صافرات الإنذار تدوي في إسرائيل بعد اعتراض صاروخ أطلق من اليمن

أعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم الجمعة، عن اعتراض صاروخ أُطلق من اليمن، في واقعة جديدة تعكس استمرار التوتر الإقليمي المرتبط بالحرب الجارية في قطاع غزة، وتأثيرها المتصاعد على الجبهة الداخلية الإسرائيلية.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، في بيان رسمي، إنه «تم اعتراض صاروخ أُطلق من اليمن»، موضحًا أن «تفعيل صافرات الإنذار في عدد من المناطق جاء وفقًا للسياسة المعتمدة».
وأشار البيان إلى أن منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلية تعاملت مع التهديد في الوقت المناسب.
هلع بين المستوطنين وتوقف العمل في مطار بن غوريون
وعلى وقع صفارات الإنذار، وثقت مقاطع فيديو متداولة حالة من الهلع بين المستوطنين، خاصة في المناطق التي تم فيها تفعيل الإنذارات، بينما أظهرت لقطات لحظة توقف مطار بن غوريون عن العمل بشكل مؤقت عقب إطلاق الصاروخ.
وأكدت صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية أن حركة الملاحة الجوية في مطار بن غوريون تم تعليقها بعد تفعيل نظام الإنذار، بينما أوضحت «القناة 12» أن منظومة «حيتس» الدفاعية هي التي تصدت للصاروخ.
وفي السياق ذاته، أفادت صحيفة «يسرائيل هيوم» بعدم وقوع أي إصابات أو أضرار جراء الصاروخ، مشيرة إلى أن الهجوم لم يحقق أي إصابات مباشرة على الأرض.

تصعيد سابق.. قصف إسرائيلي على صنعاء
تأتي هذه التطورات بعد أيام فقط من تنفيذ الجيش الإسرائيلي هجومًا واسع النطاق على العاصمة اليمنية صنعاء، استهدف خلاله مطار صنعاء الدولي، ومحطات كهرباء مركزية، ومصنعًا للإسمنت، وذلك ردًا على صاروخ أطلقه الحوثيون الأحد الماضي وسقط قرب مطار بن غوريون في تل أبيب.
وقد اعتُبر الهجوم الإسرائيلي على صنعاء رسالة ردع وتحذير، لكنه في الوقت نفسه أدى إلى تصعيد غير مسبوق على الجبهة اليمنية، وسط تساؤلات عن مدى انخراط إسرائيل في مسار حرب مفتوحة مع الحوثيين.
ترامب يعلن وقف العملية العسكرية ضد الحوثيين
وفي تطور مفاجئ، أعلن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب يوم الثلاثاء الماضي وقف العملية العسكرية ضد الحوثيين، مؤكدًا أنهم وافقوا على وقف هجماتهم ضد السفن التجارية في البحر الأحمر، بل واصفًا الوضع بأن «الحوثيين استسلموا».
لكن تصريحات ترامب قوبلت بتشكيك من الجانب الإسرائيلي، إذ قال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو: «إسرائيل ستدافع عن نفسها بقواها الذاتية، وإذا انضم الأمريكيون إلينا فهذا أمر جيد، وإن لم يفعلوا سنواصل الدفاع بأنفسنا».
الحوثيون.. إسرائيل ليست جزءًا من أي اتفاق
وفي المقابل، نفى عضو المكتب السياسي لجماعة «أنصار الله» الحوثية، عبد الملك العجري، أي علاقة لهم بالاتفاق الأمريكي المزعوم، قائلًا إن "إسرائيل ليست طرفًا في هذا الاتفاق"، في تأكيد ضمني على استمرار استهدافهم لإسرائيل، رغم ما أعلنته واشنطن.
وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن يوم الأربعاء الماضي، عن رصد صاروخ باليستي أُطلق من اليمن باتجاه إسرائيل، لكنه سقط قبل أن يصل إلى الأراضي الإسرائيلية.

الحوثيون: العمليات مستمرة حتى وقف العدوان على غزة
وتؤكد جماعة الحوثي في بيانات متكررة أن عملياتهم العسكرية مستمرة «حتى يتم وقف العدوان على غزة ورفع الحصار عنها»، معتبرين أن الهجمات التي يشنونها تأتي في إطار الرد على العدوان الإسرائيلي المتواصل على القطاع، والذي خلّف آلاف الشهداء والجرحى.
خلفية متصاعدة للتوتر الإقليمي
يأتي التصعيد في وقت تشهد فيه المنطقة حالة احتقان غير مسبوقة، نتيجة الحرب الإسرائيلية المستمرة منذ أكثر من ستة أشهر على قطاع غزة، وسط تحذيرات من اتساع رقعة الحرب لتشمل ساحات جديدة، مثل اليمن ولبنان والعراق، حيث تتمركز فصائل تعتبر نفسها جزءًا من «محور المقاومة».
ومع توالي الضربات الصاروخية من اليمن باتجاه إسرائيل، وتحرك الطيران الإسرائيلي تجاه العمق اليمني، تتزايد المخاوف من تحول الجبهة الجنوبية إلى ساحة اشتباك يومي، ما ينذر بتعقيد المشهد الإقليمي أكثر فأكثر.
تساؤلات عن فاعلية الدفاعات الإسرائيلية
ورغم نجاح منظومة «حيتس» في اعتراض الصاروخ الأخير، فإن التكرار المتواصل لمثل هذه الهجمات يفتح باب التساؤلات حول مدى فاعلية منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلية، ومدى قدرة الجبهة الداخلية على تحمل سيناريوهات حرب متعددة الجبهات.
في ظل الغموض المحيط بالاتفاقات الدولية والتصريحات المتضاربة، تبقى المنطقة مفتوحة على احتمالات التصعيد، خصوصًا مع تعهد الحوثيين بمواصلة هجماتهم حتى رفع الحصار عن غزة، وتأكيد إسرائيل أنها ستدافع عن نفسها دون الاعتماد على دعم خارجي.
وبين الإنذارات وصافرات الخوف، تبدو إسرائيل في مواجهة تهديد استراتيجي جديد ينطلق من العمق اليمني، في مشهد يعيد رسم خرائط الحرب بالمنطقة.