مفتي السعودية يحذر.. الحج دون تصريح «مخالفة شرعية جسيمة»
شدد مفتي عام المملكة العربية السعودية، رئيس هيئة كبار العلماء، والرئيس العام للبحوث العلمية والإفتاء، الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ، على ضرورة الالتزام التام بكافة التعليمات الصادرة عن الجهات المعنية بتنظيم موسم الحج، وعلى رأسها الحصول على تصريح رسمي لأداء المناسك، محذرًا من أن مخالفة تلك التعليمات تمثل «تجاوزًا للشرع وتعدّياً على المصلحة العامة».
أداء الحج بلا تصريح.. «إثم شرعي وإخلال بالمصلحة العامة»
وفي تصريحاته الرسمية، أكد المفتي العام أن أداء الحج دون الحصول على تصريح من الجهات المختصة يُعد مخالفة شرعية جسيمة، موضحًا أن هذا التصرف ينطوي على تجاوز صريح للنظام المعمول به، ويتضمن تعديًا على مصالح الحجاج الآخرين وعلى الترتيبات التي وضعتها الدولة لخدمة ضيوف الرحمن.
وقال: «من يُقدم على أداء الحج دون تصريح فإنه يتحمل إثمًا شرعيًا، لما في ذلك من إضرار بالنظام العام، وإخلال بالمقاصد الشرعية التي تحرص على حفظ النظام، ومنع الفوضى، وتحقيق مصالح العباد».
الوقاية الصحية مسؤولية شرعية في موسم الحج
وفي جانب آخر، دعا المفتي جميع الحجاج القادمين من داخل المملكة وخارجها إلى ضرورة الالتزام بالتعليمات الصحية، وفي مقدمتها الحرص على أخذ التطعيمات الوقائية المعتمدة من وزارة الصحة، مشيرًا إلى أن «الوقاية من الأمراض والأوبئة واجب ديني ومسؤولية شرعية، لا سيما في موسم يجتمع فيه المسلمون من شتى بقاع العالم».
وأضاف أن الاهتمام بالجانب الصحي للحجاج يدخل ضمن مقاصد الشريعة الإسلامية التي تحث على حفظ النفس، مشددًا على أن أي تهاون في هذا الجانب قد يعرض الفرد وغيره للخطر، ويخل بالهدف من أداء الفريضة في أجواء من الطمأنينة والسلامة.
ضرورة التعاون مع الجهات الأمنية والصحية
كما شدد مفتي المملكة على أهمية التعاون الكامل من قِبل الحجاج مع جميع الأجهزة الأمنية والصحية، والالتزام بالتعليمات الصادرة عنها، مشيرًا إلى أن أي تهاون في هذا الأمر قد يُعرّض الحاج للمساءلة النظامية، ويؤثر على روحانية الحج وسير الأداء بسلاسة.
وأكد في تصريحاته أن «التقيد بالأنظمة والتعليمات يعكس مدى وعي الحاج والتزامه بروح الدين الحنيف الذي يحث على احترام النظام والحرص على الأمن والسلامة العامة».
إشادة بجهود المملكة في خدمة ضيوف الرحمن
ولم يغفل الشيخ عبد العزيز آل الشيخ الإشادة بالجهود العظيمة التي تبذلها حكومة خادم الحرمين الشريفين في خدمة حجاج بيت الله الحرام، مؤكداً أن ما توفره الدولة من إمكانات بشرية وتقنية وتنظيمية، يعكس مدى اهتمام القيادة السعودية برعاية الحجاج وتيسير أداء مناسكهم بكل يُسر وأمان.
وقال: "نسأل الله العلي القدير أن ييسر للحجاج حجهم، وأن يعينهم على أداء مناسكهم على الوجه الذي يُرضيه، وأن يردهم إلى أوطانهم سالمين غانمين".
كما رفع دعاءه إلى الله بأن يحفظ المملكة وقادتها وشعبها من كل سوء، مؤكدًا أن الجهود المبذولة في خدمة الحجاج تستحق الشكر والدعاء، داعيًا إلى أن يجزي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان خير الجزاء على ما يقدمانه من أعمال جليلة في سبيل راحة ضيوف الرحمن.
وتأتي تصريحات المفتي العام ضمن حملة توعوية مستمرة تقودها الجهات الدينية والرسمية في المملكة العربية السعودية قبل انطلاق موسم الحج، في إطار الحرص على ضمان موسم آمن ومنظم يحقق مقاصد الشريعة الإسلامية، ويحفظ الأرواح، ويمنع التكدس والازدحام غير المشروع.
ويُنتظر أن تشهد الأسابيع المقبلة تصعيدًا لحملات التوعية الموجهة للراغبين في أداء الحج هذا العام، وسط تأكيدات متكررة من الجهات المعنية بعدم التهاون مع من يخالف الأنظمة، سواء بمحاولة الحج دون تصريح، أو بعدم الالتزام بالإرشادات الصحية والتنظيمية.
