17 شهيدًا في غزة منذ فجر اليوم جراء الغارات الإسرائيلية المتواصلة

«غزة».. أفاد مراسل قناة «القاهرة الإخبارية» في خبر عاجل، اليوم الأحد 8 يونيو 2025، بارتقاء 17 شهيدًا على الأقل، جراء غارات عنيفة شنها الاحتلال الإسرائيلي على مناطق متفرقة من قطاع غزة، منذ ساعات الفجر الأولى، ضمن عدوان متواصل يُوصف بأنه الأعنف والأكثر دموية في تاريخ الصراع.

غارات متصاعدة منذ الفجر

وبحسب المراسل، فقد استهدفت طائرات الاحتلال الإسرائيلي عدّة مناطق سكنية ومرافق مدنية في شمال ووسط وجنوب القطاع، ما أدى إلى سقوط شهداء وجرحى، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، كما تسببت الغارات في دمار واسع في البنى التحتية ومنازل المواطنين.

وتُواصل قوات الاحتلال شنّ هجماتها المكثفة جوًا وبرًا وبحرًا على القطاع المحاصر، وسط تصعيد غير مسبوق يدخل يومه الـ 246 من الحرب، في ظل صمت دولي واسع، وتفاقم في حجم الكارثة الإنسانية التي يعاني منها أكثر من 2.3 مليون فلسطيني يعيشون في القطاع تحت الحصار منذ ما يزيد على 18 عامًا.

جثامين تحت الأنقاض.. والعجز يخيم

وتشير مصادر طبية ودفاع مدني إلى أن عدد الشهداء مرشّح للارتفاع، في ظل تعذر انتشال جثامين الضحايا من تحت الركام، نتيجة استمرار القصف وخطورة الأوضاع الأمنية، فضلًا عن الانهيار الكامل في منظومة الإنقاذ والإسعاف بسبب النقص الحاد في الوقود والمعدات الطبية، وتهالك البنية الصحية في القطاع.

وما زال آلاف الشهداء والجرحى محتجزين تحت أنقاض المنازل المدمرة، في وقت تُكافح فيه طواقم الدفاع المدني، بجهود متواضعة، للوصول إلى أماكن القصف، وسط خطر الاستهداف المباشر الذي بات يطول حتى الطواقم الطبية والإنسانية.

حصار خانق ومساعدات محتجزة

وتفاقمت الأوضاع المعيشية والإنسانية في غزة بشكل كارثي، في ظل الحصار الإسرائيلي المشدد ومنع إدخال الوقود والمساعدات الأساسية، بما فيها الإمدادات الطبية والغذائية والمياه الصالحة للشرب.

وأكدت جهات أممية ودولية أن استمرار منع إدخال المساعدات يعمّق المأساة ويهدد حياة المدنيين، خصوصًا في شمال القطاع، الذي يعاني من مجاعة حادة بحسب تقارير برنامج الغذاء العالمي ومنظمة الصحة العالمية.

الاحتلال يواصل عدوانه وسط إدانات دولية خجولة

ويواصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على غزة، مبررًا عملياته بـ«محاربة الفصائل المسلحة»، فيما تؤكد الوقائع الميدانية أن الغارات تُركز بشكل متزايد على الأحياء السكنية والمخيمات ومرافق مدنية كمستشفيات ومدارس وأماكن لجوء، في خرق واضح للقانون الدولي الإنساني واتفاقيات جنيف.

ورغم الإدانات الدولية المتكررة، إلا أن ردود الأفعال بقيت دون المستوى المطلوب، في ظل استمرار دعم بعض القوى الغربية للآلة العسكرية الإسرائيلية، وسط دعوات متصاعدة من المنظمات الحقوقية لإنهاء العدوان وإحالة الجرائم المرتكبة إلى المحكمة الجنائية الدولية.

أرقام مرعبة وخسائر غير مسبوقة

وبحسب وزارة الصحة في غزة، فقد ارتفع إجمالي عدد الشهداء منذ بداية الحرب إلى أكثر من 38 ألف شهيد، بينهم نحو 15 ألف طفل و8 آلاف امرأة، فيما تجاوز عدد الجرحى حاجز 87 ألفًا، ناهيك عن آلاف المفقودين الذين يُعتقد أنهم تحت الأنقاض.

كما تم تدمير نحو 70% من المباني السكنية في القطاع، وتعرضت مئات المدارس والمستشفيات لأضرار جسيمة أو تم إخراجها عن الخدمة بالكامل، بينما نزح أكثر من مليون ونصف مواطن إلى أماكن تفتقر لأدنى مقومات الحياة.

نداءات عاجلة لوقف إطلاق النار

من جهتها، جددت منظمات إنسانية وإغاثية دولية نداءاتها للمجتمع الدولي بضرورة التحرك الفوري لوقف العدوان، وتأمين ممرات آمنة لإدخال المساعدات، وإجلاء الجرحى والمرضى إلى الخارج لتلقي العلاج، مع ضمان الحماية الكاملة للمدنيين وفقًا للقانون الدولي.

وأكدت المنظمات أن استمرار الصمت الدولي يشجع على المزيد من المجازر والانتهاكات، داعية إلى محاسبة المسؤولين عن الجرائم المرتكبة في غزة.

الوضع على الأرض.. لا مؤشرات للتهدئة

حتى اللحظة، لا توجد مؤشرات على قرب التهدئة أو التوصل إلى وقف لإطلاق النار، في ظل تمسك الاحتلال بمواصلة عملياته العسكرية، واستمرار تعثر جهود الوسطاء الدوليين، خاصة مع تعليق المفاوضات غير المباشرة بين الاحتلال وحركة حماس، التي تُطالب بوقف كامل للحرب وانسحاب القوات الإسرائيلية، مقابل إطلاق الأسرى.

وتبقى غزة منكوبة في كل تفاصيلها، من دماء الشهداء التي لم تجف، إلى صرخات المصابين تحت الأنقاض، وسط عالم عاجز عن إنقاذ ما تبقى من حياة في القطاع المُحاصر.