استشهاد 17 شخصا بينهم نساء وأطفال بقصف إسرائيلي لقطاع غزة فجر اليوم

شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر اليوم الأحد، سلسلة غارات جوية استهدفت مناطق متفرقة في قطاع غزة، أسفرت عن استشهاد ما لا يقل عن 34 فلسطينيًا، بينهم نساء وأطفال، في تصعيد جديد يُعد من الأعنف منذ أيام، وسط صمت دولي مريب وتفاقم للوضع الإنساني في القطاع المحاصر.
مجازر في مدارس الإيواء.. 16 شهيدًا في جباليا
وأفادت مصادر محلية بأن إحدى أعنف الغارات استهدفت مدرسة فاطمة بنت أسد الواقعة في منطقة جباليا البلد شمال القطاع، والتي كانت تؤوي عشرات العائلات النازحة.
وأسفر القصف عن استشهاد 16 شخصًا، بينهم أطفال ونساء، في مجزرة جديدة تُضاف إلى سلسلة الجرائم التي ترتكبها إسرائيل بحق المدنيين.
وقالت المصادر إن مشاهد الدمار داخل المدرسة كانت مروعة، حيث تناثرت الجثث بين الفصول والممرات، في وقت كانت العائلات تحتمي بالمبنى هربًا من نيران الحرب.
غارات مكثفة في النصيرات.. وشهيدة طفلة بمسجد
وفي مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، استهدفت مدفعية الاحتلال مناطق شمال المخيم، ما أدى إلى إصابة عدد من المواطنين، بعضهم في حالة حرجة.
كما طال القصف منزلًا لعائلة حمدان في بلوك C بالمخيم، بعد أن أطلق عليه صاروخ من طيران مسير، ما أدى إلى وقوع إصابات متعددة بين سكان المنزل.
وفي جريمة أخرى، استشهدت طفلة تبلغ من العمر 14 عامًا، إثر قصف استهدف مسجد حماد الحسنات غرب المخيم، ما أدى أيضًا إلى تضرر أحد المنازل المجاورة.
17 شهيدًا في غارات متفرقة.. و30 غارة على رفح
وفي حصيلة أولية أوردتها مصادر صحية في غزة، استشهد 17 مواطنًا على الأقل نتيجة غارات جوية استهدفت مناطق متعددة في القطاع، من بينها بيت لاهيا، النصيرات، وشرق غزة، مؤكدة أن من بين الشهداء نساء وأطفال، بينما لا يزال عدد كبير من الجرحى يخضعون للعلاج في ظروف صعبة داخل مستشفيات شبه منهارة بفعل العدوان المستمر منذ شهور.
وفي مدينة رفح جنوب قطاع غزة، شن الطيران الحربي الإسرائيلي أكثر من 30 غارة جوية استهدفت المناطق الشرقية من المدينة منذ ساعات الفجر الأولى.
ورغم عنف الغارات، لم تُسجّل حتى اللحظة خسائر بشرية، بحسب المصادر، فيما أشارت إلى أضرار مادية جسيمة في المباني والمرافق الحيوية.
وفي بيت لاهيا شمال القطاع، قصفت طائرات الاحتلال موقعًا خلف صالة «الطيب»، في الوقت الذي تواصل فيه قوات الاحتلال استهداف المناطق المدنية ومرافق الإيواء في مختلف المحافظات.
جرحى في قصف سابق على مدرسة أبو هميسة
وأعلنت مصادر طبية في مخيم البريج وسط القطاع، عن استشهاد رجل متأثرًا بجراحه البالغة التي أُصيب بها في قصف استهدف مدرسة أبو هميسة قبل أيام، ليرتفع بذلك عدد الشهداء الذين سقطوا في هذا الاستهداف إلى خمسة.
كارثة إنسانية متفاقمة.. وصمت دولي
ويأتي هذا التصعيد في وقت يعيش فيه قطاع غزة أوضاعًا إنسانية كارثية، مع نزوح مئات الآلاف من السكان، وتعرضهم للقصف حتى داخل المدارس والمساجد والملاجئ التي يفترض أن تكون آمنة.
وأكدت مصادر طبية أن الطواقم الصحية تعمل في ظروف قاسية للغاية، في ظل نقص حاد في المعدات والأدوية، وانقطاع التيار الكهربائي، وصعوبة الوصول إلى مواقع القصف لإنقاذ الضحايا بسبب القصف المتواصل.
في المقابل، لم يصدر أي رد فعل دولي فاعل تجاه هذه المجازر المتكررة، بينما تستمر قوات الاحتلال في توسيع رقعة عملياتها العسكرية، مستهدفة المدنيين بشكل مباشر.
دعوات لوقف العدوان
وطالبت هيئات حقوقية محلية ودولية المجتمع الدولي بـ«التحرك الفوري لوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة»، مشددة على ضرورة إرسال بعثات تحقيق دولية لمتابعة جرائم الحرب التي تُرتكب بحق السكان.
كما دعت مؤسسات حقوقية الأمم المتحدة إلى توفير الحماية الدولية للمدنيين، والتدخل العاجل لفتح ممرات إنسانية لنقل الجرحى وتوفير الغذاء والدواء للمناطق المنكوبة.
وفي ظل التصعيد المتواصل، يُخشى من ارتفاع أعداد الشهداء والجرحى في الساعات المقبلة، ما لم يتم تحرك دولي جاد للضغط على إسرائيل لوقف العدوان، والبدء في مسار إنساني يعيد الأمل لسكان غزة الذين يعيشون تحت القصف منذ أشهر طويلة.