طرق منزلية سهلة لكشف «العسل المغشوش» دون الحاجة لمختبرات

العسل الطبيعي من أكثر المنتجات التي يسعى الكثيرون للحصول عليها، نظرًا لفوائده الغذائية والصحية العديدة، ومع انتشار أنواع كثيرة في الأسواق يصعب التفرقة بين «العسل الطبيعي» و«العسل المغشوش»، بات من الضروري أن نتعرف على طرق منزلية سهلة وبسيطة تساعد في كشف العسل المغشوش دون الحاجة إلى مختبرات أو أدوات معقدة، الأمر الذي أصبح ضرورة للحفاظ على الصحة وضمان جودة ما نستهلكه.

ما الفرق بين العسل الطبيعي والعسل المغشوش؟

يجب في البداية أن نُفرق بين «العسل الطبيعي» و«العسل المغشوش»، فالعسل الطبيعي هو الذي يُنتج من رحيق الأزهار عن طريق النحل، ويحتوي على إنزيمات ومواد مغذية طبيعية مثل الفيتامينات والمعادن ومضادات الأكسدة، أما «العسل المغشوش» فهو الذي يتم إضافة مواد أخرى عليه مثل السكر أو شراب الجلوكوز أو حتى الماء لتخفيفه وزيادة كميته، وهذا النوع يفتقر إلى العناصر المفيدة الموجودة في «العسل الأصلي».

هذا النوع من الغش لا يؤثر فقط على طعم العسل، بل قد يسبب أيضًا مشاكل صحية وخاصة لدى الأطفال أو الأشخاص المصابين بأمراض مزمنة مثل السكري، لذا فإن معرفة بعض الطرق المنزلية لاختبار نقاء العسل يمكن أن تكون أداة فعالة بيد المستهلك للحماية من المنتجات الرديئة.

اختبار الإذابة في الماء

واحدة من أسهل الطرق المنزلية لكشف «العسل المغشوش» هي اختبار الإذابة في الماء، قم بإحضار كوب من الماء البارد وضع فيه ملعقة صغيرة من العسل، إذا ذاب العسل بسرعة وانتشر في الماء فهذا مؤشر على أنه مغشوش ومضاف إليه سوائل أخرى، أما إذا ترسب في قاع الكوب بشكل كتلة واحدة دون أن يذوب سريعًا فهذا يدل على أن العسل طبيعي.

هذا الاختبار البسيط لا يتطلب أي معدات، ويمكن لأي شخص القيام به في المنزل بمجرد توفر العسل وبعض الماء، ويُعتبر من أشهر الاختبارات التي ينصح بها خبراء التغذية.

اختبار اللهب أو الشعلة

طريقة أخرى فعالة وسهلة هي اختبار الحرق أو اللهب، يمكن غمس عود من القطن أو عود كبريت في العسل ثم محاولة إشعاله، فإذا اشتعل العود بسهولة فهذا يدل على أن العسل لا يحتوي على ماء مضاف، أما إذا لم يشتعل فغالبًا يكون العسل قد تم تخفيفه بالماء، وبالتالي فهو مغشوش.

يُذكر أن «العسل الطبيعي» لا يحتوي على كمية ماء كافية لمنع اشتعال النار، وهو ما يجعله قابلاً للاحتراق نسبيًا، لذا فإن هذا الاختبار يُستخدم للتأكد من خلو العسل من التخفيف الصناعي بالماء.

اختبار الورق أو المناديل

يُعد اختبار المناديل الورقية من الطرق السهلة جدًا، حيث يمكن وضع بضع قطرات من العسل على ورقة أو منديل ورقي، إذا تم امتصاص السائل سريعًا من الورق وظهر بلل أو بقعة فهذا مؤشر على أن «العسل يحتوي على ماء» وتم تخفيفه، أما إذا لم يتم امتصاصه وبقي العسل على السطح دون أن يتسرب فإن ذلك يدل على نقاء العسل.

هذا الاختبار يعتمد على خاصية النفاذية، فالعسل المغشوش غالبًا ما يكون أقل كثافة من العسل الأصلي، وبالتالي يتسرب من خلال الأنسجة الورقية بسهولة أكبر.

اختبار الخل الأبيض

يمكن إضافة بضع قطرات من العسل إلى كوب يحتوي على القليل من الخل الأبيض والماء، إذا نتج عن هذا الخليط رغوة واضحة أو فقاعات كثيرة، فذلك يعني أن العسل تم إضافة مواد صناعية إليه مثل النشا أو بودرة الطحين، وهذا من علامات الغش الشائعة في تصنيع العسل.

هذا الاختبار قد يكون أقل شهرة، لكنه مفيد في كشف بعض أشكال الغش التي لا يمكن ملاحظتها بالعين المجردة أو من خلال الطعم فقط.

اختبار القوام واللزوجة

يتميز «العسل الطبيعي» بلزوجة عالية وكثافة واضحة، ويمكن ملاحظة ذلك بسهولة عند سكب العسل من ملعقة، فإذا كان يتدفق ببطء في خيط سميك ومتصل، ولا يقطر كالماء أو السوائل الخفيفة، فذلك علامة على أنه عسل نقي، أما إذا انقطع الخيط بسرعة أو كان سيلانه سريعًا فذلك يعني أنه قد تم تخفيفه أو غشه.

كذلك عند وضع القليل من العسل بين الأصابع ستشعر بلزوجة واضحة، وإذا فُرك لمدة قصيرة وامتصته البشرة بسرعة فهذا أيضًا يشير إلى نوعيته الجيدة.

اختبار التبلور

واحدة من الخرافات الشائعة هي أن العسل المتبلور أو المتجمد غير أصلي، إلا أن الحقيقة هي العكس تمامًا، فـ«العسل الطبيعي» غالبًا ما يتبلور مع مرور الوقت بسبب وجود الجلوكوز الطبيعي فيه، بينما يبقى العسل المغشوش سائلًا لفترة طويلة بسبب الإضافات الصناعية التي تمنع التبلور.

هذا السلوك الفيزيائي للعسل يمكن أن يكون علامة قوية على جودته، ومن الأفضل دومًا حفظ العسل في درجة حرارة الغرفة وملاحظة ما إذا كان يتبلور بشكل طبيعي بعد عدة أسابيع.

أهمية الانتباه عند الشراء

مع كثرة أنواع العسل في الأسواق، من الضروري قراءة الملصقات بعناية واختيار منتجات موثوقة ومعروفة المصدر، كما يُفضل شراء العسل من مصادر محلية مضمونة أو من مناحل موثوقة لضمان نقاوته.

الاختبارات المنزلية لا تُغني عن الفحوصات المعملية المتخصصة، لكنها تبقى أداة أولية مفيدة للمستهلك، تساعده في اتخاذ قرار أفضل عند شراء «العسل» وتجنب المنتجات غير الصالحة أو المخلوطة بمواد ضارة.

يبقى «العسل» من أثمن المواد الطبيعية وأكثرها فائدة للإنسان، ولكن لا بد من الوعي الكافي عند شرائه وتخزينه، ومعرفة طرق اختبار جودته في المنزل يمكن أن توفر حماية صحية حقيقية للعائلة، وتمنع الوقوع في فخ المنتجات المغشوشة المنتشرة في الأسواق.