مصر في المحافل الكبرى.. لقاءات نوعية لوزير الثقافة على هامش WAVES 2025

عقد الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة المصري، لقاءين رسميين مهمين مع كل من الدكتور سوبرامانيام جايشانكار، وزير الخارجية الهندي، والسيد أشفاني فايشناو، وزير الإعلام والإذاعة بالحكومة الهندية، وذلك ضمن مشاركته في فعاليات القمة العالمية للوسائط السمعية والبصرية والترفيهية WAVES 2025، المقامة في مدينة مومباي الهندية
وجاءت هذه اللقاءات بحضور السفير كامل جلال، سفير مصر لدى الهند، وعدد من المسؤولين رفيعي المستوى من الجانبين، وسط أجواء إيجابية عكست عمق العلاقات التاريخية والمتميزة بين البلدين، والحرص المتبادل على الارتقاء بمستوى التعاون في المجالات الثقافية والفنية.
نقاشات موسعة لتوسيع الشراكة الثقافية
ركزت المحادثات الثنائية على تعزيز التعاون في قطاعات الثقافة والفنون، وتوسيع الشراكة الاستراتيجية في مجال الصناعات الثقافية والإبداعية، باعتبارها من أهم ركائز التنمية المعاصرة والدبلوماسية الناعمة.
واتفق الجانبان على إطلاق عدد من المشروعات المشتركة التي تعزز التبادل الثقافي، تشمل تنظيم أسابيع ثقافية متبادلة، ومعارض فنية، إلى جانب برامج تبادل للمبدعين والمثقفين، بما يسهم في إبراز التراث الحضاري والهوية الثقافية المتنوعة لكلا البلدين.

التراث والفنون البصرية في خدمة التقارب الثقافي
أولى النقاشات اهتمامًا خاصًا بأهمية إدماج الفنون البصرية مثل التصميم، الجرافيك، والفن الرقمي، في عمليات الترويج والتسويق للمنتجات الثقافية.
وأكد المشاركون على أن الفنون المعاصرة تمتلك القدرة على مخاطبة جمهور واسع بلغة بصرية حديثة، تجعل الثقافة أكثر قربًا من الشباب والمهتمين حول العالم.
كما تم بحث آليات دعم الإنتاج الفني المشترك، وسبل تعزيز دور القطاع الخاص في تمويل ورعاية المبادرات الثقافية، خاصة تلك التي تستخدم الوسائط التكنولوجية الحديثة.
الابتكار والتكنولوجيا الرقمية في قلب التعاون
تناول الحوار بين الوزراء أهمية الابتكار والإبداع كعنصرين محوريين في تطوير الصناعات الثقافية، لا سيما من خلال توظيف التكنولوجيا الرقمية والوسائط التفاعلية.
وتم طرح مقترحات لتأسيس منصات رقمية مشتركة تعرف بتراث وفنون البلدين، وتكون بمثابة جسر ثقافي ممتد بين الشعوب.
كما تم التباحث حول فرص التعاون في دعم ريادة الأعمال الثقافية لدى الشباب، من خلال توفير حاضنات أعمال ومساحات إبداعية مشتركة في مصر والهند، وتقديم برامج تدريبية متخصصة في مجالات الفنون الرقمية والنشر والتعليم الثقافي.

وزير الثقافة المصري.. الثقافة جسر دبلوماسي بين الشعوب
وفي تصريحاته خلال اللقاء، شدد الدكتور أحمد فؤاد هنو على أن الثقافة اليوم لم تعد مجرد وسيلة للتعبير الإنساني، بل أصبحت أداة فعالة في الدبلوماسية الناعمة، وبناء الجسور بين الشعوب والدول.
وأشار إلى أن مصر ترى في التعاون الثقافي أحد مفاتيح تعزيز الشراكة الاستراتيجية مع الهند، لا سيما في ظل تقاطع الحضارات وثراء التراث في البلدين.
وأكد الوزير المصري على أهمية الاستثمار في الابتكار الثقافي والتقنيات الحديثة، باعتبار ذلك السبيل الأمثل لرفع تنافسية الصناعات الإبداعية، والمساهمة في الاقتصاد العالمي من خلال محتوى ثقافي متميز ومؤثر.
شراكة مستدامة في منتديات الثقافة الدولية
وتأتي هذه اللقاءات في إطار سلسلة من الاجتماعات الثنائية التي يجريها وزير الثقافة المصري على هامش المنتدى الدولي WAVES 2025، في ضوء استراتيجية مصر الرامية لتعزيز حضورها الدولي في المحافل الثقافية الكبرى، وتوسيع شبكات التعاون مع الدول الرائدة في المجال الثقافي.
وتهدف مصر من هذه المشاركة إلى تقديم نموذج رائد في التنمية الثقافية المستدامة، من خلال دمج الثقافة في خطط التنمية، وتحفيز الشراكات الدولية التي تتيح تبادل الخبرات والاستفادة من التجارب الناجحة في دعم الصناعات الإبداعية.
الهند ترحب بتعميق التعاون مع مصر
من جانبه، أعرب وزيرا الخارجية والإعلام الهنديان عن ترحيب بلادهما بتعزيز الشراكة مع مصر في المجال الثقافي، مشيرين إلى أن القاهرة ونيودلهي تمتلكان مقومات حضارية وثقافية فريدة تؤهلهما لقيادة مشروعات ثقافية إقليمية ودولية.

وأكد الجانبان أن العلاقات المصرية الهندية تشهد تطورًا متسارعًا في مختلف المجالات، وأن الثقافة تمثل رافدًا رئيسيًا لهذا التعاون، خصوصًا مع تزايد الاهتمام العالمي بالصناعات الإبداعية ودورها في تعزيز النمو الاقتصادي والتمكين الاجتماعي.
ختام إيجابي.. ومشروعات واعدة في الأفق
واختتمت اللقاءات بالتأكيد على أهمية مواصلة التنسيق بين الوزارات المعنية في البلدين، ووضع آليات تنفيذية للمشروعات المقترحة، بما يضمن استدامة التعاون وتحقيق أثر ملموس يخدم مصالح البلدين وشعبيهما.
ويُتوقع أن تشهد الفترة المقبلة تحركات مشتركة لترجمة هذه المبادرات إلى واقع عملي، يعزز من الحضور الثقافي لمصر والهند على الساحة الدولية، ويضع الثقافة في موقعها المستحق كأداة للتنمية والدبلوماسية والتقارب الإنساني.