السيسي ينفي شائعات المساس بدير سانت كاترين ويؤكد احترام مصر للمقدسات الدينية

أعرب الرئيس عبد الفتاح السيسي، عن استيائه الشديد من الشائعات المتداولة عبر مواقع التواصل الاجتماعي بشأن وجود نية لدى الدولة المصرية لاتخاذ أي إجراء سلبي تجاه دير سانت كاترين، أحد أقدم الرموز الدينية في العالم.
وأكد الرئيس السيسي خلال مؤتمر صحفي عقده اليوم الأربعاء مع رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس في العاصمة اليونانية أثينا، أن مصر لم ولن تقدم على مثل هذا الفعل، مشددًا على أن ما يُشاع في هذا الصدد لا يمتّ للحقيقة بصلة، ويتعارض تمامًا مع السياسة المصرية الثابتة التي تقوم على احترام المقدسات الدينية وصون الرموز الروحية لمختلف الطوائف.
مصر لا تمس المقدسات.. وثوابت الدولة لا تتغير
وقال الرئيس السيسي: «نحن لا يمكن أن نتخذ أي إجراء يتعارض مع معتقداتنا أو مبادئنا»، مشيرًا إلى أن الدولة المصرية تأسست على قاعدة من الاحترام العميق للتنوع الديني والثقافي، وهو ما ينعكس في السياسات والممارسات الحكومية على مدار السنوات الماضية.
وأضاف أن دير سانت كاترين له رمزية دينية وتاريخية عظيمة، ويحظى بعناية خاصة من الدولة المصرية، التي تعتبره جزءًا لا يتجزأ من تراثها الوطني والديني، داعيًا المواطنين إلى عدم الانسياق وراء الشائعات المضللة التي تستهدف زرع الفتنة وبث التشكيك.
تقدير يوناني لموقف مصر.. واعتراف بدورها بعد 2011
وخلال المؤتمر الصحفي، ثمّن الرئيس السيسي المواقف الإيجابية من الجانب اليوناني، خاصة خلال الفترة العصيبة التي أعقبت عام 2011، مؤكدًا أن أثينا أدت دورًا مهمًا وفعّالًا في توضيح وجهة النظر المصرية داخل المحافل الأوروبية.
وقال إن «اليونان كانت من الدول التي تفهّمت جيدًا طبيعة المرحلة الدقيقة التي مرت بها مصر»، مشيرًا إلى أن هذا الموقف يدل على عمق العلاقات التاريخية والاستراتيجية بين البلدين، والتقارب الحضاري والثقافي الممتد منذ قرون.
السيسي.. نحترم التنوع ونعزز التعايش داخل المجتمع
وأكد الرئيس المصري أن بلاده حرصت على مدار العقد الماضي على ترسيخ مفاهيم احترام التعددية الدينية والثقافية، مشيرًا إلى أن نسيج المجتمع المصري يضم أطيافًا متعددة تتعايش بسلام وتخضع لقوانين تحفظ الحقوق وتمنع التمييز.
وأوضح أن سياسات الدولة ترتكز على دعم التعايش المشترك، وضمان الحقوق الدينية للجميع، مشيرًا إلى سلسلة من الإجراءات التي اتخذتها الحكومة لتعزيز هذا المسار، ومنها ترميم الكنائس والمواقع المقدسة، إلى جانب تقديم الدعم الكامل للمؤسسات الدينية الإسلامية والمسيحية على حد سواء.
زيارة رسمية لتعزيز الشراكة الاستراتيجية
وكان الرئيس عبد الفتاح السيسي قد وصل صباح اليوم إلى العاصمة اليونانية أثينا، في زيارة رسمية تهدف إلى تعزيز العلاقات الثنائية والتعاون المشترك بين مصر واليونان في مختلف المجالات، لا سيما السياسية والاقتصادية والدفاعية.
ومن المقرر أن تشهد الزيارة توقيع إعلان مشترك بشأن الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، إلى جانب عدد من مذكرات التفاهم التي تهدف إلى دعم التعاون في مجالات الطاقة والسياحة، والتعليم، والثقافة، والبحث العلمي.
مباحثات موسعة وملفات إقليمية على الطاولة
وصرح السفير محمد الشناوي، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، بأن برنامج الزيارة يتضمن عقد لقاءات ثنائية بين الرئيس السيسي وعدد من كبار المسؤولين اليونانيين، على رأسهم الرئيس اليوناني ورئيس الوزراء ميتسوتاكيس.
وأوضح الشناوي أن جدول أعمال الزيارة يشمل مناقشة التطورات الإقليمية والدولية، وتبادل الرؤى بشأن الأزمات الراهنة في منطقة شرق المتوسط، والأوضاع في الشرق الأوسط، فضلًا عن التعاون في مجال مكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية.
مجلس التعاون رفيع المستوى.. منصة جديدة للعلاقات المصرية اليونانية
وفي خطوة تعكس التطور الكبير في العلاقات المصرية اليونانية، سيترأس الرئيس السيسي الجانب المصري في الاجتماع الأول لمجلس التعاون رفيع المستوى بين البلدين، الذي سيُعقد بمشاركة رئيس الوزراء اليوناني.
ويهدف هذا المجلس إلى وضع أطر مؤسسية للتنسيق الثنائي الدائم، وتوسيع آفاق التعاون في ملفات الطاقة والاستثمار، والبنية التحتية، والنقل البحري، بما يخدم مصالح البلدين ويدعم الاستقرار في المنطقة.
علاقات راسخة ومصالح متبادلة
زيارة الرئيس السيسي لليونان، وتصريحاته القوية حول احترام المقدسات، تأتي في إطار جهود مصر لتوضيح مواقفها داخليًا وخارجيًا، وتعزيز التحالفات الإقليمية التي تراعي الثوابت الوطنية وتخدم الأمن المشترك.
كما تعكس الزيارة حرص مصر على توسيع شراكاتها الاستراتيجية مع الدول الصديقة، والتأكيد على أن السياسة المصرية ثابتة لا تهتز أمام الشائعات أو حملات التشكيك، خاصة حين يتعلق الأمر بالقيم الدينية والتاريخية الراسخة في وجدان المصريين.