«الاستجماتيزم» ليس ضعف نظر فقط.. تعرف على أعراضه وأسبابه وطرق العلاج الفعالة

الاستجماتيزم هو حالة شائعة تؤثر على الرؤية، وغالبًا ما يظن الناس خطأً أنه ضعف نظر عادي، لكن الحقيقة أن الاستجماتيزم له خصائصه وأعراضه وأسبابه التي تختلف عن حالات ضعف النظر التقليدية، كما أن طرق علاجه متعددة ومتطورة مما يتيح فرصة لتحسين جودة الرؤية بشكل كبير، ويوضح القاريء نيوز في هذا المقال مفهوم الاستجماتيزم بشكل مفصل مع التعرف على أعراضه وأسبابه وطرق العلاج الفعالة.

ما هو الاستجماتيزم؟

الاستجماتيزم هو حالة بصرية تنتج عن خلل في شكل القرنية أو العدسة داخل العين، حيث يفقد سطحها الانحناء المتساوي في كل الاتجاهات، مما يؤدي إلى انكسار الضوء بصورة غير صحيحة، ونتيجة لذلك تظهر الصور غير واضحة أو مشوهة سواء على مسافات قريبة أو بعيدة، وعكس الاعتقاد الشائع، الاستجماتيزم ليس ضعف نظر بسيط أو عادي ولكنه اضطراب في تركيز الضوء على شبكية العين مما يؤثر على حدة الرؤية.

أعراض الاستجماتيزم

تتعدد أعراض الاستجماتيزم ويجب الانتباه لها حتى لا تتفاقم المشكلة وتشمل الأعراض الرئيسية رؤية ضبابية أو مشوشة سواء للصور القريبة أو البعيدة، وقد يصاحب ذلك صداع مستمر خاصة بعد استخدام العين لفترات طويلة أو عند التركيز على شاشة إلكترونية، كما يشعر بعض الأشخاص بالتعب أو الإرهاق في العين وتهيجها، بالإضافة إلى صعوبة في الرؤية الليلية أو رؤية خطوط مائلة أو منحنية بدلاً من الخطوط المستقيمة، لذا يجب على أي شخص يعاني من هذه الأعراض إجراء فحص شامل للعين للكشف عن الاستجماتيزم.

أسباب الاستجماتيزم

تعود أسباب الاستجماتيزم إلى عدة عوامل أهمها الشكل غير الطبيعي للقرنية التي يجب أن تكون كروية بشكل متساوٍ في كل الاتجاهات، وفي حالة الاستجماتيزم تكون القرنية بيضاوية الشكل مما يؤدي إلى عدم تركيز الضوء بشكل صحيح، ويمكن أن يكون الاستجماتيزم وراثيًا، أي ينتقل من الأهل إلى الأبناء، أو يمكن أن ينشأ بسبب إصابات في العين أو بعد عمليات جراحية، كما أن بعض الأمراض مثل القرنية المخروطية تسبب تغيرات في شكل القرنية تؤدي إلى الاستجماتيزم، بالإضافة إلى أن بعض الأشخاص يولدون بهذه الحالة وقد تزداد حدتها مع التقدم في العمر.

كيفية تشخيص الاستجماتيزم

تشخيص الاستجماتيزم يتم عبر فحص دقيق للعين باستخدام أجهزة متخصصة لفحص انحناءات القرنية وقدرة العين على تركيز الضوء، وأحيانًا يستخدم الطبيب اختبار النظر التقليدي الذي يكشف عن مشاكل الرؤية المتعلقة بالاستجماتيزم، ومن المهم الكشف المبكر لأن التأخر في التشخيص قد يؤدي إلى تفاقم المشكلة وظهور مضاعفات مثل إجهاد العين المستمر أو الصداع المزمن.

طرق علاج الاستجماتيزم

تتنوع طرق علاج الاستجماتيزم وفقًا لشدة الحالة وحاجة المريض، وتعتبر النظارات الطبية والعدسات اللاصقة من أكثر الطرق شيوعًا وفعالية لتصحيح الرؤية وتحسينها، حيث تصمم هذه العدسات بطريقة خاصة لتعديل انحناء القرنية وتصحيح انكسار الضوء، أما في الحالات الأكثر تقدمًا فيلجأ بعض المرضى إلى جراحة تصحيح البصر مثل الليزك أو الفيمتو ليزك التي تعمل على إعادة تشكيل القرنية بشكل دائم، ومن التقنيات الحديثة أيضًا استخدام العدسات داخل العين التي تعوض شكل القرنية غير الطبيعي، كما أن هناك بعض التمارين الخاصة للعين التي قد تساعد في تقليل التعب وتحسين الرؤية بجانب العلاجات الطبية.

نصائح للوقاية من الاستجماتيزم

على الرغم من أن الاستجماتيزم غالبًا ما يكون وراثيًا، إلا أن هناك بعض الإجراءات التي تساعد في الوقاية من تفاقمه أو التخفيف من أعراضه مثل الحرص على الراحة البصرية بعد استخدام الأجهزة الإلكترونية لفترات طويلة، ومتابعة الفحوص الدورية للعين، والحفاظ على نظام غذائي صحي غني بالفيتامينات التي تدعم صحة العين، كما يجب تجنب إصابات العين المباشرة والحفاظ على النظافة الشخصية لتجنب الالتهابات التي قد تؤثر على القرنية.

الاستجماتيزم حالة بصرية معقدة ليست مجرد ضعف نظر عادي، حيث تحتاج إلى فهم دقيق لأعراضها وأسبابها حتى يتم التعامل معها بشكل صحيح وفعال، ومن خلال التشخيص المبكر واتباع طرق العلاج المناسبة يمكن تحسين جودة الحياة بشكل كبير لمن يعانون من هذه الحالة، لذا لا تتردد في استشارة طبيب العيون إذا شعرت بأي من أعراض الاستجماتيزم للحفاظ على صحة عينيك ورؤيتك.