الخميس 01 مايو 2025 الموافق 03 ذو القعدة 1446
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

من ألم عابر إلى طارئ طبي.. كيف تميّز أعراض التهاب الزائدة الدودية؟

ألم الزائدة
ألم الزائدة

في عالم الطب الطارئ، لا يُعد «ألم البطن» عرضًا يمكن تجاهله بسهولة، فبينما يعاني كثيرون من آلام عابرة بسبب مشاكل بسيطة في الجهاز الهضمي، إلا أن بعض أنواع «الألم» قد تكون مؤشرًا لمشكلة تهدد الحياة مثل «التهاب الزائدة الدودية»، ذلك الالتهاب الذي قد يبدأ بأعراض طفيفة ثم يتطور بسرعة إلى حالة طبية حرجة، تدفع الأطباء للتدخل الجراحي السريع تجنبًا لمضاعفات قد تكون قاتلة، ويسلط القارئ نيوز في هذا المقال الضوء على الفروق الدقيقة بين «ألم البطن» العادي و«ألم الزائدة الدودية» الذي يتحول إلى «طارئ طبي» حقيقي.

ما هو التهاب الزائدة الدودية؟

«الزائدة الدودية» هي قطعة صغيرة تشبه الإصبع، تقع في الجزء السفلي الأيمن من البطن، وتُعد جزءًا من الجهاز الهضمي، وعندما تصاب هذه الزائدة بالالتهاب نتيجة انسدادها بالبراز أو بعدوى بكتيرية، يحدث ما يُعرف بـ«التهاب الزائدة الدودية»، وتكمن خطورته في أن «الألم» الناتج عنه يبدأ تدريجيًا وقد يُخدع المريض باعتباره أمرًا بسيطًا، لكنه ما يلبث أن يتصاعد بشدة وقد يؤدي إلى انفجار الزائدة ونشر العدوى في تجويف البطن.

الأعراض المبكرة التي يجب عدم تجاهلها

يبدأ «ألم الزائدة الدودية» عادة في منتصف البطن، بالقرب من السرة، ثم يتحرك لاحقًا إلى الجانب الأيمن السفلي، ويتميز هذا «الألم» بأنه ثابت ولا يخف مع الراحة أو تغيير الوضعية، وقد يزداد مع الحركة أو السعال أو حتى عند لمس المنطقة المصابة، كما قد يصاحب هذا «الألم» أعراض أخرى مثل «الغثيان»، «فقدان الشهية»، «ارتفاع طفيف في درجة الحرارة»، «الإمساك أو الإسهال»، وكلها مؤشرات لا ينبغي التقليل من شأنها، فكل دقيقة قد تصنع الفارق بين علاج بسيط وتدخل جراحي معقد.

كيف تفرّق بين ألم الزائدة وألم المعدة العادي؟

رغم أن الكثير من «آلام البطن» تنتج عن أسباب بسيطة مثل الغازات أو عسر الهضم، إلا أن هناك سمات مميزة لـ«ألم الزائدة الدودية»، أولها تمركزه في الجانب الأيمن السفلي بعد بدايته في محيط السرة، وثانيها تزايده المستمر دون أن يخف، وثالثها ارتباطه بأعراض جهازية مثل ارتفاع الحرارة والغثيان، كما أن «ألم الزائدة» لا يتحسن باستخدام المسكنات العادية، بل على العكس، قد يخفي هذه المسكنات حدة «الألم» مؤقتًا ويؤخر التشخيص الدقيق مما يفاقم الوضع الصحي.

متى يكون التدخل الطبي أمرًا عاجلًا؟

عندما يستمر «الألم» لأكثر من بضع ساعات ويتحرك نحو الجزء الأيمن من البطن، يجب التوجه فورًا إلى الطوارئ، خصوصًا إذا ترافق هذا «الألم» مع أعراض مثل القيء أو الحمى أو التصلب في جدار البطن، فهذه علامات على تفاقم الحالة وربما اقتراب «الزائدة الدودية» من الانفجار، ويشدد الأطباء على أن انفجار الزائدة قد يؤدي إلى «التهاب بريتوني» وهو التهاب مميت في الغشاء البطني، مما يجعل سرعة اتخاذ القرار الطبي ضرورة لا تحتمل التأجيل.

تشخيص الحالة وخيارات العلاج

يعتمد الأطباء في تشخيص «التهاب الزائدة الدودية» على التاريخ المرضي للمريض والفحص السريري الدقيق، وقد يطلب الطبيب بعض الفحوصات مثل تحليل الدم للتأكد من وجود ارتفاع في كريات الدم البيضاء، بالإضافة إلى تصوير البطن بالموجات فوق الصوتية أو الأشعة المقطعية لتحديد موضع الالتهاب بدقة، وإذا تم تأكيد التشخيص، فإن العلاج الأساسي هو استئصال الزائدة سواء بالجراحة التقليدية أو بالمنظار، وهي عملية بسيطة في أغلب الحالات ولكن تأخيرها قد يؤدي إلى تعقيدات كبيرة.

هل يمكن الوقاية من التهاب الزائدة؟

رغم أنه لا توجد طريقة مؤكدة لمنع حدوث «التهاب الزائدة الدودية»، إلا أن الحفاظ على نظام غذائي غني بالألياف مثل الخضروات والفواكه قد يساهم في تقليل فرص الإصابة بانسداد الزائدة، كما أن الانتباه إلى نوعية «الألم» الذي يشعر به الإنسان، وعدم التهاون في آلام البطن المتكررة، قد يساعد على الاكتشاف المبكر وبالتالي تفادي المضاعفات.

لا يُعد كل «ألم بطن» مؤشرًا على «الزائدة»، ولكن كل «ألم شديد» ومستمر يستحق المراجعة الطبية، فصحة الإنسان لا تحتمل التساهل ولا مجال للمغامرة حين يتعلق الأمر بأعراض قد تبدو بسيطة في بدايتها، لكنها تحمل في طياتها خطرًا صامتًا إذا أُهملت، ولهذا يبقى الوعي الذاتي ومعرفة طبيعة الأعراض هم خط الدفاع الأول ضد تطور المرض وتحوله إلى «طارئ طبي» يستدعي التدخل العاجل.

تم نسخ الرابط