الخميس 01 مايو 2025 الموافق 03 ذو القعدة 1446
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة

رحلة الموت.. غرق وفقدان عشرات المهاجرين قبالة تونس والجزائر

القارئ نيوز

«مهاجرين غير شرعيين».. في حادثة مأساوية تضاف إلى سلسلة الحوادث المأساوية التي شهدها البحر الأبيض المتوسط في السنوات الأخيرة، لقي 8 مهاجرين مصرعهم في غرق مركب قبالة سواحل تونس، بينما نجا 29 آخرون.

 وفي حادث منفصل، أعلنت منظمة حقوقية عن فقدان 23 مهاجراً كانوا قد انطلقوا قبل أسبوع من سواحل الجزائر في محاولة للوصول إلى إسبانيا.

غرق مركب قبالة تونس.. 8 ضحايا و29 ناجياً

في صباح يوم الاثنين الموافق 28 أبريل 2025، كانت سواحل تونس شاهدة على حادث غرق مأساوي، حيث تعرض مركب كان يحمل مهاجرين غير شرعيين إلى الغرق، أسفر عن وفاة 8 أشخاص. 

وقال المتحدث باسم الحرس الوطني التونسي، حسام الجبابلي، إن الفرق البحرية التابعة للجيش التونسي تمكنت من انتشال 8 جثث، لكن لم تتضح بعد تفاصيل دقيقة حول الحادث، خاصة فيما يتعلق بهويات الضحايا أو ما إذا كان من بينهم نساء أو أطفال.

وفيما يخص الناجين، أكد الجبابلي أن 29 شخصاً تمكنوا من النجاة من الحادث، وتم نقلهم إلى مكان آمن حيث خضعوا للإجراءات الطبية الأولية.

 جميع المهاجمين، وفقاً للمصادر، ينحدرون من دول إفريقيا جنوب الصحراء، وهو ما يبرز الطبيعة المتجددة لظاهرة الهجرة غير الشرعية التي تزداد بشكل كبير في هذه الفترة.

رحلة محفوفة بالمخاطر.. هجرة غير شرعية بحثاً عن حياة أفضل

يحاول آلاف المهاجرين العالقين في تونس عبور البحر المتوسط في محاولة للوصول إلى الجزر الإيطالية، ومن ثم إلى دول الاتحاد الأوروبي بحثًا عن فرص عمل وحياة أفضل.

 وتعد تونس، بسبب موقعها الجغرافي القريب من أوروبا، نقطة انطلاق رئيسية للعديد من المهاجرين الذين يلقون حتفهم أو ينجون أثناء رحلتهم المحفوفة بالمخاطر.

تعكس هذه الحادثة المأساوية حجم المخاطر التي يواجهها المهاجرون في البحر المتوسط، والذي يعتبر واحدًا من أكثر المسارات المميتة على مستوى العالم. 

هذه المحاولات تُظهر اليأس الشديد للمهاجرين الذين يتحملون عناء البحر في ظروف غير إنسانية بحثاً عن فرص أفضل، رغم المخاطر التي تحف رحلتهم.

 23 مهاجراً مفقودين في البحر

وفي حادثة أخرى، أعلنت منصة «هاتف الإنذار» للإبلاغ عن المهاجرين المفقودين في البحر عن فقدان 23 مهاجراً كانوا قد انطلقوا قبل نحو أسبوع من سواحل الجزائر في محاولة للوصول إلى إسبانيا.

 وقد أثارت هذه الحادثة قلقاً كبيراً في الأوساط الإنسانية، خصوصاً وأن السلطات الجزائرية كانت قد علمت بوجود القارب المفقود.

أكدت المنصة أن هناك أملًا في العثور على المهاجرين أحياء، وأن السلطات الجزائرية تواصل البحث والتمشيط في المياه في محاولة للعثور عليهم. 

في هذه الحالة، تُظهر الحادثة مدى التحديات التي تواجهها السلطات في مراقبة ومكافحة الهجرة غير الشرعية، فضلاً عن المخاطر الكبيرة التي يتعرض لها المهاجرون في البحر.

محاولات لمكافحة الهجرة غير الشرعية

على الرغم من الجهود المستمرة من قبل السلطات التونسية والجزائرية لمكافحة الهجرة غير الشرعية عبر البحر المتوسط، لا تزال الحوادث تتكرر بشكل مقلق. 

في تونس، على سبيل المثال، تُعد السواحل التونسية نقطة انطلاق رئيسية للمهاجرين غير الشرعيين، ما يعكس الحاجة الملحة إلى استراتيجيات جديدة لوقف تدفق المهاجرين عبر هذا المسار.

ويجدر بالذكر أن الهجرة غير الشرعية أصبحت ظاهرة متزايدة في السنوات الأخيرة، حيث يواصل المهاجرون محاولاتهم للوصول إلى أوروبا على الرغم من الظروف الخطرة التي تواجههم. 

الهجرة غير الشرعية، التي غالباً ما تتم عبر القوارب المتهالكة وغير المجهزة، تشكل تهديدًا لحياة العديد من المهاجرين، الذين يختارون المخاطرة بحياتهم في محاولة للوصول إلى شواطئ الاتحاد الأوروبي بحثًا عن حياة أفضل.

النداء الإنساني.. ضرورة الدعم الدولي للمهاجرين

في أعقاب هذه الحوادث، تزداد الدعوات من قبل المنظمات الحقوقية إلى ضرورة تحسين ظروف المهاجرين، وتوفير طرق آمنة وشرعية للهجرة، بدلاً من التعرض للمخاطر القاتلة في البحر. 

المنظمات الحقوقية تؤكد على أهمية تقديم الدعم الصحي والنفسي للمهاجرين، خاصة لأولئك الذين ينجون من الحوادث ويصلون إلى الشواطئ في حالات يرثى لها.

إن غرق المهاجرين ووفاتهم بهذه الطريقة المأساوية يستدعي تدخلاً عاجلاً من المجتمع الدولي، سواء من خلال دعم برامج إغاثة أو من خلال توفير مسارات هجرة قانونية.

 بعض الدول الأوروبية بدأت في استجابة للأزمة عبر فتح مسارات قانونية لتوظيف المهاجرين، ولكن تلك الجهود لا تزال غير كافية لمواجهة حجم الأزمة.

 مأساة إنسانية لا تنتهي

إن الحادث الذي وقع قبالة سواحل تونس وحادثة فقدان المهاجرين قبالة الجزائر هي مجرد أمثلة على مأساة أكبر تجري في البحر الأبيض المتوسط كل يوم.

 المهاجرون الذين يسعون إلى حياة أفضل في دول الاتحاد الأوروبي لا يزالون يواجهون خطراً كبيراً في رحلتهم، مما يجعل من الضروري أن تتحرك الدول والمنظمات الدولية لتوفير الدعم اللازم لتلك الفئة المظلومة من البشر.

كل حادث من هذه الحوادث يضيف فصلاً جديداً إلى قصة معاناة المهاجرين، ويجب أن تظل هذه القضايا على رأس أولويات المجتمع الدولي لمواجهة الأزمة المتجددة في البحر الأبيض المتوسط.

تم نسخ الرابط