لحظات رعب في العاشر من رمضان بعد انفجار سيارة وقود بمحطة بنزين

في حادث كاد أن يتحول إلى كارثة، شهدت المجاورة 70 بمدينة العاشر من رمضان مساء الأحد حريقًا هائلًا اندلع داخل إحدى محطات الوقود، إثر اشتعال النيران في سيارة نقل محملة بالبنزين أثناء تفريغ حمولتها، مما أسفر عن إصابة شخصين بحروق واختناق، وخلّف ذعرًا كبيرًا بين المتواجدين في الموقع وسكان المنطقة المجاورة.
بداية الحادث.. شرارة تشتعل من «التفريغ»
تلقت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن الشرقية بلاغًا من غرفة عمليات النجدة، يفيد بوقوع حريق ضخم داخل محطة وقود بمدينة العاشر، وعلى الفور انتقلت قوات الحماية المدنية مدعومة بعدد من سيارات الإطفاء إلى موقع الحادث.
وبحسب المعاينة الأولية، فإن الحريق اندلع في سيارة «تانك» وقود أثناء قيام السائق بتفريغ الحمولة داخل المحطة، وسرعان ما اشتعلت النيران في جسم السيارة، لتلتهمها بالكامل، وتهدد بامتداد ألسنة اللهب إلى باقي منشآت المحطة وخزانات الوقود الأرضية، ما دفع الفرق المختصة إلى التحرك السريع لمنع تطور الموقف.

المصابون.. حروق من الدرجة الثانية واختناق
أكدت المصادر الطبية أن الحادث أسفر عن إصابة شخصين، أحدهما من العاملين بالمحطة والآخر من سائقي النقل، ووصفت حالتهما بأنها متوسطة إلى خطيرة، حيث تعرضا إلى حروق من الدرجة الثانية بنسبة 45% بالإضافة إلى حالات اختناق نتيجة استنشاق الأدخنة الكثيفة.
تم نقل المصابين على وجه السرعة إلى مستشفى العاشر من رمضان الجامعي ومستشفى بلبيس المركزي لتلقي الرعاية الطبية العاجلة، بينما بدأت الأطقم الطبية في التعامل مع الإصابات وفقًا لبروتوكولات الحروق والاختناق.
استجابة سريعة حالت دون الكارثة
أشاد شهود العيان بسرعة تدخل قوات الدفاع المدني، التي وصلت إلى موقع الحادث خلال دقائق قليلة، مما ساعد على منع امتداد النيران إلى خزانات الوقود العملاقة بالمحطة أو إلى البنايات السكنية القريبة.

وأكدت مصادر بالحماية المدنية أنه تم الدفع بـ أربع سيارات إطفاء، إضافة إلى معدات تبريد متطورة، حيث تمكنت الفرق من سحب السيارة المشتعلة خارج المحطة وتحجيم النيران في محيط محدود، لتجنب خسائر مادية وبشرية أكبر.
واستمرت أعمال التبريد والتمشيط لعدة ساعات بعد السيطرة على الحريق، لضمان عدم تجدد الاشتعال، خاصة أن بقايا البنزين المنسكب لا تزال تشكل خطورة كبيرة.
تحقيقات النيابة.. هل هناك شبهة إهمال؟
من جانبها، قررت النيابة العامة بمدينة العاشر من رمضان فتح تحقيق عاجل في الواقعة، وانتدبت المعمل الجنائي لمعاينة موقع الحريق وتحديد أسباب اندلاعه بدقة، مع التركيز على مطابقة إجراءات التفريغ لمعايير الأمان والسلامة الصناعية.

كما طلبت النيابة تحريات المباحث حول الواقعة، واستدعاء عدد من شهود العيان والعاملين بالمحطة لسماع أقوالهم، فيما تم تحرير محضر رسمي بالواقعة تمهيدًا لعرضه على جهات التحقيق.
وحتى لحظة إعداد هذا التقرير، لم تصدر نتائج فنية رسمية تؤكد السبب الرئيسي للحريق، إلا أن الترجيحات الأولية تشير إلى وجود شرارة ناتجة عن خلل في توصيلة أرضي أو عدم تفريغ الكهرباء الاستاتيكية أثناء التفريغ، وهي إحدى المشكلات الشائعة التي تؤدي لمثل هذه الكوارث إذا لم يتم التعامل معها بإجراءات احترازية دقيقة.

سكان المنطقة.. لحظات رعب حقيقية
وقال أحد سكان العمارات القريبة من المحطة: «كنا نظن أن المحطة ستنفجر، سمعنا صوت فرقعة وخرجنا لنجد سحابة من اللهب والدخان الأسود، وبعض العاملين كانوا يصرخون. الحمد لله أن الحماية المدنية وصلت بسرعة وإلا كانت الأمور ستخرج عن السيطرة».
كما أضاف أحد شهود العيان: «العمال لم يكونوا يرتدون ملابس واقية، ويبدو أن إجراءات الأمان لم تكن كافية.. المحطة مزدحمة وتوجد مدارس وسكان بجوارها، يجب مراجعة شروط السلامة».

دعوات للرقابة والتفتيش
طالب عدد من أهالي منطقة العاشر من رمضان الجهات المعنية بضرورة إجراء حملات تفتيش مكثفة على محطات الوقود خاصة تلك الواقعة داخل الكتل السكنية، للتأكد من سلامة إجراءات التفريغ والتخزين والتشغيل، حماية للأرواح والممتلكات.
كما أشار عدد من الخبراء إلى أهمية تدريب العاملين بمحطات الوقود على طرق التعامل مع الحرائق وحالات الطوارئ، وتوفير أدوات الإطفاء الذاتي السريع في كل محطة.

تدارك الكارثة قبل وقوعها
ورغم فداحة الحريق، فإن سرعة الاستجابة من فرق الإنقاذ أسهمت بشكل كبير في منع كارثة بشرية ومادية محققة، لتبقى الواقعة جرس إنذار جديد حول أهمية الالتزام بمعايير الأمان في المحطات الحيوية، خاصة تلك التي تتعامل مع مواد شديدة الاشتعال مثل الوقود.
وتواصل الجهات المعنية التحقيقات لكشف ملابسات الحادث، واتخاذ ما يلزم من قرارات تضمن عدم تكرار مثل هذه الوقائع مستقبلًا.