9 أنفاس تعود للحياة من تحت الركام بحدائق القبة بعد انهيار عقارين

شهدت منطقة حدائق القبة بالقاهرة صباح اليوم الجمعة، حادث مأساوي بانهيار عقارين مكونين من عدة طوابق في شارع أبو سيف من الخليج المصري، أسفر عن وفاة شخص واحد وانتشال 9 ناجين حتى الآن، بينما لا تزال قوات الحماية المدنية تواصل جهودها للبحث تحت الأنقاض للتأكد من عدم وجود ضحايا آخرين.

الحماية المدنية تخرج 9 ناجين وتعلن وفاة شخص

تمكنت قوات الإنقاذ التابعة لمديرية أمن القاهرة، حتى اللحظة، من انتشال 9 أشخاص أحياء من أسفل أنقاض العقارين المنهارين، فيما تم تسجيل حالة وفاة واحدة تم نقلها إلى مشرحة مستشفى الزيتون التخصصي.

وأكدت محافظة القاهرة في بيان رسمي، أن جميع المصابين تم نقلهم على الفور إلى المستشفيات لتلقي العلاج اللازم، مع توجيه تعليمات واضحة من نائب المحافظ بتوفير الرعاية الطبية والنفسية اللازمة لهم ومتابعة تطورات حالاتهم الصحية عن كثب.

تحرك فوري من أجهزة الدولة

وفور تلقي غرفة العمليات المركزية بمحافظة القاهرة ومركز سيطرة الشبكة الوطنية للطوارئ والسلامة العامة بلاغ في الساعة 12:35 ظهرا، يفيد بانهيار عقارين في المنطقة المذكورة، انتقلت الأجهزة المعنية على الفور إلى موقع الحادث.

وتقدم د. إبراهيم صابر، نائب محافظ القاهرة للمنطقة الشرقية، الصفوف برفقة قوات الحماية المدنية والإسعاف والقيادات الأمنية، لمتابعة أعمال الإنقاذ، التي تمت بمشاركة معدات ثقيلة ومتخصصة في رفع الأنقاض، للبحث عن أحياء أو ضحايا محتملين أسفل الركام.

تفاصيل العقارين المنهارين

وبحسب المعاينة المبدئية، فإن العقارين رقما 20 و22 بشارع أبو سيف يتكون أحدهما من طابق أرضي و5 طوابق علوية وكان خاليًا من السكان وقت الحادث، بينما يتكون العقار الثاني من طابق أرضي و4 طوابق، وكان مأهولًا بالسكان، وتم إنقاذ المصابين منه.

كما تقرر إخلاء العقار المجاور رقم 18 احترازيًا من قاطنيه، لحين انتهاء فحصه من قبل لجنة فنية متخصصة للتأكد من مدى تأثره بالحادث.

المحافظ ومدير الأمن في موقع الحدث

يتواجد في موقع الحادث كل من اللواء طارق راشد، مساعد أول وزير الداخلية ومدير أمن القاهرة، إلى جانب الدكتور إبراهيم صابر، نائب محافظ القاهرة، حيث يشرفان بشكل مباشر على عمليات الإنقاذ، ويوجهان التعليمات لكافة الأجهزة المعنية.

وأكد المسؤولون أن أعمال رفع الأنقاض لن تتوقف إلا بعد التأكد الكامل من خلو الموقع من الضحايا أو المحاصرين، مشددين على أن الدولة لن تدخر جهدًا في إنقاذ الأرواح.

توجيه بالتحقيق الفوري

وفي سياق متصل، وجه محافظ القاهرة خالد عبدالعال بفتح تحقيق فوري للوقوف على أسباب الانهيار، وهل صدر بحق العقارين قرارات إزالة أو ترميم سابقًا، إلى جانب مراجعة تراخيص البناء وسلامة المنشآت المجاورة.

وأكد مصدر مسؤول في المحافظة، أنه سيتم تشكيل لجنة هندسية عاجلة لفحص العقارات المحيطة بموقع الانهيار، واتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة للحفاظ على حياة المواطنين وسلامة المباني.

تضامن شعبي ومساندة من الأهالي

وفي مشهد إنساني لافت، تجمّع العشرات من أهالي منطقة حدائق القبة حول موقع الحادث، في محاولة للمساعدة في أعمال البحث أو تقديم الدعم النفسي لأسر السكان المنكوبين، وسط تأثر كبير ساد المكان مع خروج أولى الحالات المصابة من تحت الأنقاض.

كما أبدى عدد من الجيران استعدادهم لاستضافة من تم إجلاؤهم من العقار المجاور، لحين الانتهاء من فحصه هندسيًا.

تكرار حوادث الانهيارات يفتح ملف العقارات الآيلة للسقوط

ويعيد الحادث إلى الأذهان سلسلة الانهيارات التي شهدتها العاصمة خلال الشهور الماضية، ما يسلط الضوء مجددا على ملف العقارات المخالفة والآيلة للسقوط، وهو ما يتطلب تحركًا أكثر حسما من الجهات الرقابية والتنفيذية لضمان السلامة العامة.

وطالب نواب ومواطنون بتوسيع دائرة الحصر للعقارات القديمة والمهددة، والتشديد في تطبيق قرارات الإزالة أو الترميم العاجلة، ومنح تسهيلات للمواطنين للانتقال الآمن إلى مساكن بديلة.