النيابة تصرح بدفن أحمد شريف الدجوي.. النهاية الصادمة لحفيد رائدة التعليم

صرحت النيابة العامة بجنوب الجيزة، اليوم، بدفن جثمان أحمد شريف الدجوي، حفيد الدكتورة نوال الدجوي، مؤسسة إحدى الجامعات الخاصة البارزة في مصر، وذلك عقب الانتهاء من أعمال التشريح التي أجرتها مصلحة الطب الشرعي، للوقوف على أسباب الوفاة وتفاصيل الحادث.

وكان الحزن قد خيم على مواقع التواصل الاجتماعي عقب تداول نبأ الوفاة المفاجئة للشاب أحمد الدجوي، الذي انهي حياته داخل فيلته بأحد المنتجعات السكنية بمدينة السادس من أكتوبر، وسط حالة من الذهول بين الأوساط المقربة منه.

تفاصيل الواقعة.. طلقة تنهي الحياة داخل الفيلا

وكشفت التحقيقات الأولية أن الحادث وقع داخل فيلا المجني عليه بمدينة 6 أكتوبر، حيث أطلق أحمد شريف عيارًا ناريًا على نفسه باستخدام سلاحه الناري المرخص، ما أدى إلى مصرعه في الحال.

وانتقل رجال الإسعاف إلى موقع الحادث فور الإبلاغ، وتم نقل الجثمان إلى مشرحة زينهم تحت تصرف النيابة، التي أمرت بتشريحه لمعرفة السبب الدقيق للوفاة.

 كما انتقل فريق من النيابة العامة لمعاينة مسرح الجريمة والتحفظ على السلاح المستخدم.

بيان الداخلية.. إطلاق النار تم بسلاح مرخص.. والأسرة أبلغت الشرطة

وفي بيان رسمي صدر عن وزارة الداخلية، أوضحت فيه ملابسات الواقعة، أكدت أن قسم شرطة أول أكتوبر تلقى بلاغًا من أسرة الشاب، يفيد بقيامه بإطلاق النار على نفسه داخل محل إقامته بأحد الكمبوندات الراقية بدائرة القسم.

وجاء في البيان: «بتاريخ اليوم 25 مايو الجاري، تبلغ لقسم شرطة أول أكتوبر من أسرة أحمد شريف الدجوي بقيامه بإطلاق عيار ناري على نفسه مستخدمًا طبنجة مرخصة خاصة به حال تواجده بمحل إقامته، مما أدى إلى وفاته».

وأكدت الداخلية أن قوات الشرطة انتقلت إلى مكان الحادث، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة، مشيرة إلى أن الواقعة لا تتضمن شبهة جنائية حتى اللحظة، وفقًا لما تبين من المعاينة الأولية وشهادة أفراد الأسرة.

معاناة نفسية وسفر للعلاج بالخارج

وأشارت تحريات الأجهزة الأمنية إلى أن الشاب الراحل كان يعاني من اضطرابات نفسية في الفترة الأخيرة، وقد خضع لعلاج نفسي وسافر إلى الخارج ضمن برنامج علاجي متخصص، وعاد إلى البلاد مساء يوم 24 مايو، أي قبل الواقعة بساعات قليلة.

وأكد مقربون من الأسرة، وفقًا لما تداولته مصادر صحفية، أن حالته النفسية كانت غير مستقرة مؤخرًا، رغم محاولات العائلة لمساندته والوقوف إلى جانبه خلال رحلة العلاج، التي استمرت عدة أشهر.

صدمة في الأوساط الأكاديمية والمجتمعية

الخبر المفجع أثار صدمة كبيرة بين عدد من الشخصيات العامة والمعنية بالشأن الأكاديمي، لا سيما أن الراحل هو حفيد الدكتورة نوال الدجوي، التي تُعد من أبرز الأسماء في مجال التعليم الجامعي الخاص في مصر، والتي ارتبط اسمها بتأسيس مشروعات تعليمية مرموقة وذات تأثير على مدار عقود.

ولم تُصدر الأسرة حتى الآن أي بيان رسمي أو تعليق علني حول الواقعة، في ظل حالة من الحزن الشديد التي تخيم على أقارب الفقيد ومعارفه.

مأساة تكشف أهمية الصحة النفسية

أثارت الواقعة أيضًا موجة من الجدل والتفاعل على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث دعا كثير من المستخدمين إلى تسليط الضوء على أهمية الصحة النفسية، وتوفير دعم حقيقي وفعّال للأشخاص الذين يعانون من اضطرابات نفسية، خاصة فئة الشباب، التي أصبحت أكثر عرضة لضغوط الحياة والمشاكل النفسية.

وانطلقت دعوات تطالب المؤسسات الصحية والتعليمية والمجتمعية بضرورة توسيع برامج الدعم النفسي، وتوفير خطوط تواصل مفتوحة للأشخاص الذين يعانون من القلق أو الاكتئاب أو غيرها من الأزمات النفسية، بهدف تقليل مخاطر الانهيارات التي قد تنتهي بمآسٍ مشابهة.

 وداع هادئ وسط إجراءات رسمية

مع انتهاء إجراءات الطب الشرعي وتصريح النيابة بدفن الجثمان، تستعد الأسرة لتشييع أحمد شريف إلى مثواه الأخير في جنازة يُتوقع أن تكون عائلية ومغلقة احترامًا لخصوصية الفقيد وظروف وفاته المأساوية.

ولا تزال التحقيقات مفتوحة لمعرفة مزيد من الملابسات إن وُجدت، بينما أغلقت النيابة ملف الشبهة الجنائية، استنادًا إلى التحريات الأولية والتقرير الطبي الذي أكد أن الوفاة نتجت عن طلق ناري أُطلق من مسافة قريبة جدًا من الجسد.