في ذكرى رحيله.. سمير غانم أيقونة الكوميديا الذي لن يتكرر

تحل اليوم ذكرى وفاة الفنان الكبير سمير غانم، الذي أمتع الملايين على مدار عقود طويلة بأعماله الكوميدية المتميزة، وترك بصمة يصعب محوها في تاريخ الفن العربي، ليظل اسمه محفورًا في ذاكرة الجمهور كأحد أهم من أنجبتهم الساحة الكوميدية في مصر والوطن العربي.
ولد سمير غانم في 15 يناير عام 1937 بمحافظة أسيوط، وتخرج في كلية الزراعة بجامعة الإسكندرية، لكنه لم يتجه للعمل في مجاله الأكاديمي، بل اختار طريقًا مختلفًا، طريق الفن والضحك والإبداع.
وكان لقاؤه مع الضيف أحمد وجورج سيدهم نقطة الانطلاق الكبرى، حين شكلوا معًا فرقة «ثلاثي أضواء المسرح» التي أذهلت الجميع باسكتشاتها الكوميدية الخفيفة والتي تركت أثراً كبيراً في وجدان الجماهير.
من أشهر ما قدمته هذه الفرقة: اسكتشات «طبيخ الملايكة» و«روميو وجوليت»، إلى جانب عدد من الأفلام والمسرحيات الناجحة.
وبعد وفاة الضيف أحمد عام 1970، استمر سمير غانم في التعاون مع جورج سيدهم، قبل أن يشق طريقه منفردًا في السينما والمسرح والتلفزيون.
«ميزو» و«لهفة».. أبرز ما قدمه على الشاشة
تميّز الفنان سمير غانم بخفة ظله وقدرته الفائقة على الارتجال، وقدم عددًا كبيرًا من الأعمال الفنية المميزة. فعلى صعيد الدراما التليفزيونية، تألق في مسلسلات مثل:
«ميزو»
«لهفة»
«حكاية عريس وعروسة»
«شربات لوز»
«عزمي وأشجان»
أما في السينما، فقد شارك في أعمال أصبحت من علامات الكوميديا، منها:
«30 يوم في السجن»
«في الصيف لازم نحب»
«البعض لا يذهب للمأذون مرتين»
«4-2-4»
«أميرة حبي أنا»
«البنات عايزة إيه»
«مفيش فايدة»
«ممنوع في ليلة الدخلة»
«الرجل الذي عطس»
«يارب ولد»
إفيهات خالدة في الذاكرة
لم يكن سمير غانم مجرد ممثل كوميدي، بل كان مدرسة في إلقاء الإفيه، وارتبط الجمهور بجمله المضحكة التي لا تزال تُردد حتى اليوم، منها:
«تعيش إنت يا حج.. والله ما عندي أهل لو عندك إنت هات»
«بس اتجنن وجاله تخلف عقلي»
«الكورة فين؟!»
«قريت في مجلة أجنبة»
«كل بروتين والعب في الطين»
«فشر يا روحي.. إحنا غلابة»
جمل بسيطة، لكنها تحمل عبقرية كوميدية في التوقيت والطريقة، ولا يزال يتناقلها الجمهور على مواقع التواصل الاجتماعي كنوع من الحنين للفن الجميل.
قصة حب لا تُنسى مع دلال عبد العزيز
تعرف سمير غانم على الفنانة دلال عبد العزيز عام 1981 أثناء بدايتها الفنية، ورغم فارق السن الذي وصل إلى 20 عامًا، نشأت بينهما قصة حب كبيرة تكللت بالزواج، بعد إصرار من دلال عبد العزيز رغم تردده وخوفه من هذه الخطوة.
وقد أنجبا ابنتيهما دنيا وإيمي سمير غانم، واللتين واصلتا مسيرة والديهما في عالم الفن، لتُصبح الأسرة واحدة من أكثر العائلات الفنية جماهيرية وحضورًا على الساحة.
موقف طريف من أول سنة جواز
ومن الطرائف التي روتها دلال عبد العزيز عن زوجها الراحل، موقف حدث في أول سنة زواج بينهما. فقالت في لقاء سابق:
«عيد ميلادي يوم 17 وسمير يوم 15 يناير، وكنا في أول سنة جواز، قلت أجيبله هدية، وقلت أكيد هيردّها لي بعدها بيومين، بس لقيته مطنّش، فقولتله يا سمير إنهاردة عيد ميلادي، فرد عليا وقاللي: شكلي وحش أوي، إنتي لسه جايبالي هدية وأجي دلوقتي أردّهالك، قلتله خلاص، عندك حق، شكلها مش حلو».
رحيل الجسد وبقاء الأثر
رحل سمير غانم عن عالمنا في 20 مايو 2021، بعد معاناة صحية قصيرة، تاركًا وراءه إرثًا فنيًا ضخمًا وذكريات لا تُنسى. لم يكن فقط نجمًا للكوميديا، بل كان رمزًا للبساطة والعفوية والإنسانية، وهو ما جعل محبته تتجاوز حدود الفن لتسكن في القلوب.
وفي ذكرى وفاته، يستمر جمهوره في استعادة ضحكاته، ومشاهدة أعماله، وترديد إفيهاته، ليبقى سمير غانم حاضرًا في الذاكرة والوجدان، كواحد من أعمدة الكوميديا في تاريخ الفن المصري والعربي.