«المرأة».. في السينما محور نقاش مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير

في إطار سعيه المتواصل لدعم قضايا المرأة وتسليط الضوء على تمكينها في الساحة الفنية، يستعد مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير لعقد ندوة فكرية وحلقة نقاشية تحت عنوان «دور المرأة في الفن»، وذلك يوم الثلاثاء 29 أبريل 2025، وتأتي هذه الفعالية ضمن فعاليات الدورة الحادية عشرة من المهرجان، والمقامة في الفترة من 27 أبريل وحتى 2 مايو، في مدينة الاسكندرية الساحرة.
وتُعد هذه الندوة واحدة من أبرز فعاليات الدورة الجديدة للمهرجان، نظرًا لما تحمله من مضامين فكرية تناقش علاقة المرأة بالفن، وصورتها في السينما، والتحديات التي تواجهها في صناعة تعتبر من أكثر المجالات تنافسية، حيث يغيب فيها التوازن النوعي بين الجنسين.
فنانات مبدعات على منصة واحدة
تستضيف الحلقة النقاشية شخصيتين بارزتين في الوسط الفني المصري، وهما:
الفنانة انتصار، صاحبة المسيرة الفنية الطويلة، والتي اشتهرت بأدوارها المتنوعة في المسرح والسينما والتلفزيون.
المخرجة كوثر يونس، التي لفتت الأنظار بفيلمها القصير «صاحبتي»، والذي عُرض في مهرجانات دولية مرموقة ونال إشادة نقدية واسعة لتناوله قضايا المرأة بجرأة وحساسية.
ويُتوقع أن تقدم كل منهما منظورًا خاصًا حول ما تواجهه المرأة في مسيرتها المهنية داخل الوسط الفني، وتُسلط الضوء على نقاط الالتقاء والاختلاف بين التمثيل والإخراج كمسارين يعكسان هوية الفنانة ويشكلان صوتها الإبداعي.
المرأة في السينما.. معركة من أجل التمثيل والتأثير
رغم أن المرأة كانت دائمًا عنصرًا أساسيًا في صناعة السينما، إلا أن حضورها خلف الكاميرا لا يزال محدودًا لذلك، تأتي هذه الندوة لتطرح أسئلة جوهرية مثل: ما الذي يعيق تقدم المرأة كمخرجة وكاتبة ومنتجة؟ ولماذا لا تحظى أعمال النساء بنفس الدعم أو الانتشار الذي تحظى به أعمال نظرائهن من الرجال؟
وتسعى إدارة مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير، من خلال هذه الحلقة، إلى تسليط الضوء على أهمية خلق بيئة إبداعية تُنصف النساء وتوفر لهن الفرص العادلة للتعبير الفني، خصوصًا أن المهرجان كان من أوائل الفعاليات الفنية في المنطقة التي كرّمت النساء بشكل خاص، حيث شكّل لجنة تحكيم دولية نسائية بالكامل في دورته العاشرة.
مهرجان الإسكندرية.. منصة للأصوات الجديدة
منذ انطلاقه عام 2015، حرص مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير على أن يكون منصة لعرض الأفلام المستقلة والقصيرة التي غالبًا ما تُهمش في المهرجانات الكبرى، وقد أصبح المهرجان نافذة مهمة لصُنّاع الأفلام الشباب، ومنبرًا لتقديم أعمالهم للجمهور، مع اهتمام خاص بالأفكار الجديدة والجريئة التي تخرج عن السائد.
وفي هذا العام، يواصل المهرجان تطوير نفسه من خلال تعزيز ارتباطه بالمعايير الدولية؛ إذ حصل رسميًا على اعتماد من أكاديمية فنون وعلوم الصورة المنظمة لجوائز الأوسكار، مما يعني أن الأفلام الفائزة بجائزة «هيباتيا الذهبية» ستكون مؤهلة لدخول سباق الأوسكار بدءًا من الدورة الحالية.
عندما يصبح الفن وسيلة لتحرير المرأة
الفن لا يُعتبر فقط وسيلة للتعبير، بل أداة تغيير اجتماعي قوية. ومن خلال ندوة «دور المرأة في الفن»، يسعى مهرجان الإسكندرية إلى التأكيد على أن القضايا النسوية لا تخص المرأة وحدها، بل هي جزء أساسي من قضايا الإنسان.
ستتناول الندوة ب مهرجان الإسكندرية أيضًا كيفية تقديم المرأة على الشاشة: هل ما زالت تُصور في إطار نمطي؟ أم أن هناك تقدمًا حقيقيًا نحو تقديم نماذج نسائية متنوعة، مستقلة، وقوية؟ وستُطرح تساؤلات حول فرص النساء في مجالات مثل الإخراج، وكتابة السيناريو، والإنتاج، التي لا تزال حكرًا نسبيًا على الرجال في كثير من المجتمعات.
تفاعل كبير متوقع من جمهور الفن والسينما
يتوقع منظمو مهرجان الإسكندرية أن تستقطب هذه الندوة عددًا كبيرًا من صناع الأفلام والنقاد والمهتمين بقضايا المرأة، إلى جانب جمهور المهرجان المتنوع، و سيساهم هذا الحدث في فتح باب النقاش بين الأجيال المختلفة من الفنانات والمبدعات، وطرح رؤى جديدة حول مستقبل المرأة في السينما العربية والعالمية.
تأتي ندوة «دور المرأة في الفن» ضمن مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير، كدعوة صريحة لإعادة النظر في مكانة المرأة في السينما، واعتبارها شريكًا فاعلًا لا مجرد رمز أو صورة، وبمشاركة فنانات بارزات مثل انتصار وكوثر يونس، يُنتظر أن تكون هذه الفعالية بمثابة منصة تحفيز للجيل الجديد من المبدعات، ورسالة إلى المؤسسات الفنية لدعم النساء وتمكينهن من رواية قصصهن بحرية وجرأة.