«مش بس فلوس.. ده ميراث عيلة».. سرقة غامضة تهز بيت نوال الدجوي

تواصل أجهزة الأمن بمديرية أمن الجيزة جهودها لكشف لغز جريمة سرقة مثيرة وقعت خلال الساعات الماضية، استهدفت منزل الدكتورة نوال الدجوي، إحدى الرموز البارزة في قطاع التعليم الخاص بمصر، حيث استولى الجاني أو الجناة على مبالغ مالية ضخمة من العملات الأجنبية والمحلية، بالإضافة إلى مشغولات ذهبية ثمينة، وذلك داخل شقتها الكائنة في مدينة 6 أكتوبر.

وبحسب المعلومات الأولية، فقد تلقت أجهزة الأمن بلاغًا رسميًا من الدكتورة نوال الدجوي، يفيد بتعرضها لحادث سرقة داخل مسكنها، مشيرة إلى أنها اكتشفت اختفاء مشغولات ذهبية وعدة ملايين من الجنيهات المصرية، بالإضافة إلى مبالغ كبيرة من الدولار الأمريكي كانت محفوظة داخل أحد أدراج غرفتها، موضحة أن تلك الأموال والمجوهرات تمثل جزءًا من ميراث العائلة.

تحرك فوري من أجهزة الأمن

وعلى الفور، انتقل فريق من ضباط المباحث الجنائية إلى مكان الواقعة، حيث تمت معاينة الشقة من الداخل والخارج، مع التركيز على مداخل ومخارج العقار لرصد أي آثار دخول أو خروج قد تشير إلى كيفية تنفيذ الجريمة.

 كما تم إخطار خبراء الأدلة الجنائية، الذين حضروا إلى موقع الحادث وقاموا برفع البصمات من الأبواب والأسطح التي يُحتمل أن يكون الجاني قد لمسها أثناء تنفيذه عملية السرقة.

وأكد مصدر أمني أن فريق البحث يفحص عددًا من المشتبه بهم، سواء من المحيطين بسكان العقار أو العاملين فيه، أو ممن لديهم سوابق جنائية في وقائع مماثلة، مضيفًا أن المعاينة الأولية لم تكشف عن وجود كسر في الأبواب أو النوافذ، مما يرجح فرضية أن السارق قد استخدم وسيلة دخول خفية أو أن يكون شخصًا على دراية بتفاصيل المنزل.

أقوال الدكتورة نوال الدجوي

وأدلت الدكتورة نوال الدجوي، في محضر التحقيق، بأقوالها حول الواقعة، حيث أكدت أنها اكتشفت السرقة فور عودتها للمنزل بعد غياب قصير، وعند تفقدها أحد الأدراج الخاصة، فوجئت باختفاء الأموال والمجوهرات التي كانت تحتفظ بها منذ سنوات، مشيرة إلى أن تلك الممتلكات تحمل قيمة معنوية كبيرة كونها تخص ميراث العائلة، بجانب قيمتها المادية الكبيرة.

وأوضحت الدجوي أن المسروقات لم تكن في خزانة حديدية، بل كانت موضوعة في درج مقفول داخل غرفة نومها، وأنها لم تلاحظ أي بعثرة أو عنف في المكان، وهو ما دفعها للشك في أن يكون الجاني من دائرة الأشخاص الموثوق بهم أو من ذوي الصلة بمحيطها الاجتماعي أو المهني.

تحريات ومراجعة كاميرات المراقبة

ويواصل رجال المباحث بمديرية أمن الجيزة فحص كاميرات المراقبة الموجودة في محيط العقار وفي الشوارع المؤدية إليه، لرصد أي تحركات مريبة خلال فترة غياب صاحبة المنزل. 

كما يجري حصر العاملين بالمكان سواء من خدم أو عمال صيانة أو حراس أمن، وإعادة استجوابهم لمعرفة إذا ما لاحظ أحدهم شيئًا غير طبيعي في توقيت مقارب للواقعة.

ويشرف على فريق التحقيق اللواء هشام أبو النصر، مساعد وزير الداخلية لأمن الجيزة، والذي وجه بسرعة كشف ملابسات الواقعة وضبط المتهم واستعادة المسروقات، لما تمثله الجريمة من أهمية خاصة، سواء من حيث المبلغ المسروق أو مكانة المبلغة.

النيابة تحقق وتطلب تقارير فنية

من جانبها، بدأت النيابة العامة بمدينة 6 أكتوبر التحقيق في الواقعة، حيث قررت سرعة إجراء تحريات المباحث حول ظروف وملابسات السرقة، وطلبت تقرير الأدلة الجنائية الكامل بشأن البصمات وآثار العبث بمحتويات المكان، كما طلبت الاستماع لشهادات الجيران والمحيطين بالمنزل خلال فترة غياب المالكة.

وشددت النيابة على ضرورة تتبع الأموال المسروقة، لاحتمال ظهورها لاحقًا في معاملات مالية مشبوهة أو لدى أشخاص معروفين ببيع المشغولات الذهبية، في إطار خطة موسعة لتضييق الخناق على الجاني أو الجناة.

حالة من الترقب والغضب

وأثارت الواقعة حالة من الجدل في الوسط التعليمي والاجتماعي، نظرًا لمكانة الدكتورة نوال الدجوي المعروفة بإسهاماتها في مجال التعليم الجامعي الخاص، حيث أسست واحدة من أوائل الجامعات الخاصة بمصر، وطالب العديد من المتابعين بسرعة التحرك لضبط المتهم وتقديمه للعدالة.

ولا تزال جهود الأجهزة الأمنية مستمرة لكشف غموض الحادث الذي وصفه البعض بـ«الغامض» نظرًا لعدم وجود آثار عنف أو اقتحام، وسط توقعات بأن الأيام المقبلة قد تحمل مفاجآت في مجريات التحقيق.