كيف تتغلب على آلام «التهاب الجيوب الأنفية» في حرارة الصيف بسهولة
«التهاب» الجيوب الأنفية من أبرز المشاكل الصحية التي يعاني منها الكثيرون خلال فصل الصيف، ومع ارتفاع درجات الحرارة وزيادة نسبة الرطوبة في الجو تصبح أعراض «التهاب» الجيوب أكثر حدة، مما يجعل من الضروري البحث عن طرق فعالة لتخفيف تلك المعاناة والوقاية منها قدر المستطاع، وتتنوع العوامل التي تؤدي إلى تفاقم «التهاب» الجيوب الأنفية في الصيف بين التعرض للهواء الجاف والمكيفات والتغير المفاجئ في درجات الحرارة إلى جانب الحساسية الموسمية وانتشار الأتربة، وفى هذا المقال يسلط القارئ نيوز الضوء على أبرز الأسباب والعلاجات الممكنة لتفادي آلام «التهاب» الجيوب الأنفية في أشهر الصيف الحارة.
أسباب «التهاب» الجيوب الأنفية في الصيف
في البداية علينا أن نفهم ما الذي يؤدي إلى زيادة حدة «التهاب» الجيوب الأنفية خلال الصيف، فالجفاف الناتج عن التعرق وفقدان الجسم للسوائل يجعل الأغشية المخاطية في الأنف أكثر عرضة للجفاف والتشقق، مما يسهل دخول البكتيريا والفيروسات ويسبب «التهاب»، كما أن الجلوس لفترات طويلة في أماكن مغلقة مكيفة يزيد من احتمال الإصابة بسبب الهواء الجاف غير المتجدد، إلى جانب ذلك فإن الانتقال المفاجئ من درجات حرارة مرتفعة في الخارج إلى برودة التكييف في الداخل قد يؤدي إلى تهيج الجيوب الأنفية وحدوث «التهاب» مزمن أو مؤقت، كما تعتبر حبوب اللقاح والغبار من العوامل المهمة التي تزيد من فرص الإصابة، خاصة لمن لديهم حساسية موسمية.
أعراض «التهاب» الجيوب الأنفية
عندما يصاب الإنسان بنوبة «التهاب» في الجيوب الأنفية فإنه يعاني من مجموعة من الأعراض المزعجة التي تتفاوت حدتها من شخص لآخر، من أبرز هذه الأعراض الشعور بضغط وألم في الوجه خاصة حول العينين والجبين، انسداد الأنف وصعوبة التنفس من خلاله، نزول إفرازات مخاطية صفراء أو خضراء، إلى جانب صداع مستمر وإحساس بالإرهاق العام وارتفاع طفيف في درجة الحرارة، وقد تصاحب هذه الأعراض أحيانًا آلام في الأذن أو الأسنان نتيجة الامتداد الالتهابي، ويزداد الشعور بالانزعاج ليلا عند الاستلقاء بسبب تراكم المخاط في الممرات الأنفية.
طرق طبيعية لتخفيف آلام «التهاب» الجيوب الأنفية
يمكن لبعض العلاجات المنزلية أن تساعد في تقليل أعراض «التهاب» الجيوب الأنفية، ومن أبرز هذه الطرق هو استنشاق البخار الذي يساهم في ترطيب الأنف وتفكيك المخاط المتراكم، كما أن استخدام الكمادات الدافئة على الوجه يساعد في تخفيف الضغط عن الجيوب الملتهبة، وينصح كذلك بشرب كميات كبيرة من الماء والسوائل الدافئة لأنها تسهل من تصريف الإفرازات وتحافظ على رطوبة الجسم، ويمكن استعمال ماء البحر أو المحاليل الملحية لغسل الأنف والتخلص من البكتيريا والمهيجات، كما يفيد النوم بوضعية مائلة قليلا لتقليل احتقان الأنف وتحسين التنفس أثناء الليل.
نصائح لتجنب الإصابة بـ«التهاب» الجيوب الأنفية
للوقاية من نوبات «التهاب» الجيوب الأنفية المتكررة في الصيف يجب اتباع مجموعة من العادات الصحية، من أبرزها تجنب التعرض المفاجئ للتغيرات الحرارية الحادة بين الجو الخارجي والتكييف الداخلي، لذا يُفضل ضبط درجة التكييف على حرارة معتدلة، كما ينصح باستخدام مرطبات الجو في الأماكن المغلقة للحفاظ على رطوبة الهواء، ويجب تنظيف فلاتر المكيفات بشكل دوري لتقليل الملوثات المحمولة في الهواء، من المهم أيضا تجنب الأماكن المغبرة أو التي تنتشر فيها حبوب اللقاح قدر الإمكان، والحرص على غسل الأنف بانتظام خاصة بعد العودة من الخارج، كما يساعد الالتزام بنظام غذائي متوازن يحتوي على الفيتامينات والمعادن على تعزيز المناعة وتقليل فرص الإصابة بـ«التهاب» مزمن.
متى تحتاج إلى استشارة الطبيب
في بعض الحالات قد لا تكفي العلاجات المنزلية للتعامل مع نوبات «التهاب» الجيوب الأنفية، خصوصا عندما تستمر الأعراض لأكثر من عشرة أيام أو تزداد سوءًا مع مرور الوقت، وهنا يجب مراجعة الطبيب المختص لتحديد مدى خطورة «الالتهاب» ووصف الأدوية المناسبة مثل المضادات الحيوية أو بخاخات الكورتيزون أو مضادات الاحتقان، وقد تتطلب بعض الحالات المزمنة إجراء تصوير مقطعي لتقييم حالة الجيوب الأنفية بدقة، وفي حالات نادرة قد يُوصى بإجراء عملية جراحية لتنظيف الجيوب وفتح الممرات المسدودة.
نمط حياة صحي للتقليل من نوبات «التهاب» الجيوب الأنفية
الالتزام بأسلوب حياة صحي يساهم إلى حد كبير في تقليل فرص تكرار «التهاب» الجيوب الأنفية، ومن ذلك الحرص على ممارسة الرياضة بانتظام لتحفيز الدورة الدموية وتقوية الجهاز المناعي، إلى جانب تجنب التدخين أو التواجد في أماكن تحتوي على دخان أو روائح نفاذة، كما يُنصح بالحصول على قسط كاف من النوم لأن الراحة الجسدية تساهم في مقاومة «الالتهاب»، ويمكن أن تكون بعض المكملات الغذائية مثل الزنك وفيتامين سي ذات فائدة كبيرة في تعزيز مناعة الجسم.
الوقاية خير من العلاج
تبقى الوقاية من «التهاب» الجيوب الأنفية خلال فصل الصيف الخيار الأفضل لتجنب العناء والآلام، وذلك من خلال معرفة المسببات ومحاولة تجنبها قدر المستطاع، إلى جانب الاهتمام بصحة الجهاز التنفسي والترطيب المستمر والتغذية السليمة، ولا يجب التهاون في معالجة الأعراض الأولية حتى لا تتفاقم الحالة وتتحول إلى «التهاب» مزمن يصعب علاجه.
