نبيل أبوالياسين: لـ «أنطونيو غوتيريش» إعلان المجاعة في غزة أو الاستقالة

في لحظة تاريخية فارقة، حيث تختنق الإنسانية تحت ركام الظلم والمعاناة في غزة، وتتجه الأنظار إلى شخصية تحمل على عاتقها مسؤولية إنقاذ الملايين، من قلب الألم الإنساني الذي يعصف بقطاع غزة، أطلق نداءً مدويًا إلى الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش.
ليست مجرد رسالة، بل صرخة ضمير تضع الأمم المتحدة أمام اختبار مصيري: إما إعلان صريح وواضح عن المجاعة التي تفتك بأهل غزة، أو تقديم استقالة تحفظ ما تبقى من كرامة للمنظمة الدولية.
هذه الكلمات ليست سوى نبضات قلوب تصرخ من أجل العدالة والكرامة الإنسانية، قبل أن يفوت الأوان.
غزة: جحيم التجويع بتقرير الأمم المتحدة
الوضع في غزة ليس مجرد أزمة، بل كارثة إنسانية ممنهجة ترتقي إلى مستوى الجريمة. فبينما تتواصل الضربات والقصف، يعيش أكثر من مليوني إنسان، غالبيتهم من النساء والأطفال، تحت حصار خانق أدى إلى انهيار شامل لمقومات الحياة.
التقارير الصادرة عن وكالات الأمم المتحدة نفسها، مثل برنامج الأغذية العالمي واليونيسف، تؤكد أن أكثر من 1.1 مليون شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد، ونحو نصف مليون طفل يواجهون خطر الموت بسبب سوء التغذية.
ما يحدث ليس كارثة طبيعية، بل سياسة تجويع متعمدة تُستخدم كسلاح حرب، في انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني، الأمر الذي يضع الأمم المتحدة أمام مسؤولية أخلاقية وقانونية وبالرغم من أن إعلان المجاعة رسميًا يتطلب تقارير ميدانية من وكالات الأمم المتحدة، لكنّ للأمين العام سلطة استخدام منصبه للضغط علنًا وإجبار العالم على الاعتراف بالكارثة.
بين القانون الدولي ووصمة الإبادة
إن ما يجري في غزة يتجاوز كونه انتهاكًا للقانون الإنساني ليلامس جريمة الإبادة الجماعية بكل وضوح.
فالوقائع تشير إلى فرض ظروف معيشية قاسية على جماعة بشرية بقصد هلاكها، وهو ما نصت عليه اتفاقية منع الإبادة الجماعية لعام 1948 ونظام روما الأساسي.
الصمت الدولي أمام هذه الجرائم، خاصة عندما تُرتكب بدم بارد وعلى مرأى ومسمع العالم، يعتبر تواطؤًا لا يُغتفر.
إن المجتمع الدولي، ممثلًا في الأمم المتحدة، يقف اليوم أمام اختبار أخلاقي وإنساني غير مسبوق، وسيكون لنتائجه أثر عميق على سجل العدالة الدولية وكرامة الإنسانية جمعاء.
مصر وحدها في مواجهة التحديات: دعوة للوحدة لا للاتهام
يُلقي البعض باللوم على مصر وحدها فيما يتعلق بالوضع الكارثي في غزة، متناسين حجم التحديات التي تواجهها القاهرة بمفردها ودون غطاء عربي كافٍ، لطالما دعت مصر مرارًا وتكرارًا إلى وحدة الصف العربي والالتفاف حولها لمواجهة مخططات تفتيت المنطقة بأسرها، إلا أن هذه الدعوات غالبًا ما قوبلت بالتجاهل.
من غير المنصف وضع مصر دائمًا في واجهة كافة المشاكل التي تُحاك للمنطقة، في حين يتجه البعض للخارج بحثًا عن الحماية أو محاولة منح قيادات فاشلة زعامة وهمية.
إن الأَوْلى بمن يحملون مصر المسؤولية أن يبدأوا بدعم دولهم وتوحيد الجهود لمواجهة الأزمات، بدلًا من توجيه الاتهامات جزافًا.
دعوات عاجلة للتحرك الأممي
مطالبتي في مقالي هذا والأصوات الإنسانية الأخرى واضحة وحاسمة: إعلان فوري ورسمي لحالة المجاعة في قطاع غزة وفق التصنيفات الدولية، ودعوة عاجلة لجلسة طارئة لمجلس الأمن لاتخاذ تدابير عملية ضد استخدام التجويع كسلاح حرب.
كما يجب تفعيل الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة عند استمرار منع دخول المساعدات، باعتبار ذلك تهديدًا مباشرًا للسلم والأمن الدوليين. إقامة ممرات إنسانية آمنة تحت إشراف أممي يضمن التدفق المستمر للمساعدات، وإطلاق صندوق طوارئ إنساني خاص بغزة، ليست مجرد مطالب، بل هي الحد الأدنى لإنقاذ أرواح تزهق كل يوم.
العالم يراقب: اختبار لمصداقية المنظمات الدولية
«لقد أعلنتم أن غزة أصبحت جحيمًا على الأرض، فلتتحول كلماتكم إلى أفعال!» بهذه الكلمات يعكس نبيل أبوالياسين حجم خيبة الأمل من الصمت الدولي.
بينما يموت العشرات من الأطفال والكبار جوعًا وسوء تغذية، وتُستخدم المساعدات أداة للقتل، تتوالى الدعوات لتغيير جذري، من الرئيس البرازيلي الذي يطالب بإصلاح مجلس الأمن المتورط أعضائه في حروب، إلى قادة عرب ومسلمين يدعون لوحدة الصف لمواجهة الغطرسة، وحتى أصوات إعلامية عالمية تصرخ: «متى كان العالم يقف مكتوف الأيدي؟!».
إن مصداقية الأمم المتحدة وكل المنظمات الدولية على المحك، فإما أن تتحرك وتعلن المجاعة وتفرض سيادتها، أو تبقى مجرد صدىً لكلمات لا تغني ولا تسمن من جوع، والآن أمام غوتيريش خياران: إما أن يُدخل اسمه في سجل المنقذين، أو في قائمة المتواطئين. فليختر.
- غزة
- قطاع غزة
- أنطونيو غوتيريش
- الضرب
- سوء التغذية
- الغذاء
- سلاح
- صلاح
- أبوالياسين
- طالب
- المنطقة
- عمل
- طفل
- النساء
- مجلس
- القانون
- أبو
- درة
- نيس
- ليون
- كاف
- الأمين العام
- ركام ا
- مصر
- العالمي
- الجرائم
- المتحدة
- ضغط
- المجاعة
- اليونيسف
- قلب
- الصف
- كارثة إنسانية
- الألم
- التغذية
- غال
- العدالة
- المساعدات
- تجويع
- القانون الدولي
- الظلم
- حرب
- لانس
- أرق
- العالم
- قصف
- روما
- العرب
- جرائم
- المجتمع
- قانون
- تمر
- آلام
- الجريمة
- الدول
- الأمم المتحدة
- ساني
- كرامة
- انهيار
- قتل
- القارئ نيوز