الجمعة 01 أغسطس 2025 الموافق 07 صفر 1447
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

علماء يكتشفون بقايا عسل عمره 2500 عام داخل جرار برونزية في إيطاليا

القارئ نيوز

في كشف أثري مدهش ينهي جدلا استمر لعقود بسبب العسل، أعلن علماء الآثار أن المادة اللزجة الموجودة داخل جرار برونزية عمرها 2500 عام، تم اكتشافها في جنوب إيطاليا، هي في الواقع بقايا عسل قديم.

اكتشاف أثري من بايستوم يكشف أسرار الطقوس اليونانية

جاء هذا الاكتشاف من مدينة بايستوم القديمة، وهي مستوطنة يونانية أسسها مستعمرون من سيباريس حوالي عام 600 قبل الميلاد على الساحل التيراني جنوبي إيطاليا.

 كانت المدينة تعرف وقتها باسم بوسيدونيا، وازدهرت لمدة قرنين من الزمان قبل أن تقع تحت الحكم الروماني.

وتشتهر بايستوم بمعابدها الضخمة والمحفوظة جيدًا، التي كانت مخصصة للإلهتين هيرا وأثينا، والتي تُعد من أبرز المعالم المعمارية المتبقية من الحضارة اليونانية الكلاسيكية.

جرار برونزية في ضريح البطل.. ومادة لزجة حيّرت العلماء

تم العثور على الجرار البرونزية في عام 1954 داخل ضريح للبطل داخل الحرم المقدس للمدينة. 

ويعتقد أن هذا الضريح كان مخصصًا لتكريم شخصية محلية أو مؤسسة أسطورية، حيث يرجح بعض العلماء ارتباطه بـ«إيسوس هيليس»، مؤسس مدينة سيباريس الأسطوري.

داخل تلك الجرار وُجدت مادة لزجة لم يتمكن العلماء لعقود من تحديدها بدقة، ورغم الشكوك المبكرة بأنها عسل، إلا أن الفحوصات القديمة فشلت في تقديم دليل مادي قاطع على ذلك، وظل الأمر لغزًا أثريًا مفتوحًا لما يقرب من 70 عامًا.

التحليل الحديث يحسم اللغز

بقيادة الكيميائية لوسيانا دا كوستا كارفالو من جامعة أكسفورد، أُجري مؤخرًا تحليل متطور باستخدام مطياف الكتلة، وهو أحد أكثر التقنيات حساسية لتحديد الجزيئات الكيميائية الدقيقة.

وتمكن الفريق للمرة الأولى من التعرف على السكريات السداسية الموجودة عادة في العسل، إلى جانب وجود غذاء ملكات النحل، وهو مادة تفرزها العاملات لإطعام الملكة. 

وهكذا، تأكد بما لا يدع مجالًا للشك أن الجرار كانت تحتوي بالفعل على عسل نقي عمره 2500 عام.

العسل في طقوس الإغريق.. غذاء وخرافة

لطالما كان للعسل مكانة فريدة في الثقافة والديانة اليونانية القديمة، فقد اعتبر غذاء مقدس يستخدم في القرابين للآلهة والأبطال، ويرمز إلى النقاء والخلود.

وتقول كارفالو: «كان الإغريق يعتقدون أن العسل غذاء خارق، ليس فقط لما يحتويه من فوائد، بل لدوره في الطقوس والرموز الدينية». 

ويعتقد أن الجرار كانت جزءًا من قرابين الطقوس الجنائزية التي تُقدم للأبطال، الذين كانوا يُعتبرون وسطاء بين البشر والآلهة.

مكونات أخرى تكشف طقوسا معقدة

عثر العلماء داخل الضريح أيضًا على أدوات طقسية أخرى مثل مذابح حجرية، وقضبان حديدية ملفوفة بالصوف، وطاولات خشبية، كانت جميعها تُستخدم ضمن طقوس تقديم القرابين. 

ويرجح أن تلك الطقوس كانت تتم بشكل منتظم داخل الحرم المقدس، ضمن نظام ديني متكامل يربط بين الحياة والموت والإله.

سر حفظ العسل كل هذه القرون

واحدة من المفاجآت التي كشفتها الدراسة هي وجود أيونات النحاس داخل الجرار، وتبين أن هذه الأيونات قاتلة للبكتيريا، وربما ساعدت في الحفاظ على السكريات وعدم تحللها على مدى آلاف السنين، رغم الظروف المناخية والتربة المحيطة.

أهمية الاكتشاف الأثري

يُعد هذا الاكتشاف أحد أهم الأدلة المباشرة على استخدام العسل في الطقوس الدينية اليونانية، ويضيف بُعدًا جديدًا لفهم الممارسات الجنائزية والتقليدية في المدن القديمة.

 كما أنه يبرز مدى تطور المعرفة الدينية والرمزية لدى الإغريق في تلك الحقبة.

فتح المجال أمام إعادة فحص مواد أخرى مماثلة

وقال فريق البحث إن هذا الاكتشاف قد يفتح المجال أمام إعادة فحص مواد أخرى مماثلة وصفت سابقا بأنها «مجهولة»، مشيرين إلى أن التقنيات الحديثة قادرة على فك شيفرات الألغاز القديمة.

ويفتح هذا الاكتشاف الباب أمام دراسات جديدة لفهم الطقوس الغذائية والدينية لدى الإغريق، ويعزز من أهمية التحليل العلمي الحديث في كشف أسرار الحضارات القديمة المدفونة.

تم نسخ الرابط