تراجع جديد بسعر الدولار أمام الجنيه بقيمة 16 قرشا خلال التعاملات المسائية

شهدت السوق المصرفية في مصر اليوم الثلاثاء انخفاضًا ملحوظًا في سعر صرف الدولار الأمريكي أمام الجنيه المصري، حيث تراجع سعر العملة الأمريكية بنحو 16 قرشًا في ختام تعاملات اليوم، مقارنة بمستويات أمس، في استمرار لمسار الانخفاض الذي بدأ منذ أسابيع.
وكشف أحدث تحديث صادر عن البنك المركزي المصري، عن تسجيل سعر الدولار 49.82 جنيه للشراء و49.95 جنيه للبيع، بانخفاض ملحوظ يشير إلى تحسن نسبي في أداء الجنيه المصري أمام العملات الأجنبية، وعلى رأسها الدولار.
أقل سعر للدولار في السوق
واحتلت مجموعة من البنوك المرتبة الأولى في تقديم أقل سعر لشراء الدولار، حيث سجل سعر الصرف بها 49.82 جنيه للشراء و49.92 جنيه للبيع، وهي بنوك: «البركة»، «أبوظبي التجاري»، «أبوظبي الأول»، «كريدي أجريكول»، «ميد بنك»، و«بنك قناة السويس».
وفي بنك فيصل الإسلامي، بلغ سعر الدولار 49.83 جنيه للشراء و49.93 جنيه للبيع، بينما سجّل في البنك المصري لتنمية الصادرات نحو 49.84 جنيه للشراء و49.94 جنيه للبيع.
أما بنوك «المصرف المتحد»، و«الكويت الوطني»، و«الأهلي الكويتي» فقدمت الدولار بسعر 49.85 جنيه للشراء و49.95 جنيه للبيع.
المتوسط السعري للدولار
وفي بنوك كبرى مثل «بنك القاهرة»، و«بنك الإسكندرية»، و«البنك التجاري الدولي CIB»، و«بنك مصر»، و«البنك الأهلي المصري»، و«العربي الأفريقي الدولي»، و«المصرف العربي الدولي»، و«البنك العقاري المصري العربي»، و«بنك HSBC»، استقر متوسط السعر عند 49.86 جنيه للشراء و49.96 جنيه للبيع.
ويعد هذا النطاق السعري هو الأكثر شيوعًا في السوق المصرفية، ويعكس السعر الرسمي المتداول بين البنوك ومؤسسات الدولة المختلفة.
اقتراب من حاجز الـ50 جنيهًا
وفي بنوك أخرى مثل «نكست»، و«بيت التمويل الكويتي»، و«بنك قطر الوطني QNB»، و«SAIB»، و«التعمير والإسكان»، و«البنك المصري الخليجي»، بلغ سعر الدولار 49.90 جنيه للشراء و50.00 جنيه للبيع، ليقترب بذلك من حاجز الـ50 جنيهًا، وإن ظلّ دون اختراقه في تلك المؤسسات.
أعلى سعر للدولار في مصر
وسجل مصرف أبوظبي الإسلامي أعلى سعر للدولار في السوق المصرية، حيث بلغ 50.07 جنيه للشراء و50.17 جنيه للبيع، ليواصل تصدره قائمة البنوك الأعلى تسعيرًا للدولار.
كما اقترب بنك التنمية الصناعية وبنك الإمارات دبي الوطني من هذا المستوى، حيث بلغ السعر لديهما 50.01 جنيه للشراء و50.11 جنيه للبيع، ليحلا في المرتبة الثانية بين أعلى البنوك تسعيرًا للعملة الأمريكية.
مؤشرات اقتصادية إيجابية
ويرى خبراء اقتصاديون أن التراجع الأخير في سعر الدولار يعود إلى تحسن المؤشرات الاقتصادية العامة لمصر، خاصة بعد تدفقات نقدية قوية من خلال الاستثمارات الأجنبية المباشرة وغير المباشرة، والاتفاقيات التمويلية الموقعة مع مؤسسات مالية دولية.
كما لعبت التحويلات النقدية من المصريين العاملين بالخارج، وعائدات السياحة، والتوسع في الصادرات المصرية، دورًا كبيرًا في دعم المعروض من الدولار وتقليل الضغوط على العملة المحلية.
وأشار محللون إلى أن البنك المركزي المصري يواصل تنفيذ سياسة نقدية مرنة تستهدف احتواء التضخم وتحقيق التوازن في سوق الصرف، مع تركيز ملحوظ على تعزيز احتياطي النقد الأجنبي الذي شهد تحسنًا ملحوظًا خلال الشهور الأخيرة.
توقعات مستقبلية
وتوقعت تقارير بنكية أن يستمر الجنيه المصري في تحقيق مزيد من المكاسب أمام الدولار خلال الفترة المقبلة، خاصة مع اقتراب موسم السياحة الصيفي، وزيادة الطلب على السوق المصرية من المستثمرين الخليجيين.
وفي الوقت ذاته، حذر محللون من أن استمرار التراجع في الدولار قد يتطلب تدخلًا حذرًا من البنك المركزي لتجنب تداعيات سلبية على قدرة مصر التصديرية، مؤكدين أهمية الموازنة بين استقرار الجنيه وتحقيق تنافسية للمنتجات المصرية في الأسواق العالمية.
المواطنون يترقبون
على جانب آخر، يترقب المواطنون أثر هذا التراجع في سعر الدولار على أسعار السلع المستوردة، خاصة المنتجات الإلكترونية والسيارات والأدوية وبعض المواد الخام، وسط دعوات من الاقتصاديين بضرورة مراقبة الأسواق والتأكد من انعكاس هذا الانخفاض في سعر الصرف على الأسعار النهائية للمستهلك.