«عبد العاطي» يبحث مع وزيرة خارجية الكونغو تعزيز التعاون ودعم الاستقرار الإقليمي

التقى الدكتور بدر عبد العاطي، وزير الخارجية والهجرة، اليوم الأربعاء، بالسيدة «تيريز فاجنر»، وزيرة الخارجية والتعاون الدولي وشئون الفرنكوفونية لجمهورية الكونغو الديمقراطية، وذلك على هامش الاجتماع الوزاري الإفريقي الأوروبي المنعقد في العاصمة البلجيكية بروكسل.
علاقات ثنائية واعدة
وخلال اللقاء، ثمّن الوزير عبد العاطي مستوى العلاقات الثنائية بين مصر والكونغو الديمقراطية، مشيدًا بما شهدته من تطور ملحوظ خلال السنوات الأخيرة على مختلف المستويات، ومؤكدًا تطلع القاهرة إلى تعزيز التعاون المشترك في شتى القطاعات التنموية.
وأعرب وزير الخارجية عن حرص مصر على تعميق الشراكة الثنائية من خلال عدد من الأطر القائمة، وعلى رأسها «الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية» و«مركز القاهرة الدولي لتسوية النزاعات وحفظ وبناء السلام»، اللذان يلعبان دورًا محوريًا في دعم جهود التنمية وبناء القدرات في الدول الإفريقية الشقيقة.
وفي هذا السياق، كشف الوزير عبد العاطي عن اعتزام مصر إنشاء جناح متخصص في جراحة القلب داخل مستشفى كينشاسا العام، سيتم تجهيزه بالكامل بالمعدات الطبية الحديثة وغرف العمليات، فضلًا عن إيفاد أطقم طبية مصرية متخصصة بهدف نقل الخبرات وتأهيل الكوادر الصحية الكونغولية، في إطار دعم مصر لقطاع الصحة في إفريقيا.
دعم الاستقرار الإقليمي
وتناول اللقاء مستجدات الأوضاع الإقليمية في منطقة البحيرات العظمى، حيث رحّب الوزير عبد العاطي بتوقيع جمهورية الكونغو الديمقراطية ورواندا على «إعلان المبادئ» في العاصمة الأمريكية واشنطن يوم 25 أبريل الماضي، باعتباره خطوة مهمة نحو التهدئة وإعادة بناء الثقة بين الطرفين.
وأكد وزير الخارجية دعم مصر الكامل لكافة الجهود الإقليمية والدولية المبذولة من أجل تسوية سياسية شاملة للأزمة، من شأنها نزع فتيل التوتر وتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.
كما أعرب عن استعداد مصر للمساهمة في أي ترتيبات مستقبلية تهدف إلى ترسيخ الثقة وتعزيز السلام والتنمية بين دول المنطقة.
مشروعات بنية تحتية في دول حوض النيل
وفي السياق ذاته، جدّد الوزير عبد العاطي تأكيده على التزام مصر الراسخ بدعم جهود التنمية في دول حوض النيل، مشيرًا إلى إطلاق آلية مصرية جديدة لتمويل مشروعات البنية التحتية في دول حوض النيل الجنوبي بقيمة تبلغ نحو 100 مليون دولار، بما يعكس توجه الدولة المصرية نحو شراكة تنموية حقيقية تقوم على المصالح المتبادلة.
وشدد الوزير على أهمية الالتزام بمبادئ القانون الدولي في إدارة الموارد المائية المشتركة، خاصة ما يتعلق بنهر النيل، مؤكدًا تمسك مصر بتطبيق مبادئ «عدم الإضرار» و«الإخطار المسبق» و«التوافق» كأسس رئيسية لحوكمة النهر بشكل عادل ومستدام.
تعاون مصري كونغولي متنامٍ
من جانبها، أعربت وزيرة الخارجية الكونغولية عن تقدير بلادها الكبير للدعم المصري المستمر، سواء في المجالات التنموية أو من خلال البرامج التدريبية والدورات التأهيلية التي توفرها مصر للكوادر الكونغولية.
كما أكدت حرص الكونغو الديمقراطية على تعزيز العلاقات الاستراتيجية مع مصر، وتوسيع رقعة التعاون في المجالات ذات الأولوية مثل التعليم والصحة والزراعة والطاقة، بما يسهم في تحقيق تطلعات الشعب الكونغولي للتنمية والاستقرار.
بروكسل منصة لتعزيز الشراكات الإفريقية الأوروبية
ويأتي هذا اللقاء في إطار المشاركة المصرية في فعاليات الاجتماع الوزاري الإفريقي الأوروبي، الذي يشكل منصة مهمة لتعزيز الحوار والتعاون بين ضفتي المتوسط، وتبادل الرؤى حول القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، خاصة ما يتعلق بدعم السلام والتنمية في القارة الإفريقية.
وتعكس مشاركة مصر في هذا المحفل الدولي، برؤية واضحة ومبادرات تنموية فعالة، مكانتها المتنامية كدولة محورية في محيطها الإقليمي، وقوة دافعة للاستقرار والشراكة القائمة على الاحترام المتبادل وتحقيق المصالح المشتركة.