تحذيرات رسمية في مصر من رحلات «الحج الوهمية» بعد مأساة العام الماضي

حذرت غرفة شركات السياحة في مصر المواطنين الراغبين في أداء مناسك الحج هذا العام، من الوقوع ضحية للرحلات الوهمية التي تروج لها بعض الشركات غير المعتمدة، مؤكدة أن تلك الأساليب غير الشرعية كانت السبب في وفاة مئات الحجاج المصريين خلال موسم الحج الماضي، بسبب افتقارهم للحماية والتنظيم والرعاية الصحية.
وأشارت الغرفة إلى أن هناك حملات ممنهجة تُروّج لسفر الحجاج من خلال تأشيرات غير مخصصة للحج، مثل التأشيرات السياحية أو الشخصية، وهو ما يعرض أصحابها للطرد الفوري من المملكة العربية السعودية والمنع من دخولها لفترة تصل إلى عشر سنوات، وفقًا للضوابط التي أعلنتها السلطات السعودية مؤخرًا.
التزام بالقنوات الشرعية فقط
وأكدت غرفة شركات السياحة، في بيانها، أن على المواطنين الراغبين في أداء مناسك الحج، الالتزام بالسفر من خلال الجهات الرسمية الثلاث المعتمدة: وزارة الداخلية «لحج القرعة»، ووزارة التضامن الاجتماعي «لحج الجمعيات الأهلية»، ووزارة السياحة «الحج السياحي»، مشددة على أن تلك القنوات تضمن السلامة والرعاية الكاملة للحجاج، من خلال بعثات مجهزة ومرافقين طبيين ومقيمين وإداريين.
وأوضحت أن من يفكر في أداء الحج هذا العام باستخدام تأشيرة عمرة أو سياحة أو زيارة، سيكون مصيره الترحيل على الفور من قبل السلطات السعودية، وقد تُفرض عليه غرامات مالية تصل إلى 20 ألف ريال سعودي، إضافة إلى منعه من دخول أراضي المملكة لعدة سنوات.
كما شددت على ضرورة الحذر من الشركات التي تزعم قدرتها على تسهيل الحج بطرق «خاصة» أو «شخصية» أو عن طريق وسطاء، مؤكدة أن تلك الجهات غير معترف بها، وأن التعامل معها يعرض الحاج للخطر وللتعرض للنصب، فضلًا عن حرمانه من أداء الفريضة.
منصة «تصريح» لتسهيل الحج الرسمي
في السياق ذاته، أطلقت وزارة الداخلية السعودية «منصة تصريح» الرقمية، بالتعاون مع وزارة الحج والعمرة، لتكون المنصة الوحيدة المخوّلة بإصدار التصاريح والتراخيص الخاصة بالحج.
وتعمل المنصة عبر تكامل تقني مع منصة «نسك» لتسهيل دخول الحجاج إلى مدينة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، بشرط امتلاكهم تصريحًا رسميًا يثبت مشاركتهم ضمن بعثة رسمية معتمدة.
وتعد هذه الخطوة جزءًا من جهود السعودية في ضبط وتنظيم موسم الحج، خاصة بعد الحوادث الأليمة التي شهدها الموسم الماضي، نتيجة دخول عدد من الحجاج المخالفين دون تصاريح أو تنظيم، ما أدى إلى وفاتهم في ظروف مناخية قاسية.
مأساة العام الماضي حاضرة في الأذهان
وكان موسم الحج الماضي قد شهد وفاة المئات من الحجاج المصريين الذين سافروا بطرق غير رسمية، دون انتمائهم لأي بعثة معتمدة، حيث خاضوا رحلات شاقة سيرًا على الأقدام في دروب صحراوية سرية، هربًا من نقاط التفتيش، نتيجة منع دخولهم إلى مكة.
وافتقر هؤلاء الحجاج إلى الحد الأدنى من الخدمات الأساسية، مثل الرعاية الطبية أو المأوى، مما أدى إلى إجهادهم تحت وطأة درجات حرارة مرتفعة، وصلت في بعض الأيام إلى 48 درجة مئوية.
وكشفت تقارير رسمية أن عددًا من الشركات الوهمية ورواد مواقع التواصل الاجتماعي لعبوا دورًا كبيرًا في تسفير هؤلاء الحجاج دون تأشيرات حج، مقابل مبالغ طائلة، قبل أن يختفوا عن الأنظار بمجرد وصول الحجاج إلى السعودية.
تحركات حكومية ومحاسبة الشركات المخالفة
وعقب الأزمة، وجّه رئيس مجلس الوزراء المصري الدكتور مصطفى مدبولي بسرعة اتخاذ إجراءات قانونية حازمة بحق الشركات أو الأفراد الذين ساهموا في تسفير الحجاج المصريين بطرق غير رسمية، مؤكدًا أن الحكومة لن تسمح بتكرار تلك المأساة مرة أخرى.
كما أعلنت وزارة السياحة والآثار عن شن حملات تفتيش مفاجئة على شركات تنظيم الحج، وتتبعت الجهات غير الرسمية التي روجت لرحلات غير قانونية، وتم بالفعل إحالة عدد منها إلى النيابة العامة بتهم الاحتيال والإضرار بالأمن الصحي للمواطنين.
دعوة لتأجيل الحج لمن لم يُكتب له هذا العام
وختمت غرفة شركات السياحة بيانها بدعوة المواطنين الذين لم تُتح لهم فرصة أداء الحج هذا العام، إلى انتظار دورهم في السنوات المقبلة، والامتناع عن أي محاولة للسفر غير الشرعي، حفاظًا على أرواحهم وسلامتهم، مشيرة إلى أن الحج فريضة تتطلب الالتزام الكامل بالشروط الشرعية والقانونية.
كما أكدت أن كل شركة سياحة مرخصة ستُعلن عن برامجها وأسعارها وتفاصيل خدماتها عبر المنصات الرسمية، وأن غرفة السياحة خصصت خطوطًا ساخنة لتلقي شكاوى أو بلاغات المواطنين حول أي ممارسات غير قانونية أو محاولات نصب باسم الحج.