«بلغاريا تغلق السفارة في طهران».. تصاعد التوتر يدفع الدبلوماسيين للهروب

أعلن رئيس الوزراء البلغاري «روزن جيليازكوف»، اليوم الخميس، عن إغلاق سفارة بلاده في العاصمة الإيرانية طهران بشكل مؤقت، وإجلاء الطاقم الدبلوماسي وعائلاتهم إلى دولة أذربيجان المجاورة، على خلفية التصعيد العسكري الأخير بين إيران وإسرائيل، والذي اقترب من مناطق مدنية في العاصمة الإيرانية.
وقال جيليازكوف في تصريحات صحفية، إن قرار الإجلاء جاء كإجراء احترازي بعد أن «أصدرت إسرائيل أوامر بإخلاء الحي الثالث في طهران» الذي تقع السفارة البلغارية على مقربة منه. وأوضح أن السفارة لن تتوقف عن العمل بالكامل، حيث سيتم «مواصلة المهام الدبلوماسية من العاصمة الأذربيجانية باكو» مؤقتًا لحين استقرار الوضع الأمني في إيران.
تفاصيل الإجلاء.. رحلة شاقة على الحدود
وكشف رئيس الوزراء البلغاري عن كواليس عملية الإجلاء، موضحًا أن «12 شخصًا من الطاقم الدبلوماسي وعائلاتهم» غادروا إيران في قافلة سيارات عبر الطرق البرية، واستغرقت الرحلة نحو 6 ساعات حتى الوصول إلى الحدود الأذربيجانية. وهناك، انتظروا قرابة 6 ساعات إضافية بسبب عمليات تفتيش دقيقة أجرتها السلطات الحدودية، في ظل الوضع الإقليمي المتوتر.
وأضاف جيليازكوف: «كنا نتابع الوضع أولًا بأول، ومع ازدياد المخاوف من تصاعد حدة القصف أو اقترابه من المناطق السكنية، قررنا سحب الطاقم فورًا دون الانتظار لتدهور الموقف».
دبلوماسية تحت القصف.. السفارات في دائرة الخطر
ولم تكن السفارة البلغارية وحدها التي واجهت تبعات التصعيد، فقد أعلنت وزارة الخارجية الهولندية، في وقت سابق اليوم، أن «سفارة هولندا في تل أبيب تعرضت لأضرار طفيفة جراء القصف الإيراني»، دون أن تذكر تفاصيل إضافية حول الأضرار أو ما إذا كان هناك إصابات بين طاقمها.
وأكدت الوزارة أنها تتابع الوضع عن كثب بالتنسيق مع السلطات الإسرائيلية، وأن الإجراءات الأمنية تم تعزيزها لحماية العاملين في البعثة الدبلوماسية.
خلفية التصعيد: ضربات وضربات مضادة
ويأتي هذا التوتر على خلفية الهجمات المتبادلة بين إسرائيل وإيران خلال الأيام الماضية، والتي بدأت بعد أن شنت إسرائيل هجمات جوية على مواقع عسكرية إيرانية داخل الأراضي الإيرانية، من بينها «منشآت نووية ومراكز تطوير صواريخ».
وردّت إيران سريعًا عبر إطلاق «مجموعة من الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة» استهدفت عدة مناطق إسرائيلية، من بينها ضواحي تل أبيب ومواقع في صحراء النقب. ووصفت إيران العملية بأنها «رد مشروع» على الاعتداءات الإسرائيلية، مؤكدة استعدادها للدفاع عن سيادتها.
مخاوف دولية وتحذيرات من التصعيد
في الوقت ذاته، حذرت الأمم المتحدة وعدد من الدول الكبرى من خطورة استمرار التصعيد، ودعت إلى «ضبط النفس» وفتح قنوات دبلوماسية عاجلة لتفادي اندلاع مواجهة إقليمية مفتوحة في الشرق الأوسط، خاصة في ظل امتداد النيران إلى مناطق قريبة من بعثات دبلوماسية وسكنية.
ودعا الأمين العام للأمم المتحدة «أنطونيو غوتيريش»، في بيان له، الأطراف إلى «وقف الأعمال العسكرية فورًا»، مشيرًا إلى أن «التصعيد لن يجلب سوى مزيد من الدمار وعدم الاستقرار».
صمت رسمي من طهران وتل أبيب
ورغم الأضرار التي لحقت بسفارات أجنبية، إلا أن الجانبين الإيراني والإسرائيلي لم يعلّقا رسميًا على تلك الحوادث الدبلوماسية حتى الآن. ولم يصدر أي بيان عن الخارجية الإيرانية بشأن إجلاء البعثات أو تأمينها، في حين التزمت إسرائيل الصمت بخصوص تقارير الأضرار في تل أبيب.
ويرى مراقبون أن «اقتراب العمليات من السفارات والمناطق المدنية سيضع المجتمع الدولي أمام مسؤولية أكبر لاحتواء الموقف قبل أن يتفاقم».
موقف بلغاريا.. خطوة احترازية ورسالة سياسية
ويُعد قرار بلغاريا بإغلاق سفارتها خطوة استثنائية تعكس حجم القلق الأوروبي من توسع رقعة المواجهة بين إيران وإسرائيل. وقد اعتبر خبراء دبلوماسيون الخطوة بمثابة «رسالة سياسية» واضحة بأن الوضع في طهران أصبح غير آمن حتى للدبلوماسيين الأجانب.
ومن غير المستبعد أن تتخذ دول أوروبية أخرى قرارات مماثلة خلال الأيام المقبلة، في حال استمرار التهديدات أو ازدياد وتيرة القصف المتبادل.
بين الإجلاءات والمواجهات، تبقى صورة المشهد في الشرق الأوسط أكثر غموضًا من أي وقت مضى. فبينما تُعلن بعض الدول خطط انسحاب دبلوماسي، تواصل الأطراف المتصارعة إطلاق صواريخها، تاركة خلفها أسئلة مفتوحة عن المصير السياسي والعسكري للمنطقة في الأسابيع القادمة.
- سفارة
- مراقب
- الاستقرار
- باكو
- مشروع
- الحوادث
- الخارجية
- فتوح
- القلق
- عمل
- السفارة
- سيارات
- الوقت
- الاعتداء
- الوزراء
- دية
- البعثات
- الدبلوماسيين
- العمل
- أذربيجان
- دقيق
- السفارات
- الطرق البرية
- ايران
- رئيس الوزراء
- تصريحات صحفية
- الدمار
- المناطق
- قلق
- المتحدة
- الطرق
- طائرات
- طهران
- التصعيد العسكري
- إسرائيل
- وزارة الخارجية
- بلغاريا
- الوزارة
- القارئ نيوز