السبت 03 مايو 2025 الموافق 05 ذو القعدة 1446
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة

ادعميه واحتويه.. 5 نصائح ذهبية لدعم الطفل ضحية التحرش بوعي وحنان

الطفل ضحية التحرش
الطفل ضحية التحرش

الطفل الذي يتعرض للتحرش لا يحتاج إلى المزيد من الأسئلة أو الأحكام بقدر ما يحتاج إلى «الأمان» و«الاحتواء»، فهذه التجربة المؤلمة قد تترك في نفس الطفل جروحًا يصعب التئامها إن لم يُحسن الأهل والمجتمع التعامل معها، وغالبًا ما يقع الأهل في حيرة بين الغضب والحزن والرغبة في الانتقام، لكن الأهم في هذه اللحظة هو كيفية «حماية» الطفل نفسيًا وجسديًا وإعادة بناء ثقته بنفسه وبمن حوله.

في هذا المقال يسلط القارئ نيوز الضوء على 5 خطوات نفسية وتربوية ضرورية، تساعد كل أم وكل أب في التعامل مع الطفل ضحية التحرش بوعي وحنان دون أن يترك الحدث آثارًا تدميرية على مستقبله.

استمعي له دون مقاطعة أو لوم

الخطوة الأولى والأكثر أهمية هي «الاستماع»، فعندما يقرر الطفل أن يتحدث عما تعرض له، فإنه يمر بأقصى درجات الضعف والخوف، لذا فإن مقاطعته أو توجيه اللوم إليه سيؤدي إلى «كبت» مشاعره وتثبيت إحساس الذنب في داخله، استمعي له بانتباه كامل، لا تسأليه لماذا لم يتحدث من قبل أو كيف سمح بحدوث ذلك، بل اكتفي بجمل مثل «أنا معك»، «أنت شجاع لأنك أخبرتني»، «ما حدث ليس خطأك»، وامنحيه الوقت الكافي ليُخرج ما في داخله، فكل كلمة يقولها هي «نافذة» نحو الشفاء.

طمئنيه واحتويه عاطفيًا

من أكبر أخطاء الأهل أن يُظهروا الغضب أو الذهول أمام الطفل، فهو بحاجة إلى «الهدوء» و«الحنان» أكثر من أي شيء آخر، يجب أن تطمئنيه أن كل شيء سيكون على ما يرام، وأنه لن يتعرض للأذى مجددًا، وكرري على مسامعه أن ما تعرض له لا يقلل من قيمته أو نقائه، فـ الطفل الذي يشعر بأنه ما زال محبوبًا وغير مدان، ستكون فرصته في تجاوز الأزمة أكبر بكثير من الطفل الذي يُعامل وكأنه مذنب أو سبب في المشكلة.

تجنبي الأسئلة التفصيلية المؤلمة

في محاولة لمعرفة التفاصيل، قد يطرح الأهل أسئلة جارحة دون قصد، مثل ماذا فعل بك تحديدًا، أو هل شعرت بالمتعة، وهذه الأسئلة تُعمق الجرح النفسي وتُشعر الطفل بالخجل من نفسه، الأفضل أن تكتفي بمعلومة عامة عما حصل، وإن استدعى الأمر تدخلًا قانونيًا، اتركي مهمة التفاصيل للمتخصصين، لأنهم يعرفون كيف يتعاملون مع الطفل في هذه المواقف دون أن يعيدوا عليه «الصدمة».

وفري بيئة آمنة وخالية من التهديد

بعد وقوع الحادث، لا بد أن يشعر الطفل بأنه في مكان آمن، وأن المعتدي لن يستطيع الوصول إليه مجددًا، لذلك يُنصح بعدم إجباره على رؤية أي شخص يُشعره بالخوف، مع عدم التهاون في «محاسبة» المعتدي بالطرق القانونية دون إشراك الطفل في تفاصيل المواجهة، واعملي على تعديل روتين حياته اليومية ليشعر أن العالم من حوله ما زال «طبيعيًا»، لأن العودة إلى المدرسة أو الأصدقاء ضمن بيئة محمية تساعده على إعادة بناء ثقته بنفسه وبالآخرين.

استعيني بأخصائي نفسي مختص في صدمات الأطفال

حتى إن بدا الطفل طبيعيًا بعد مرور أيام أو أسابيع، فإن الصدمة قد تظل مختبئة في لاوعيه، لذلك فإن الاستعانة بـ«معالج نفسي» متخصص في صدمات الطفولة أمر ضروري، فالمختص يستطيع التعامل مع ما لا يستطيع الأهل رؤيته، ويعمل على تفكيك المشاعر المعقدة التي يحملها الطفل، مع تزويده بأدوات تساعده على تجاوز «العار» و«الخوف» و«القلق» المرتبط بالحادث.

دور المجتمع في حماية الطفل

من المهم التأكيد أن مسؤولية دعم الطفل لا تقع فقط على الأسرة، بل تشمل المدرسة والمؤسسات الدينية والمجتمعية، فكل الطفل يحتاج إلى أن يسمع أن جسده له «حرمة»، وأن من يعتدي عليه هو المخطئ دومًا، ولهذا فإن نشر ثقافة «الخصوصية الجسدية» و«الحدود الآمنة» منذ سنوات الطفولة الأولى هو أهم سلاح للوقاية من التحرش.

كما يجب أن تتبنى المدارس برامج توعوية تشرح للأطفال بطريقة بسيطة كيف يحمون أنفسهم، ومتى يبلغون، ولمن يتوجهون في حال حدوث أمر غير مريح، مع تدريب المدرسين والإداريين على استقبال بلاغات الطفل دون استخفاف أو تجاهل.

الطفل ضحية التحرش لا يحتاج إلى سيف ينتقم له بقدر ما يحتاج إلى «يد» تمسك به و«قلب» يطمئنه أنه ما زال محبوبًا وآمنًا، فالعلاج يبدأ من لحظة التصديق، ويُبنى على أساس من «الحب» و«الثقة»، وكلما كان تعاملنا مع الطفل أكثر وعيًا، كانت نجاته من آثار تلك الحادثة أسرع وأقوى، فاجعلي من احتضانك له بداية طريق التعافي لا مرحلة مؤقتة.

تم نسخ الرابط