الأحد 05 أكتوبر 2025 الموافق 13 ربيع الثاني 1447
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

«التهاب الحلق وألم الأسنان».. مؤشرات إصابة بمتحور كورونا

ألم الاسنان
ألم الاسنان

أصبح الحديث عن كورونا ومتحوراته المتجددة موضوعًا لا ينتهي، فبعد أن ظن العالم أن الوباء في طريقه للانحسار عادت التحذيرات مجددًا من سلالات جديدة تحمل أعراضًا مختلفة عما عرفناه سابقًا، إذ كشفت التقارير الطبية الحديثة أن «التهاب الحلق وألم الأسنان» قد يكونان من أبرز مؤشرات الإصابة بالمتحور الأخير من كورونا، الأمر الذي أثار قلق الأطباء والمواطنين على حد سواء، وفتح الباب واسعًا أمام تساؤلات حول مدى تطور الفيروس وقدرته على التكيف.

أعراض كورونا تتبدل وتفاجئ الأطباء

في الوقت الذي كانت فيه أعراض كورونا تقتصر في السابق على الحمى والسعال الجاف وفقدان حاسة الشم والتذوق، بدأت المستشفيات والمراكز الصحية حول العالم تلاحظ حالات إصابة جديدة تظهر بعلامات غير معتادة، حيث يشكو المرضى من «ألم في الأسنان» و«خشونة في الصوت» و«التهاب في الحلق» يصاحبه شعور بالاحتقان والحرقة، كما أبلغ بعضهم عن ألم في الفك السفلي يمتد إلى الأذن مما جعل الأطباء يربطون بين هذه الظواهر والمتحور الجديد من كورونا الذي يبدو أنه يصيب منطقة الفم والحلق بشكل مباشر.

تحور الفيروس وتأثيره على الجهاز التنفسي العلوي

تشير الدراسات الحديثة إلى أن المتحور الجديد من كورونا يتركز في الجزء العلوي من الجهاز التنفسي على عكس السلالات السابقة التي كانت تهاجم الرئتين، وهذا ما يفسر ظهور أعراض مثل التهاب الحلق وتورم اللوزتين وحتى ألم الأسنان أحيانًا نتيجة تأثر الأعصاب المحيطة، كما أن العلماء لاحظوا أن الفيروس أصبح أكثر قدرة على الالتصاق بخلايا الأنف والفم مما يجعل العدوى تنتقل بسهولة أكبر عبر الرذاذ والكلام والعطس، ومع أن حدة الأعراض تبدو أخف من بعض الموجات السابقة إلا أن سرعة الانتشار تثير المخاوف من تفشٍ واسع.

لماذا يظهر ألم الأسنان مع متحور كورونا

أكدت أبحاث طبية أن «ألم الأسنان» الذي يشعر به بعض المصابين بـ كورونا قد لا يكون ناتجًا عن مشكلات فموية بحتة بل بسبب استجابة الجسم المناعية للفيروس، فالتهابات الفم واللثة قد تزداد سوءًا عند وجود عدوى فيروسية عامة، كما أن ارتفاع الحرارة والجفاف الناتج عن قلة شرب الماء أثناء المرض يسبب التهابات موضعية في الفم، وهذا ما يجعل «أطباء الأسنان» يؤكدون ضرورة عدم تجاهل الألم المفاجئ في الأسنان أو الفك خاصة إذا صاحبه التهاب في الحلق أو أعراض تنفسية أخرى، لأن ذلك قد يكون إشارة مبكرة إلى الإصابة بـ كورونا.

الفرق بين أعراض كورونا ونزلات البرد العادية

يخلط كثير من الناس بين أعراض كورونا وأعراض البرد أو الإنفلونزا الموسمية، فكلها تبدأ باحتقان في الحلق وأحيانًا بارتفاع بسيط في الحرارة، لكن ما يميز المتحور الحالي هو طول مدة الأعراض وشدتها، إذ يستمر التهاب الحلق لعدة أيام دون تحسن سريع، كما تظهر آلام في الفك والأسنان وصعوبة في البلع، بالإضافة إلى الشعور بالتعب العام وآلام المفاصل، ومن هنا ينصح الأطباء بضرورة إجراء فحص كورونا عند ملاحظة استمرار هذه الأعراض أكثر من ثلاثة أيام لأن التشخيص المبكر يساعد على تجنب المضاعفات ونقل العدوى للآخرين.

نصائح للوقاية من المتحور الجديد

مع ظهور سلالات جديدة من كورونا يبقى الالتزام بإجراءات الوقاية هو السلاح الأهم للحد من الانتشار، حيث يُنصح بالحرص على ارتداء الكمامة في الأماكن المزدحمة، والحفاظ على مسافة آمنة مع الآخرين، وغسل اليدين باستمرار بالماء والصابون، كما يُنصح بتجنب مشاركة الأدوات الشخصية مثل الأكواب أو فرشاة الأسنان، لأن الفيروس يمكن أن ينتقل بسهولة عبر اللعاب، إضافة إلى ضرورة الحفاظ على ترطيب الفم وشرب الماء بكثرة لتقليل فرص الالتهاب، ولا بد من تعزيز المناعة بتناول الأطعمة الغنية بفيتامين «سي» و«دي» والخضراوات الطازجة.

أهمية اللقاحات في مواجهة كورونا

على الرغم من أن بعض الأشخاص يعتقدون أن متحورات كورونا لم تعد خطيرة، إلا أن الأطباء يؤكدون أن التطعيم لا يزال خطوة حاسمة للوقاية، فالمناعة التي يوفرها اللقاح تقلل من احتمالات الإصابة بالمضاعفات الحادة حتى وإن حدثت العدوى، وقد بينت الدراسات أن الأشخاص الذين تلقوا جرعات معززة نادرًا ما تظهر عليهم أعراض قوية مثل التهاب الحلق الشديد أو فقدان الصوت، لذلك تشدد وزارات الصحة حول العالم على أهمية تلقي الجرعات المقررة وعدم إهمال المواعيد المحددة للقاحات.

متى يجب مراجعة الطبيب

إذا شعر الشخص بأعراض مثل «التهاب شديد في الحلق» أو «ألم غير معتاد في الأسنان» مع ارتفاع في درجة الحرارة أو صعوبة في البلع، فيُنصح بالتوجه إلى الطبيب وعدم الاعتماد فقط على العلاجات المنزلية، لأن هذه العلامات قد تكون مؤشراً واضحًا على الإصابة بمتحور كورونا، كما أن الكشف المبكر يساعد على منع المضاعفات مثل التهابات الأذن أو الحنجرة، ويُفضل عزل المريض عن أفراد الأسرة حتى يتم التأكد من التشخيص، وتجنب الاختلاط بالأطفال وكبار السن لأنهم أكثر عرضة للتأثر بالعدوى.

الوعي هو السلاح الأقوى في مواجهة كورونا

تؤكد المنظمات الصحية أن مواجهة كورونا لا تتوقف فقط على اللقاحات أو الأدوية بل تعتمد بشكل كبير على الوعي الفردي، فالتصرف المسؤول عند ظهور الأعراض هو ما يحد من تفشي المرض، وعلى الرغم من أن الفيروس مستمر في التحور فإن الخبراء يطمئنون إلى أن المناعة المجتمعية أصبحت أقوى بفضل التطعيمات السابقة، ومع ذلك يجب عدم الاستهانة بالأعراض الجديدة مثل ألم الأسنان أو التهاب الحلق لأنها قد تكون إشارات مبكرة على المتحور القادم، فكلما كان الوعي أكبر كانت فرص السيطرة على كورونا أسرع.

تم نسخ الرابط