في أولوياتها التنمية الاقتصادية وتعزيز العلاقات جنوب-جنوب، وتوفير الدعم الفني والمالي اللازم لمشروعات البنية التحتية والطاقة والغذاء في دول القارة.

مستقبل التعاون مع البنك الإفريقي

يُذكر أن البنك الإفريقي للتنمية يعد أحد أبرز الشركاء التنمويين لمصر، حيث يساهم في تمويل العديد من المشروعات الاستراتيجية، كان آخرها مشروعات في مجالات المياه والطاقة والبنية التحتية، كما يدعم البنك مبادرات مصر الإقليمية لتعزيز التكامل الإفريقي وتحقيق التنمية المستدامة في القارة.

ومن المتوقع أن تشهد الفترة المقبلة مزيدًا من التنسيق بين مصر والبنك الإفريقي، خاصة في ظل التوجه الحكومي لتعزيز دور مصر كمحور إقليمي للتنمية والتكامل الاقتصادي الإفريقي.