الخميس 15 مايو 2025 الموافق 17 ذو القعدة 1446
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة

أعواد القطن تهدد أذنك.. عادة يومية بريئة قد تقودك إلى فقدان السمع

أعواد القطن
أعواد القطن

القطن أصبح محل جدل طبي واسع، بعد أن كشفت دراسات طبية حديثة عن أن استخدام أعواد «القطن» في تنظيف الأذن قد يؤدي إلى «مخاطر صحية حقيقية»، حيث يتسبب هذا السلوك اليومي الشائع في أضرار بالغة قد تصل إلى «ثقب طبلة الأذن»، أو الإصابة بـ«التهابات الأذن الوسطى»، أو حتى «عدوى فطرية» مزمنة يصعب علاجها بسهولة.

ويظن كثيرون أن أعواد «القطن» وسيلة آمنة وسهلة للعناية الشخصية، غير أن الواقع العلمي يكشف أن هذه الأعواد لا تقوم بإزالة الشمع كما هو متوقع، بل تدفع به إلى عمق القناة السمعية، مما يؤدي إلى تراكمه وتشكيله بيئة خصبة لنمو الفطريات والبكتيريا التي تجد في الرطوبة والظلام المكان الأمثل للتكاثر.

شمع الأذن ليس عدواً.. بل خط الدفاع الأول

في هذا السياق، يجب التوقف عند وظيفة «شمع الأذن» الذي يعتقد كثير من الناس أنه مجرد إفراز زائد يجب التخلص منه فوراً، بينما الحقيقة العلمية تقول إن هذا الشمع هو مادة طبيعية ذات خصائص «مطهرة» و«واقية»، فهو يمنع دخول الغبار والماء والميكروبات إلى داخل الأذن، ويحتوي على خصائص حمضية قادرة على قتل البكتيريا.

إزالة هذا الشمع بشكل مفرط باستخدام أعواد «القطن» يؤدي إلى تجريد الأذن من حمايتها الأساسية، مما يجعلها أكثر عرضة للإصابة بـ«العدوى البكتيرية» أو «العدوى الفطرية»، وفي بعض الحالات تتطور المشكلة إلى «التهاب مزمن» يحتاج إلى تدخل طبي عاجل.

مضاعفات صحية قد لا تظهر فوراً

الاعتماد على القطن لتنظيف الأذن قد يُشعر البعض براحة مؤقتة، إلا أن ما يحدث في الداخل قد يكون كارثياً على المدى الطويل، فقد أبلغ العديد من الأطباء عن حالات شائعة من «الدوخة» و«فقدان التوازن» و«طنين مستمر» بعد الاستخدام المتكرر لأعواد «القطن»، هذه الأعراض غالباً ما تكون نتيجة لتراكم الشمع، أو وجود جسم غريب داخل الأذن، أو حدوث تمزق في الطبلة.

وبحسب تقارير طبية موثوقة، فإن أعواد «القطن» مسؤولة عن نسبة كبيرة من زيارات عيادات الأنف والأذن، حيث يضطر الأطباء لإزالة كتل شمعية صلبة أو معالجة «العدوى الفطرية» التي تصيب الأذن الوسطى بسبب التلوث الناتج عن هذه الأعواد.

القطن والأذن الوسطى.. علاقة محفوفة بالخطر

عندما يصل الضرر الناتج عن القطن إلى الأذن الوسطى، فإن الأمر لا يقتصر على الشعور بعدم الراحة فحسب، بل قد يؤثر على توازن الجسم بشكل عام، فالأذن الوسطى تحتوي على أجزاء دقيقة مسؤولة عن إرسال الإشارات إلى الدماغ بشأن الحركة والتوازن، وأي إصابة بها قد تؤدي إلى شعور دائم بالدوخة أو حتى اضطرابات في المشي والرؤية.

ومن المهم معرفة أن الفطريات التي تنمو داخل الأذن لا تختفي بسهولة، بل تحتاج إلى علاج مطول يشمل مضادات للفطريات وجلسات تنظيف دقيقة، وفي بعض الحالات تُستخدم أجهزة خاصة لسحب الإفرازات وتنظيف القناة السمعية، مما يجعل الضرر الناتج عن أعواد «القطن» أكبر بكثير من فائدتها الظاهرة.

طرق آمنة للتعامل مع نظافة الأذن

بدلاً من استخدام أعواد «القطن»، ينصح الأطباء بعدة بدائل آمنة يمكن من خلالها الحفاظ على نظافة الأذن دون تعريضها للخطر، من أبرزها:

– تنظيف الأذن الخارجية فقط باستخدام «منشفة قطنية نظيفة» دون إدخال أي جسم غريب إلى القناة السمعية

– في حال الشعور بانسداد أو ضغط داخل الأذن، يُفضل زيارة طبيب مختص لفحص الأذن وإزالة الشمع بأدوات طبية مخصصة

– استخدام قطرات تنظيف الأذن التي تساعد على تليين الشمع ليخرج تلقائيًا دون أي تدخل خارجي

– الحفاظ على جفاف الأذن بعد الاستحمام أو السباحة لتقليل فرص نمو الفطريات أو دخول الماء المحمل بالجراثيم

نصائح للوقاية من أضرار أعواد «القطن»

من أجل تفادي المضاعفات الصحية التي قد تنتج عن الاستخدام الخاطئ لأعواد «القطن»، من الضروري اتباع الإرشادات التالية:

– تجنب إدخال أي أجسام صلبة أو أعواد «القطن» داخل قناة الأذن

– ارتداء سدادات أذن خاصة أثناء السباحة أو الاستحمام إذا كنت تعاني من التهابات متكررة

– تقليل استخدام السماعات الداخلية لفترات طويلة

– إجراء فحص دوري لدى طبيب الأنف والأذن والحنجرة للاطمئنان على صحة القناة السمعية

لا تجعل «القطن» عدواً لصحتك

رغم أن القطن يمثل رمزاً للنظافة والنعومة، إلا أن استخدامه داخل الأذن قد ينقلب إلى «خطر صحي صامت»، فالمعلومات الطبية الحديثة تؤكد أن ما يعتبره الناس عادة صحية يمكن أن يكون السبب الرئيسي في إصابتهم بأمراض مؤلمة وصعبة العلاج.

التوعية بأساليب العناية السليمة بالأذن يجب أن تبدأ من أبسط التفاصيل، وعلى رأسها التخلص من عادة استخدام أعواد «القطن» دون وعي، لأن الوقاية الحقيقية تبدأ من المعلومة الصحيحة والقرار الواعي في حماية واحدة من أهم حواس الإنسان وهي «السمع».

تم نسخ الرابط