وزارة الزراعة.. تنفيذ أكثر من 600 مدرسة حقلية لدعم المزارعين بالقرى المستهدفة

أكدت وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي حرصها على مواصلة تنفيذ المدارس الحقلية ضمن مشروع الاستثمارات الزراعية المستدامة «سيل»، والذي يهدف إلى دعم المزارعين في القرى المستهدفة من المشروع من خلال تقديم الدعم الفني وتدريب الكوادر المحلية.
وأعلنت الوزارة، في بيان لها، أن إجمالي عدد المدارس الحقلية التي تم تنفيذها حتى الآن تجاوز 600 مدرسة موزعة على عدد من المحافظات، وذلك في إطار خطتها لتحسين مستوى الإنتاجية الزراعية وتعظيم العائد الاقتصادي لصغار المزارعين.
المحافظات المستفيدة من المشروع
من جانبه، قال الدكتور هاني درويش، المدير التنفيذي للمشروع، إنه تم تنفيذ المدارس الحقلية في محافظات أسوان والمنيا وبني سويف وكفر الشيخ، مشيرًا إلى أن الهدف الأساسي من هذه المدارس هو نقل التوصيات الفنية والممارسات الزراعية الحديثة مباشرة للمزارعين في الحقول.
وأوضح أن هذه المدارس تمثل أداة تعليمية حيوية، حيث تُعقد في مواقع الزراعة الفعلية، ويُشارك فيها المزارعون بشكل عملي ومباشر لتجريب وتطبيق التقنيات الزراعية الموصى بها، ما يعزز من استيعابهم ويزيد من فرص نجاحهم في تحسين إنتاج محاصيلهم.

تدريب ميسرين زراعيين لتأهيل المرشدين المحليين
وأشار درويش إلى أن المشروع لا يقتصر على تدريب المزارعين فقط، بل يشمل كذلك تدريب عدد من الميسرين الزراعيين بمناطق عمل المشروع، ليكونوا بمثابة مرشدين زراعيين محليين يتمتعون بالخبرة والمعرفة العلمية والعملية لمساعدة مجتمعاتهم.
ويعد هذا التوجه جزءًا من استراتيجية بناء القدرات المحلية، بما يضمن استمرارية الدعم الفني للمزارعين حتى بعد انتهاء المشروع، ويُسهم في خلق كوادر قادرة على قيادة التغيير الزراعي داخل القرى المستهدفة.
تنوع الموضوعات الزراعية بالمدارس الحقلية
وفيما يخص جدول أعمال المدارس الحقلية خلال الشهر الجاري، أوضح درويش أنه تم التركيز على عدد من الموضوعات الزراعية المهمة التي تُلبي احتياجات المزارعين، وعلى رأسها النباتات الطبية والعطرية مثل الشمر والبردقوش، وهما من المحاصيل التي تشهد طلبًا متزايدًا محليًا وتصديريًا.
كما تناولت المدارس الحقلية محاصيل العنب والتين البرشومي، التي تعد من المحاصيل الاقتصادية ذات العائد العالي، حيث تم تدريب المزارعين على أفضل ممارسات الزراعة والتقليم والري ومكافحة الآفات.
دعم المرأة الريفية بمشروعات صغيرة
لم تغفل المدارس الحقلية البُعد الاجتماعي، حيث تم تخصيص جانب من التدريب لمشروعات تربية البط باعتبارها من الأنشطة الصغيرة المدرة للدخل، والتي يمكن للنساء الريفيات تنفيذها بسهولة داخل منازلهن، مما يدعم جهود تمكين المرأة اقتصاديًا.
وتُعد تربية البط من المشروعات التي تحقق دورة رأس مال قصيرة نسبيًا، وتوفر مصدرًا للبروتين الحيواني، فضلًا عن إمكانية تسويقها بسهولة داخل المجتمع المحلي.
توعية بحصاد القمح وتقليل الفاقد
وشهدت المدارس الحقلية أيضًا تنفيذ تدريبات متخصصة حول المعاملات بعد الحصاد لمحصول القمح، خاصة ما يتعلق بطرق الحصاد والتخزين السليمة لتقليل نسبة الفاقد، والتي تُعد من التحديات الرئيسية التي تواجه القطاع الزراعي في مصر.
ويأتي هذا التوجه متسقًا مع سياسات الدولة الرامية إلى تحقيق الأمن الغذائي وتقليل الاعتماد على الاستيراد من الخارج، خاصة فيما يتعلق بالمحاصيل الاستراتيجية مثل القمح.

توجيهات وزارية بدعم وتوسيع المدارس الحقلية
ويأتي هذا النشاط تنفيذًا لتوجيهات الدكتور علاء فاروق، وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، بضرورة تكثيف الجهود في تنفيذ المدارس الحقلية في المناطق المستهدفة، ومتابعة دقيقة من المهندس مصطفى الصياد، نائب وزير الزراعة، وذلك بالتعاون مع الصندوق الدولي للتنمية الزراعية «إيفاد»، أحد الشركاء الرئيسيين في تنفيذ مشروع «سيل».
وأكدت وزارة الزراعة أن المدارس الحقلية تُعد من أنجح أدوات نقل المعرفة الزراعية الحديثة للمزارعين، لما توفره من فرص تفاعل مباشر وتطبيق عملي للممارسات الزراعية، ما يساعد في رفع كفاءة الإنتاج الزراعي وتحقيق الاستدامة في استخدام الموارد الطبيعية.
مستقبل واعد للتنمية الزراعية في القرى
وفي ختام التصريحات، شددت الوزارة على أن هذا النوع من المبادرات التنموية يرسخ مفهوم التنمية الزراعية الشاملة، ويُعزز من صمود المجتمعات الريفية أمام التحديات الاقتصادية والمناخية، ويُشكل نواة لتحسين مستوى المعيشة وتحقيق التنمية المستدامة في القرى المصرية.