المولد النبوي 2025.. تعرف على الإجازة الرسمية للعاملين والبنوك والمدارس

يستعد المسلمون للاحتفال بذكرى «المولد النبوي الشريف»، تلك المناسبة الدينية العظيمة التي تحل في كل عام هجري في الثاني عشر من شهر ربيع الأول، لتُخلِّد ولادة خير الخلق وسيد المرسلين النبي محمد ﷺ، وتنبض القلوب بالمحبة والإيمان، وتتعالى أصوات المدائح ويتوافد المؤمنون على المساجد والزوايا، وتنتشر مظاهر الفرح والسرور في كل مكان.
موعد الإجازة الرسمية لعام 2025
بحسب أجندة العطلات الرسمية الصادرة عن رئاسة الجمهورية يكون موعد إجازة «المولد» النبوي الشريف لعام 2025 يوم الخميس 4 سبتمبر 2025، وهو ما يصادف 12 ربيع الأول 1447 هجريًا، لتكون عطلة رسمية مدفوعة الأجر للعاملين في القطاعين الحكومي والخاص، كما تشمل هذه الإجازة العاملين في البنوك والمدارس والهيئات العامة والخاصة، مما يتيح لهم المشاركة بفرح هذه المناسبة والتفاعل مع فعالياتها الاحتفالية.
التجهيزات والفعاليات الشعبية
تشهد الأسواق والمحال التجارية إقبالًا متزايدًا على شراء حلوى «المولد» التقليدية مثل عرائس «المولد» والحصان والحلاوة الطحينية والسمسمية، وتُزيَّن المحلات بالألوان الزاهية والزينة المستوحاة من التراث الإسلامي، إضافة إلى إقامة المواكب والخيام التي تُنتَصَب في الشوارع لتوزيع الطعام والحلوى مجانًا على المارة والمحتاجين، ويحرص كثيرون على ارتداء اللباس التقليدي أو ثياب جديدة احتفاءً بهذه الذكرى، كما تستعد دور الأوبرا والمسارح لعقد حفلات إنشاد ومدائح تنقل نفحات التعبد والفرح وسط جمع غفير من المسلمين.
المدائح والإنشاد الديني
تنظم الهيئات والمراكز الدينية حفلات «المولد» النبوي في المساجد والزوايا الكبرى، وتشهد هذه الحفلات إقبالًا كبيرًا من جمهور الإنشاد الديني الذي ينشد الأناشيد الصوفية المدائح النبوية، ويشارك فيها كبار المنشدين والمطربين المتخصصين في الأذكار والقصائد التي تسرد سيرة النبي محمد ﷺ، وتتحول ساحات المساجد إلى خيام ثقافية تقدم ورشًا تعليمية للأطفال تعرفهم على سيرته العطرة وأخلاقه الحميدة، في جو من الروحانية والسكينة.
الدروس والندوات الدينية
تسعى وزارة الأوقاف ودور الفتوى إلى تنظيم ندوات ومحاضرات دينية تتناول موضوعات متعلقة بحياة النبي الكريم ﷺ وأثرها في بناء الفرد والمجتمع، وتناقش الندوات كيفية الاقتداء بالرسول في القيم والأخلاق والرحمة والعدالة، كما يتم عرض أفلام وثائقية توثق أهم محطات السيرة النبوية، وتشارك فيها شخصيات علمية ودعوية تبسط مفاهيم الدين بلغة يسيرة وتربطها بحاجات المجتمع المعاصر، مما يعزز فهم المسلمين لمقاصد الشريعة ويعمق صداقتهم مع سنة النبي الأمي ﷺ.
القطاع الحكومي والخاص ومدارس التعليم
يحصل الموظفون في الحكومة والقطاع الخاص على إجازة «المولد» الرسمية، كما تُعطى إجازة مدفوعة الأجر لطلاب المدارس بجميع مراحلها بدءًا من التعليم الأساسي وحتى مرحلة الثانوية العامة، وينظم قطاع التعليم أنشطة داخل المدارس لتوعية الطلاب بفضل هذه الذكرى وبيان أهمية الأخلاق والسيرة النبوية في حياتهم اليومية، فتقام مسابقات ثقافية تتعلق بسيرة النبي محمد ﷺ وأحاديثه الشريفة، ويشارك الطلاب في رسم لوحات فنية تعبر عن حبهم وتعظيمهم لرسول الله ﷺ.
تأثير الإجازة على الاقتصاد والحركة التجارية
تمثل إجازة «المولد» فرصة لزيادة حركة التجارة المحلية خاصة في قطاع الحلويات والتمور والحلويات الشرقية، كما يشهد قطاع السياحة الدينية إقبالًا من الزائرين الراغبين في زيارة المساجد والمزارات التاريخية في مختلف المدن المصرية والعواصم الإسلامية، ويستثمر التجار هذه المناسبة لعقد العروض والخصومات على منتجاتهم، فيما تقوم البنوك بتعديل جداول العمل لتغطية الإجازة وضمان استمرارية الخدمات المصرفية عبر القنوات البنكية الإلكترونية ونقاط الصراف الآلي، الأمر الذي يساهم في تلبية احتياجات المواطنين دون توقف.
التدابير الاحترازية والتنظيمية
تُنفِّذ وزارة الداخلية والجهات المعنية خططًا أمنية لتأمين الاحتفالات الخاصة بذكرى «المولد»، وتنسق مع الأجهزة الصحية لتوفير سيارات إسعاف وأطقم طبية في الشوارع الرئيسية والمنافذ التي تشهد تجمعات كبيرة، كما تنفذ وزارة الصحة حملات للتأكد من سلامة المنتجات الغذائية المخصصة للاحتفال خاصة الحلوى التي توزع على المواطنين، وتحرص لجان الإسعاف على متابعة الآليات الوقائية لمنع حوادث التسمم أو الاختناقات التي قد تنجم عن التدافع في المواكب.
مع اقتراب موعد «المولد» النبوي الشريف يشعر الجميع بعمق هذه المناسبة وجلالها، وتتشكل صور الاحتفال بين الفرح المقدس والروحانية البهيجة التي تعيد إلى النفوس عهداً بالتلاحم والمحبة والسلام، فتتجلى رسالة النبي محمد ﷺ في التضامن والإيثار وتقديم الخير للغير، ويكون الاحتفال بالإجازة الرسمية فرصة لتعزيز الروابط الأسرية والاجتماعية وتبادل التهاني والتبريكات بين الأهل والأصدقاء في جو من الألفة والمحبة.