الرئيس السيسى يلتقي رئيس الوزراء العراقي لبحث ملفات إقليمية ومشروعات مشتركة

وسط مشاركة واسعة من قادة الدول العربية، على رأسهم الرئيس عبد الفتاح السيسى، تتواصل في العاصمة العراقية بغداد أعمال الدورة الرابعة والثلاثين للقمة العربية، والذي ألقى كلمة مؤثرة أمام الجلسة الافتتاحية، دعا خلالها إلى وحدة الصف العربي وتحقيق سلام عادل لا يمكن الوصول إليه دون قيام دولة فلسطينية مستقلة وفقًا لقرارات الشرعية الدولية.
وأكد رمضان المطعني، مراسل قناة «القاهرة الإخبارية» من بغداد، في مداخلة هاتفية مع الإعلامية أمل الحناوي عبر برنامج «عن قرب»، أن الجلسة المغلقة للقمة العربية لا تزال منعقدة بعد انتهاء الجلسة الافتتاحية، مشيرًا إلى أن الأجواء تسودها حالة من التوافق والتنسيق بين عدد من القادة العرب، في ظل ما وصفه بـ«دور مصري فاعل» في صياغة توجهات ومواقف القمة، لا سيما فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية التي تعيش مرحلة فارقة في ظل العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة.
لقاء ثنائي بين الرئيس السيسي ورئيس وزراء العراق
وأوضح المطعني أن الرئيس عبد الفتاح السيسى عقد فور انتهاء كلمته أمام القمة، لقاءً ثنائيًا مع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، حيث تناول اللقاء عددًا من الملفات الثنائية ذات الأولوية، أبرزها سبل تعزيز التعاون الاقتصادي والتنموي بين البلدين، وكذلك تطورات المشهد الإقليمي، وخاصة ما يتعلق بالأزمة الفلسطينية وتطورات الأوضاع في السودان وسوريا ولبنان وليبيا.
وأكد الجانبان «السيسى والمطعني»، بحسب ما نقل المراسل، على أهمية تعزيز التنسيق بين القاهرة وبغداد في المحافل الدولية، والبناء على ما تحقق من تفاهمات في القمم السابقة، بما يخدم مصالح شعوب المنطقة ويساهم في تحقيق الأمن والاستقرار.
«إعلان بغداد» قيد التبلور ومصر تلعب دورًا محوريًا
وأضاف المطعني أن المشاورات لا تزال جارية بين الوفود العربية لوضع الصيغة النهائية لما بات يعرف بـ«إعلان بغداد»، وهو البيان الختامي المنتظر للقمة، موضحًا أن ملامح الإعلان بدأت تتضح بالفعل، وتشير إلى تركيز كبير على تكريس القضية الفلسطينية كقضية مركزية للأمة العربية، ورفض محاولات طمسها أو تجاوز حقوق الشعب الفلسطيني.
ووفق مصادر مطلعة من داخل القمة، فإن مصر تُجري مشاورات مكثفة مع عدد من الدول العربية، من بينها السعودية والأردن والجزائر وقطر، لضمان صدور إعلان متماسك يعكس وحدة الموقف العربي، ويتضمن دعوة صريحة إلى وقف العدوان الإسرائيلي الفوري على غزة، وضرورة تنفيذ حل الدولتين كسبيل وحيد لتحقيق سلام شامل وعادل في الشرق الأوسط.
تنسيق مصري قطري أمريكي لوقف إطلاق النار
ولفت المطعني إلى أن الرئيس السيسى أشار في كلمته إلى وجود تنسيق مستمر مع الجانب القطري والولايات المتحدة من أجل التوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة، تمهيدًا لبدء عملية إنسانية موسعة وإعادة الإعمار، مؤكدًا أن القاهرة تعتزم تنظيم مؤتمر دولي للتعافي المبكر في غزة فور التوصل إلى تهدئة شاملة.
وأثنى المراسل على الحضور اللافت للوفد المصري خلال جلسات التحضير، ودوره في التأكيد على رفض محاولات التهجير القسري وتغيير البنية الديموغرافية للقطاع، مشددًا على أن كلمة السيسى وضعت النقاط على الحروف، عندما قال: «حتى لو نجحت إسرائيل في إبرام اتفاقات تطبيع مع كل الدول العربية، فإن السلام سيبقى بعيدًا ما لم تقم الدولة الفلسطينية».
مغادرة أمير قطر الجلسة الافتتاحية.. تنسيق مسبق
وفيما أثير من تكهنات حول مغادرة أمير دولة قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، للجلسة الافتتاحية بعد إلقائه كلمته، أوضح المطعني أن هذه الخطوة كانت منسقة مسبقًا مع الجانب العراقي ولم تكن مفاجئة، مشيرًا إلى أن مغادرته لا تعكس خلافات سياسية، وإنما جاءت في سياق جدول أعمال أمير قطر المحدد سلفًا، وهو ما أكدته المصادر الرسمية من الجانبين.
آمال عربية بمرحلة جديدة من التنسيق
وتتجه الأنظار خلال الساعات المقبلة نحو ما ستسفر عنه الجلسة الختامية، حيث ينتظر الشارع العربي نتائج ملموسة من قمة بغداد، خاصة في ظل التصعيد الإسرائيلي غير المسبوق في غزة، والانقسامات المتصاعدة في السودان، وتعثر المسارات السياسية في ليبيا وسوريا.
ويأمل المراقبون في أن تُشكل هذه القمة نقطة تحول نحو مزيد من التضامن العربي، خاصة مع تعاظم الأزمات الإنسانية في عدد من الدول العربية، وضرورة بلورة آليات فاعلة للتعاون المشترك في مجالات الإغاثة والتنمية والاستقرار السياسي.
وفي ختام مداخلته، أكد المطعني أن التوقعات تشير إلى صدور إعلان عربي قوي، يعكس الرؤية الجماعية للقادة العرب، ويضع خارطة طريق واضحة تجاه دعم القضية الفلسطينية، وتحقيق الحد الأدنى من الإجماع العربي في مواجهة التحديات المتفاقمة.