ورقة بصندوق القمامة.. بداية المسيرة الفنية للمطرب « محمد رشدي»

محمد رشدي من أشهر مطربي الأغاني الشعبية، وعرف بحبه الشديد للغناء، رغم أن أسرته فقيرة فقد حرص على الذهاب الى القاهرة للالتحاق بمعهد الموسيقى لتطوير نفسه في هذا المجال، ولذلك يستعرض لكم « القارئ نيوز » حكاية المطرب محمد رشدي.
متى وكيف نشأ محمد رشدي؟
يعتبر يوم 20 يوليو عام 1928، ميلاد محمد رشدي، وولد في دسوق بمحافظة كفر الشيخ، وقد حرص محمد رشدي على الالتحاق بكُتاب القرية ليحفظ القرآن الكريم.
وكانت أسرة محمد رشدي فقيرة حيث كان يعمل والده في مصنع الطوب فلما بلغ عمره ست سنوات بدأ محمد رشدي يساعد والده في مصنع الطوب وفى أخر الليل كان يجتمع مع اصدقائه للعب.
ويذكر أنه في مرة، وأثناء اللعب والجري وراء الأولاد وقع على وجهه فنغرست أسنانه في لسانه كانت حادثة انقطع فيها لسانه فأخذته أمة إلى الطبيب في الوقت الذي لا تمتلك فيه ثمن تذكرة العلاج.
الحياة العلمية للفنان محمد رشدي
وبعد التحاقه بكتاب لتحفيظ القرآن، التحق محمد رشدي بمدرسة دسوق ثم ترك المدرسة بسبب مدرس اللغة العربية الذي أجبره على قص شعره، وعندما أصبح عمره 12 عاما أطلقوا عليه اسم محمد أفندي رشدي وبدأ يغني للأولاد اغاني ليلى مراد ، وبدأ يغني في الموالد وأفراح القرى.
ام كلثوم للفنان محمد رشدي.. أنت فلاح
وفي ذلك الوقت كان هناك رجل غنى في قريته معجب بصوته وعندما كانت أم كلثوم تغني في حفلة بدسوق غنى أمامها وانبسطت به ومن يومها اقنعوا والده بدخوله معهد الموسيقى، ويذكر أن أم كلثوم قالت للفنان محمد رشدي «انطق صح يا فلاح واسمها اطمومبيل مش أوطمبيل، وبعدها قالت لأهله ده حرام يتساب هنا لازم ينزل مصر يتعلم مزيكا».
وفي سن 15 عامًا ذهب محمد رشدي الى القاهرة للالتحاق بمعهد الموسيقى مع شخص من أهل بلده كان ينشر صوره مع الموسيقار محمد عبدالوهاب وذهب معه ليقابل عبدالوهاب، وأقام في أحد الفنادق بمنطقة رمسيس وبكى أول ليلة له في القاهرة بسبب صعوبة الأمر عليه.
ورقة بصندوق القمامة كانت البداية
حينما ذهب محمد رشدي مع هذا الشخص، اكتشف انه يعمل ساعي مكتب عبدالوهاب ولن يستطيع أن يجعله يقابل عبدالوهاب، فطلب منه أن يرى المكتب فقط، فأدخله المكتب بالفعل، وعندما دخل إلى مكتب عبدالوهاب وجد ورقة «متطبقة ومرمية في سلة القمامة» فالتقطتها وفتحها ووجدها أغنية، فاستأذن العامل في أن يأخذها، والعامل قال له «طالما مرمية في الزبالة خدها» وكانت أغنية «قولوا لمأذون البلد».
وبعد ذلك حفظها محمد رشدي ودخل بها مسابقة في الإذاعة المصرية على يد لجنة كانت مكونة من كوكب الشرق أم كلثوم وموسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب ولم يتعرف عبدالوهاب عليه ولم تعرفه أم كلثوم أنه الطفل الذي كان في دسوق.
زوجة وأسرة محمد رشدي
يدرك الجميع أن الفنان محمد رشدي، تزوج من السيدة نادية وانجبا ثلاثة أبناء الأول طارق والثاني ادهم وابنته سناء، وكان محمد رشدي يعلم في صباه أن البركة في البكور وأن الرزق يحب الخفية، ولذلك كان يستيقظ مبكرا فإنه يقوم بتجهيز الفطار لأولاده قبل أن يذهبوا الى المدرسة ويشرف بنفسه على عملية إعداد شنطهم ويساعدهم في ارتداء ملابسهم يجلس بينهم أثناء المذاكرة.
وكان محمد رشدي حريص على تقديم النصح والارشاد، ويعيش معهم جو الريف الذي نشأ فيه، وكان مشهورا بجملته الصحيان بدري في الوسط الفني وأيضا النوم بدري أصبح جميع أصدقاء محمد رشدي يعرفونه جيدا.
أهم أعمال محمد رشدي
يمتلك الفنان محمد رشدي العديد من الأغاني الشعبية والعاطفية والوطنية الرائعة ومنها ، طاير يا هوا ، على الرملة ، عرباوي، كعب الغزال، ومغرم صبابة، ميته أشوفك، وهيبة، يا عبد الله ياخويا.
وايضا حرص على تقديم بعض الأفلام الغنائية المميزة ومنها ، حارة السقايين، عدوية، ٦ بنات وعريس، السيرك، فرقة المرح، ورد وشوك .
وفاة محمد رشدي.. والجوائز التي حصل عليها
وفي يوم 2 مايو 2005، عن عمر يناهز الـ77 عامًا، رحل محمد رشدي عن عالمنا، وذلك بعد صراع طويل مع المرض، حيث كان يعانى من فشل كلوي.
وجديرا بالذكر أن الفنان محمد رشدي حصل على العديد من الجوائز ومنها الجوائز التي حصل عليها في الحفلات التي كان يحيها للقوات المسلح، حصل على وسام الثقافة من رئيس الجمهورية التونسية بورقيبة، كما حصل على جائزة من الشيخ الباقورى عن مسلسل الأزهر الشريف وجائزة في احتفال التليفزيون بعيده الفضى، جائزة التميز «شهادة تقدير وميدالية طلعت حرب » من رئيس وزراء مصر فؤاد محيى الدين.