الأربعاء 14 مايو 2025 الموافق 16 ذو القعدة 1446
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

كتائب القسام تعلن القضاء على سائق آلية إسرائيلية في الشجاعية

القسام
القسام

 واصلت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية «حماس»، تنفيذ عملياتها العسكرية ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي في عدد من محاور الاشتباك داخل قطاع غزة، في ظل تصاعد العمليات البرية التي ينفذها جيش الاحتلال.

وفي بيان صدر مساء الإثنين، أعلنت كتائب القسام أنها تمكنت من قتل سائق آلية عسكرية إسرائيلية من نوع «باقر» بعد اشتباك مباشر مع قوة هندسية تابعة لجيش الاحتلال، شرق حي الشجاعية، شرقي مدينة غزة. 

ووصفت العملية بأنها جاءت في إطار استمرار المقاومة في التصدي للتوغلات البرية التي تستهدف المناطق الشرقية للقطاع.

وقال البيان:«بعد عودتهم من خطوط القتال، أكد مجاهدو القسام الاشتباك مع قوة هندسية صهيونية بالأسلحة الخفيفة والإجهاز على سائق آلية عسكرية من نوع باقر شرق حي الشجاعية، وذلك بتاريخ 11 مايو الجاري».

ووفقاً لمصادر محلية، فإن حي الشجاعية يشهد منذ أيام معارك عنيفة بين المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال التي تحاول التقدم باتجاه مناطق سكنية مأهولة، وسط قصف مدفعي وجوي مكثف أسفر عن سقوط شهداء وجرحى بين المدنيين.

إفراج مفاجئ عن جندي إسرائيلي

وفي تطور لافت، أعلنت كتائب القسام يوم الأحد 12 مايو عن إفراجها عن الجندي الإسرائيلي عيدان ألكسندر، المحتجز لديها، وذلك في خطوة فُسرت بأنها تأتي استجابةً لجهود الوسطاء الإقليميين والدوليين الساعية لوقف إطلاق النار وفتح المعابر الإنسانية.

وذكرت الكتائب أن الإفراج عن الجندي تم ضمن جهود الوسطاء المتواصلة لتخفيف المعاناة عن سكان قطاع غزة، ولفتح الطريق أمام إدخال المساعدات الطبية والغذائية بشكل عاجل إلى المناطق المنكوبة.

وتعد هذه المرة الأولى منذ عدة أشهر التي تعلن فيها كتائب القسام عن تسليم أسير إسرائيلي دون اتفاق رسمي شامل، ما أثار تساؤلات في الأوساط الإسرائيلية حول دوافع الخطوة ومدى ارتباطها بمفاوضات وقف إطلاق النار التي ترعاها كل من مصر وقطر والولايات المتحدة.

ردود فعل إسرائيلية متباينة

في المقابل، لم يصدر تعليق رسمي فوري من الحكومة الإسرائيلية أو جيش الاحتلال بشأن مقتل سائق الآلية أو الإفراج عن الجندي، غير أن وسائل إعلام عبرية أشارت إلى أن الحكومة تلقت معلومات من وسطاء حول نية حماس تسليم أحد الجنود في لفتة «إنسانية» يُعتقد أنها تحمل رسائل متعددة الأبعاد.

ووصفت مصادر أمنية إسرائيلية عملية الإفراج عن الجندي بأنها «مبادرة تكتيكية» من حركة حماس تهدف إلى كسب مزيد من التعاطف الدولي وتخفيف الضغوط الميدانية على غزة في ظل الكارثة الإنسانية المتفاقمة.

الوضع الميداني والإنساني في غزة

تزامنت هذه التطورات مع تصاعد حدة القصف الإسرائيلي على عدد من أحياء غزة، لا سيما في الشجاعية والتفاح والزيتون، حيث شنت الطائرات الحربية سلسلة غارات عنيفة خلال الساعات الماضية، أوقعت عدداً من الشهداء وألحقت دماراً واسعاً في البنية التحتية.

كما أفادت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة بأن القطاع يعاني من نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية، محذرةً من انهيار المنظومة الصحية في حال لم يتم إدخال مساعدات عاجلة خلال الساعات المقبلة.

وفي السياق ذاته، أكدت الأمم المتحدة أن أكثر من 80% من سكان غزة باتوا يعانون من انعدام الأمن الغذائي، وسط نزوح مئات الآلاف من منازلهم نتيجة القصف والدمار المتواصل.

جهود التهدئة مستمرة

وعلى صعيد التحركات السياسية، تكثف القاهرة والدوحة جهودهما للعودة إلى اتفاق تهدئة شامل، وسط حديث عن طرح مقترحات جديدة تنص على وقف فوري لإطلاق النار، وتبادل الأسرى، وفتح المعابر بشكل دائم، إضافة إلى آلية دولية لإعادة إعمار القطاع.

وبينما تواصل المقاومة الفلسطينية تأكيدها على أن الإفراج عن أي جنود إضافيين سيكون فقط من خلال اتفاق تبادل شامل، يشدد الاحتلال على ضرورة الإفراج عن جميع الرهائن قبل البدء بأي وقف للعمليات العسكرية.

بين تصعيد ميداني متواصل ومبادرات جزئية تحمل طابعاً إنسانياً، تبقى غزة على صفيح ساخن، في انتظار ما ستسفر عنه الأيام المقبلة من تحركات سياسية قد تضع حداً لمعاناة السكان، أو تدخل القطاع في مرحلة أكثر عنفاً وتدميراً.

تم نسخ الرابط