الخميس 22 مايو 2025 الموافق 24 ذو القعدة 1446
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة

في يوم الشاي العالمي.. فوائد «مفاجئة» لم تكن تتخيلها

الشاي
الشاي

«الشاي» هذا المشروب الساخن الذي لا يخلو منه بيت تقريبًا، يحتفل العالم به في يوم 21 مايو من كل عام، تحت شعار يربط ما بين «الثقافة» و«الصحة» و«التقاليد»، إلا أن المفاجأة الكبرى تكمن في ما توصل إليه العلماء مؤخرًا بشأن فوائده التي ربما لم يسمع بها كثيرون، فبعيدًا عن استخدامه كمشروب دافئ يرافق الأحاديث أو الجلسات الهادئة، فإن الشاي يحمل بين مكوناته عناصر «سحرية» قد تغير نظرتك إليه تمامًا.

الشاي وصحة الدماغ.. تعزيز للتركيز ومحاربة للشيخوخة

ربما يكون من الشائع أن الشاي يمنحك شيئًا من «التركيز» عند شربه في الصباح أو أثناء العمل، لكن ما كشفته الدراسات الحديثة يتجاوز ذلك بكثير، فقد تبين أن بعض المركبات النشطة في الشاي مثل «الثيانين» تعمل على تعزيز نشاط الدماغ وزيادة كفاءته، ليس فقط من حيث اليقظة بل أيضًا فيما يخص الحماية من التدهور المعرفي المرتبط بالعمر.

الباحثون في جامعة سنغافورة أشاروا إلى أن تناول الشاي بانتظام قد يقلل من خطر الإصابة بـ«ألزهايمر»، وذلك بفضل تأثيره المضاد للأكسدة والالتهابات، وهذه النتائج تجعل من كوب الشاي اليومي عادة «وقائية» تستحق الالتزام بها.

الفوائد الخفية للشاي 
الفوائد الخفية للشاي 

حماية القلب.. الفائدة الخفية خلف كل رشفة

من المدهش أن الشاي الأخضر على وجه التحديد يحتوي على مركبات «الفلافونويد»، وهي عناصر مضادة للأكسدة تساعد على تحسين وظائف القلب والأوعية الدموية، وتعمل على تقليل مستويات «الكوليسترول الضار»، وهو ما قد يؤدي إلى تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب بنسبة تصل إلى 20٪ بحسب بعض الدراسات.

ما يجعل الأمر أكثر أهمية هو أن الفائدة لا تقتصر على نوع واحد، فحتى الشاي الأسود يقدم نتائج مشابهة بفضل غناه بالعناصر النشطة، مما يعني أن ما نعتبره مشروبًا تقليديًا قد يكون «درعًا صحية» للقلب دون أن ننتبه لذلك.

مضاد للالتهابات ومساعد للهضم

في عالم التغذية والطب البديل، يشتهر الشاي منذ قرون بقدرته على تخفيف آلام المعدة وتهدئة الجهاز الهضمي، لكن الجديد أن أبحاثًا حديثة أثبتت فعاليته كمضاد قوي للالتهابات بفضل احتوائه على مادة «الإيبيغالوكاتشين غالات»، وهي من المواد التي تقلل من نشاط الجذور الحرة التي تتسبب في التهابات متعددة داخل الجسم.

هذه الخصائص تجعل الشاي خيارًا مثاليًا بعد تناول وجبة دسمة أو عند الشعور بعدم الارتياح الهضمي، ويكفي كوب أو اثنان يوميًا لتحقيق فوائد طويلة المدى دون الحاجة إلى أدوية مكلفة أو مركبات صناعية.

تحسين الحالة المزاجية ومحاربة التوتر

من بين أكثر الفوائد «المفاجئة» التي تم الكشف عنها حديثًا، هو أن الشاي قد يكون له دور فعال في تحسين الحالة المزاجية والتقليل من مشاعر القلق والتوتر، وذلك بفضل توازن الكافيين مع الثيانين الموجودين في أوراق الشاي، مما يخلق تأثيرًا مهدئًا دون أن يسبب الخمول.

الخبراء يصفون الشاي الأخضر بأنه مشروب «التوازن النفسي»، خصوصًا عند تناوله في فترات الضغط العصبي أو القلق، فهو يمنحك راحة مؤقتة، لكنها ذات أثر عميق ومستمر إذا أصبحت عادة يومية.

الشاي والعناية بالبشرة

ولأننا في عصر العناية الذاتية، فقد أثبت الشاي مكانته أيضًا في مجال العناية بالبشرة، حيث يدخل في تركيبات العديد من مستحضرات التجميل الطبيعية لما له من قدرة على تقليل التجاعيد وتحسين مظهر البشرة وتقليل الالتهابات الجلدية، بالإضافة إلى مقاومة علامات الشيخوخة المبكرة.

كما يمكن استخدامه موضعيًا في صورة كمادات للعين أو غسول للوجه، وهو ما يجعله عنصرًا طبيعيًا فعالًا للعناية اليومية، بعيدًا عن المستحضرات الكيميائية باهظة الثمن.

الشاي بين التقاليد والعلوم الحديثة

من اللافت أن الشاي لم يفقد مكانته رغم التغيرات المتسارعة في نمط الحياة، فهو لا يزال يُقدم في المجالس العائلية، ويتم تبادله في المناسبات الخاصة، بل وتتنافس الثقافات في طرق تقديمه، لكن ما يمنحه ميزة أكبر اليوم هو توافقه مع الاكتشافات العلمية التي تدعم فوائده الصحية.

إن الجمع بين التقاليد الراسخة والعلم الحديث يجعل من الشاي أكثر من مجرد مشروب، بل هو جزء من نمط حياة صحي ومعتدل، يوازن بين «الراحة» و«الفعالية».

احتفال عالمي يستحق التأمل

في يومه العالمي تتوجه الأنظار إلى الشاي ليس فقط كرمز ثقافي أو تراث شعبي، بل كمنتج يحمل في طياته «أسرارًا» صحية تستحق الاستكشاف، وإذا كان البعض يعتبره مجرد طقس يومي، فإن الوقت قد حان لإعادة النظر في قيمته كـ«كنز طبيعي» متعدد الأبعاد.

تم نسخ الرابط