الخميس 22 مايو 2025 الموافق 24 ذو القعدة 1446
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة

لا تتجاهلها.. “حساسية الضوء” تنذر بمشاكل صحية خطيرة

حساسية الضوء
حساسية الضوء

الضوء ليس فقط مصدرًا للرؤية والحياة، بل قد يتحول في بعض الحالات إلى مؤشر صحي مقلق، حيث تشير دراسات طبية حديثة إلى أن ما يُعرف بـ«حساسية الضوء» قد يكون أكثر من مجرد انزعاج عابر، بل هو عرض لاضطرابات صحية خطيرة كامنة في الجسد، وقد يغفل الكثيرون عن هذا التحذير الطبيعي الذي تطلقه «عيونهم» تجاه مصادر الإضاءة، فيتجاهلونه أو يعالجونه بطرق سطحية دون الغوص في عمق الأسباب المحتملة، وهو ما قد يؤدي إلى تفاقم مشاكل صحية كان من الممكن التعامل معها مبكرًا.

ما هي «حساسية الضوء»؟

«حساسية الضوء» أو ما يُعرف طبيًا بـPhotophobia هي حالة يشعر فيها الشخص بعدم الارتياح أو بالألم عند التعرض للضوء، سواء كان طبيعيًا كأشعة الشمس أو صناعيًا كالإضاءة المنزلية والمكتبية، وتتراوح شدة هذه الحساسية من شعور خفيف بالإجهاد البصري إلى آلام حادة في العين وصداع يصعب تحمله، وقد تصاحبها أعراض مثل الدموع المفرطة أو انقباض في الجفون أو الشعور بوجود جسم غريب في العين.

وتحدث «حساسية الضوء» نتيجة خلل في استقبال العين للإشارات الضوئية، مما يدفع الجهاز العصبي إلى الاستجابة بطريقة مفرطة، لكن هذه الاستجابة قد تكون «عرضًا» لمشكلة أعمق وأخطر، لا سيما إذا كانت الحساسية مزمنة أو تظهر فجأة بعد فترة من الاستقرار.

هل تشير حساسية الضوء إلى أمراض خطيرة؟

في كثير من الأحيان تكون «حساسية الضوء» إشارة تحذيرية لمشكلات صحية أكبر، ومن أبرز الأمراض المرتبطة بها:

التهاب القرنية: وهي طبقة شفافة تغطي العين، والتهابها يؤدي إلى ازدياد حساسية العين تجاه الضوء بشكل واضح، وقد يكون نتيجة عدوى فيروسية أو بكتيرية أو إصابة مباشرة

الصداع النصفي (الشقيقة): يعاني كثير من المصابين بالصداع النصفي من «حساسية الضوء»، وتكون أحيانًا من العلامات التمهيدية التي تنذر بنوبة صداع شديدة قادمة

التهابات العين الداخلية مثل التهاب العنبية: وهو التهاب يصيب الطبقة الوسطى من العين، وقد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة إذا لم يتم علاجه فورًا

مشكلات في الجهاز العصبي: مثل التهاب السحايا أو أورام المخ، حيث تؤدي إلى خلل في طريقة استقبال الضوء داخل الدماغ، وبالتالي تتحول الإضاءة إلى مصدر ألم أو إزعاج شديد

جفاف العين الشديد: عندما لا تفرز العين الكمية الكافية من الدموع، تصبح أكثر عرضة للتأثر بالعوامل الخارجية ومنها «الضوء»، وهو ما قد يزيد من حدة الأعراض ويؤثر على جودة الرؤية.

الضوء والكشف المبكر عن الخلل العصبي

من المهم الانتباه إلى أن الجهاز العصبي يُعد حلقة الوصل بين العين والدماغ في استقبال وتفسير «الضوء»، لذلك فإن أي اختلال في هذه المنظومة العصبية قد يُترجم من خلال هذا العرض البصري، لذا فإن ظهور «حساسية الضوء» بصورة مفاجئة أو متكررة قد يستدعي إجراء فحوصات عصبية دقيقة، للتأكد من سلامة العصب البصري أو مراكز الإبصار في الدماغ.

ولا ينبغي اعتبار «الضوء» مجرد محفز لحالة عرضية، بل يجب التعامل معه كعنصر تفاعلي قد يكشف عن اضطرابات كامنة، لا سيما عندما يُسبب الألم أو الانزعاج المتكرر.

متى تصبح «حساسية الضوء» حالة طارئة؟

هناك حالات معينة يجب معها التوقف فورًا عن التجاهل وطلب الرعاية الطبية العاجلة عند ظهور «حساسية الضوء»، خاصة إذا ترافقت مع أعراض أخرى مثل:

فقدان الرؤية المؤقت أو الغباش المستمر

الحمى أو تصلب الرقبة

صداع حاد مفاجئ

ألم مستمر في العين

القيء أو الغثيان

فكل هذه العلامات قد تشير إلى وجود عدوى خطيرة مثل التهاب السحايا أو حالات عصبية تستدعي التدخل الفوري.

كيف تحمي نفسك من مضاعفات «الضوء»؟

للوقاية من تفاقم مشكلة «حساسية الضوء» يُنصح باتباع مجموعة من الإجراءات الوقائية، أبرزها:

ارتداء النظارات الشمسية الطبية ذات العدسات الواقية من الأشعة فوق البنفسجية عند الخروج في النهار

تجنب الجلوس لفترات طويلة أمام الشاشات المضيئة، واستخدام فلاتر الإضاءة الزرقاء عند الحاجة

الحفاظ على ترطيب العين باستخدام القطرات الموصى بها طبيًا، خاصة في بيئات العمل الجافة أو المكيفة

زيارة طبيب العيون بشكل دوري، خاصة في حال وجود تاريخ مرضي للصداع النصفي أو أمراض الأعصاب

التوقف عن استخدام العدسات اللاصقة في حال ظهور أعراض «حساسية الضوء» والرجوع للطبيب فورًا

الضوء.. مرآة للصحة العصبية والبصرية

يتفق الأطباء على أن «الضوء» يمكن أن يكون بوابة للكشف عن عدد من الحالات الصحية المعقدة، بدءًا من التهابات العين البسيطة، وصولًا إلى الأمراض العصبية الكبرى، لذلك فإن تجاهل أعراض مثل «حساسية الضوء» لا يُعد سلوكًا حذرًا بل هو تجاهل قد يؤدي إلى تأخير اكتشاف مشكلات صحية خطيرة.

وإذا كان «الضوء» جزءًا من روتين حياتنا اليومي، فإن التأثر به بشكل غير طبيعي يستوجب التوقف والمراجعة، حيث يمكن لهذا «العرض الصامت» أن يكون المفتاح الأول لفهم خلل خفي لم يظهر بعد بشكل واضح.

تم نسخ الرابط