اشتباكات طرابلس تجمد الدوري الليبي.. والبطولة تدخل نفق الغموض

أعلنت لجنة تنظيم المسابقات بالاتحاد الليبي لكرة القدم، إيقاف جميع المباريات في مختلف المسابقات التي تُشرف عليها اللجنة، بما في ذلك منافسات الدوري الليبي الممتاز، في المنطقة الثانية «الغربية»، وذلك حتى إشعارٍ آخر، وسط تطورات أمنية ميدانية تشهدها العاصمة طرابلس.

القرار يشمل كافة البطولات دون تحديد مدة التوقف

وكشفت اللجنة، عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، أن قرار التوقف يشمل جميع البطولات والمسابقات الخاضعة لإشراف الاتحاد الليبي لكرة القدم في المنطقة الغربية، دون أن تُعلن عن الأسباب المباشرة أو المدة الزمنية المتوقعة لاستئناف المباريات.

وأكدت اللجنة في بيانها أن القرار يأتي «حتى إشعار آخر»، ما يفتح الباب أمام عدة سيناريوهات تتعلق بإمكانية تأجيل البطولة لفترة طويلة، أو حتى إلغائها في حال استمرار الأوضاع الراهنة.

الأوضاع الأمنية في طرابلس تلقي بظلالها على النشاط الرياضي

يأتي قرار تعليق النشاط الكروي في ظل تصاعد التوترات الأمنية في العاصمة الليبية طرابلس، والتي شهدت خلال الأيام الماضية اشتباكات مسلحة بين عدد من الفصائل، ما أدى إلى حالة من القلق العام في الشارع الليبي، وانعكاس ذلك على مختلف القطاعات، ومنها النشاط الرياضي.

ورغم عدم الإشارة صراحة في البيان إلى أن الاشتباكات هي السبب المباشر للإيقاف، فإن توقيت القرار وتزامنه مع الأوضاع الحالية، يوحي بوجود علاقة وثيقة بين الجانبين، خاصة وأن عددًا من الملاعب تقع في مناطق تشهد حالة من التوتر.

أندية تعاني.. ومصير البطولة في مهب الريح

الإيقاف المفاجئ شكّل صدمة لبعض الأندية التي كانت تترقب خوض مباريات حاسمة ضمن جدول الدوري الممتاز، وهو ما أربك حسابات الأجهزة الفنية والإدارية، لا سيما أن المسابقة كانت تشهد منافسة قوية في الأسابيع الأخيرة.

ويخشى المتابعون من أن يطول أمد التوقف، خاصة إذا لم تنجح الجهود السياسية والأمنية في تهدئة الأوضاع في طرابلس، ما قد يُعرّض موسم 2024 – 2025 لخطر الإلغاء أو التأجيل المطوّل، وهو ما من شأنه أن يؤثر سلبًا على اللاعبين والمدربين وعلى البنية الرياضية في ليبيا ككل.

الوجود المصري في الدوري الليبي.. أسماء بارزة متأثرة بالتوقف

يضم الدوري الليبي الممتاز عددًا من العناصر المصرية البارزة سواء على مستوى الأجهزة الفنية أو اللاعبين، مما يضفي بُعدًا إضافيًا للقرار، ويجعله موضع اهتمام لدى جماهير الكرة المصرية.

ويأتي في مقدمة الأسماء، الكابتن حسام البدري، المدير الفني لفريق أهلي طرابلس، والذي يشغل معه الكابتن هادي خشبة منصب المدير الرياضي، وهما من الأسماء اللامعة التي سبق لها قيادة المنتخب المصري والعديد من الأندية البارزة.

كما يلعب الدولي المصري السابق محمود عبدالمنعم «كهربا» في صفوف الاتحاد الليبي، ويُعد أحد أبرز المحترفين في المسابقة، ويُنتظر أن يتأثر نشاطه الكروي بالتوقف، خاصة بعد عودته مؤخرًا من فترة إيقاف دولية.

ويضم نادي التحدي الليبي اللاعب المصري أحمد ياسر، فيما يشارك أربعة لاعبين مصريين في صفوف فريق المجد الليبي، وهم: عمرو موسى، علي فتحي، محمد بازوكا، وعمر السعيد، وكلهم من العناصر التي سبق لها اللعب في الدوري المصري الممتاز، ويقدمون مستويات قوية في الدوري الليبي خلال الموسم الجاري.

جماهير الكرة الليبية تترقب مصير البطولة

في الوقت الذي عبّر فيه عدد كبير من جماهير الكرة الليبية عن تفهمهم لقرار الإيقاف في ظل الظروف الحالية، أعرب البعض الآخر عن قلقه من تكرار سيناريو المواسم الماضية التي شهدت أيضًا توقفات متكررة لأسباب أمنية وسياسية، وهو ما أثّر على مستوى المنافسة وأضعف من فرص تطوير الكرة الليبية على المستويين المحلي والقاري.

وطالب البعض الاتحاد الليبي لكرة القدم بإصدار بيان أكثر وضوحًا يحدد أسباب القرار بشكل مباشر، ويقدم خطة بديلة لإعادة استئناف النشاط، سواء من خلال نقل المباريات لمناطق أكثر أمانًا أو تعديل جدول البطولة.

يبقى القرار مرهونًا بتطورات المشهد السياسي والأمني في ليبيا خلال الأيام المقبلة، ومع تزايد الأزمات التي تواجه الكرة الليبية في السنوات الأخيرة، يأمل المحبون للعبة أن يتم استئناف النشاط الرياضي في أقرب وقت، وأن تنجح الجهود في إعادة الاستقرار إلى الملاعب والمدرجات.