نبيل أبوالياسين: هل تحذو الدول حذو إسبانيا؟.. مجزرة سربرنيتسا تتكرر في غزة

في فصلٍ جديد من فصول الدعم الغربي غير المحدود للاحتلال ضد غزة، تظهر بصيص من الأمل والكرامة من دولة أوروبية ترفض الصمت، وإن ممارسات الاحتلال في غزة، من إبادة وتجويع، قد تجاوزت كل الخطوط الحمراء، لتؤكد أنها «أحد أحلك فصول القرن الحادي والعشرين»، وهذه الجرائم البشعة، التي ترتكب بدعم أمريكي وغربي، تضع العالم أمام مسؤولية أخلاقية وإنسانية كبرى، وتدعو للتحرك الفوري قبل أن يتلاشى أي أثر للمبادئ والقيم.
إسبانيا تدعو لتعليق الشراكة مع الاحتلال
بشجاعة نادرة، دعا رئيس الوزراء الإسباني، بيدرو سانشيز، الاتحاد الأوروبي إلى تعليق فوري لشراكته مع إسرائيل، لقد أكد سانشيز أمام البرلمان أن هذه الممارسات لا يمكن أن تمر مرور الكرام، مشيرًا إلى أن الاتحاد الأوروبي لم يتخذ أي خطوات حقيقية حتى الآن ضد إسرائيل، وهذا الموقف الإسباني يأتي بعد تقرير يثبت أن إسرائيل قد انتهكت المادة الثانية من اتفاقية الشراكة، التي تنص صراحة على احترام حقوق الإنسان، وإسبانيا هنا تقود الدعوة لوقف النفاق السياسي الأوروبي.
النفاق الغربي.. دموع التماسيح على حقوق الأطفال
لطالما صدعنا الغرب بحقوق الطفل والمرأة والإنسان، واليوم يتم قتل وحرق الأطفال والنساء في غزة بدعم غربي مباشر، منظمة اليونيسف أعربت عن «فزعها العميق» إزاء «قتل إسرائيل غير المبرر للأطفال» أثناء توزيع المساعدات في دير البلح، مقتل 15 فلسطينيًا، بينهم أطفال ونساء، كانوا ينتظرون طعامًا، وصفته رئيسة اليونيسف كاثرين راسل بـ«"غير المعقول»، وهذا القتل يبرهن على النفاق الغربي الذي يتحدث عن حقوق الإنسان بينما يسكت عن الإبادة الجماعية والتجويع.
واقع المأساة.. الوقود ينفد والأمراض تتربص
الوضع في غزة كارثي يتجاوز مجرد القصف، ومكتب الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة أكد أن الوقود ينفد، مما يهدد بإغلاق الخدمات الأساسية، ونقص الوقود يعرض إمدادات المياه النظيفة لنحو 44 ألف طفل للخطر، ويزيد من مخاطر انتشار الأمراض كالكوليرا والإسهال، والعاملون في الإغاثة أنفسهم يواجهون الجوع والمخاطر، وهذا الواقع القاسي، الذي يفرضه الحصار، يوضح أن وقف إطلاق النار ليس عاجلاً فحسب، بل ضرورة إنسانية لا يمكن تأجيلها.
سريبرينيتسا اليوم.. العدالة الدولية في مهب الريح
إن الأحداث في غزة تذكرنا بحدود القانون الدولي. في الذكرى الثلاثين لمجزرة سربرنيتسا، حيث أعدم أكثر من 8000 بوسني، تتكرر مأساة الصمت العالمي اليوم في فلسطين، ورغم أهمية المحاكمات الدولية في معاقبة القادة وتأكيد سيادة القانون، فإن الرد الاستهزائي من الحكومة الإسرائيلية على اتهامات جرائم الحرب يثبت أن القانون وحده لا يكفي لوقف الفظائع، والإفلات من العقاب يعيق أي آفاق للسلام، ويجعل المذابح الجماعية تتكرر.
سربرنيتسا تتكرر.. عار الصمت والنظام المنهار
بالتزامن مع الذكرى الثلاثين لمذبحة سربرنيتسا، صمت العالم يتكرر اليوم في فلسطين، ورغم صيحات رؤساء الدول الأحرار في أوروبا وغيرها، مثل إسبانيا والبرازيل، ما زالت الإبادة والتجويع مستمرة في غزة، والسؤال الذي يطرح نفسه بقوة: إذا كانت الأمم المتحدة قد أسست من أجل حماية الشعوب وتظهر الآن عاجزة تمامًا أمام حماية الشعب الفلسطيني، ودول العالم بأسره تظهر ضعيفة وخائفة من دولة واحدة وكيان صهيوني نازي من عدة ملايين فقط، فلماذا يبقى مجلس الأمن؟ لقد انهار النظام العالمي بشكل كامل، والعالم الآن بحاجة ماسة لنظام عالمي متعدد الأقطاب يُلغى فيه ما أُطلق عليه «الفيتو»، فهل تخطو الدول الحرة هذه الخطوة لحماية ما تبقى من إنسانية، أم نظل في عالم جعلته أمريكا أشبه بنادي للإجرام الدولي، أو كمافيا تعاقب كل من يتجرأ على الحديث عن العدالة؟.
وختامًا.. العار يلاحق الصامتين
إن دعوة إسبانيا لتعليق الشراكة مع الاحتلال هي خطوة جريئة تضع دول الاتحاد الأوروبي أمام مسؤولياتها، ولكن هل تقتدي الدول الأخرى بحذو إسبانيا؟ إن صمت العالم اليوم، خاصة الدول التي تدعي حماية حقوق الإنسان، هو عار يلاحق كل من تواطأ أو تخاذل في وجه هذه الإبادة الجماعية، ويجب على المجتمع الدولي أن يتحرك لوقف هذا العدوان، وأن يضمن تطبيق القانون الدولي دون تمييز، ولا مكان للصمت أو التردد؛ فالتاريخ يسجل، وممارسات الاحتلال في غزة ستبقى وصمة عار في جبين من خانوا مبادئهم الإنسانية.
- غزة
- العدوان
- دول العالم
- طفل
- فلسطين
- حكومة
- أبو
- الحرب
- مجلس
- القانون
- البرلمان
- النساء
- أبوالياسين
- الجوع
- البشعة
- الاحتلال
- القيم
- جرائم الحرب
- سانشيز
- ليون
- وصمة عار
- الحكومة
- الطفل
- أمن
- هارب
- روبي
- رئيس الوزراء الإسباني
- بيدرو سانشيز
- رئيس الوزراء
- البلح
- أسبانيا
- اليونيسف
- إتفاقية
- الوزراء
- درة
- نيس
- صمت العالم
- دول الاتحاد
- الخدمات
- إسرائيل
- دير البلح
- الوقود
- الاتحاد الاوروبي
- الجرائم
- المتحدة
- الاتحاد
- آلام
- نبيل أبوالياسين
- القارئ نيوز