أم تنهي حياة ابنتها الحامل بقنا.. «مكنتش قاصدة.. كنت بحاول أرجعها لجوزها»

كشفت الأجهزة الأمنية بمحافظة قنا، الستار عن واحدة من أكثر الوقائع الإنسانية قسوة، حيث لقيت سيدة شابة حامل مصرعها، إثر اعتداء من والدتها داخل منزل العائلة، في إحدى قرى مركز قنا، على خلفية خلافات أسرية مؤلمة.
بلاغ وغموض.. ثم اعتراف صادم
بدأت الواقعة ببلاغ تلقته الأجهزة الأمنية من مستشفى قنا العام، يفيد بوصول سيدة حامل تبلغ من العمر 24 عامًا، جثة هامدة، وبها آثار إصابات وكدمات متفرقة بالجسد، ما أثار شكوك الفريق الطبي بشأن وجود شبهة جنائية.
على الفور، تحركت قوة من مركز شرطة قنا، تحت إشراف اللواء مساعد وزير الداخلية لقطاع جنوب الصعيد، وتم تشكيل فريق بحث جنائي لكشف ملابسات الحادث، خاصة في ظل تضارب الروايات الأولية من أسرة الضحية.
وبتكثيف التحريات وسماع أقوال الشهود والجيران، توصل رجال المباحث إلى مفاجأة غير متوقعة، وهي أن والدة المجني عليها، وهي ربة منزل في الخمسينات من عمرها، هي من اعتدت بالضرب على ابنتها الحامل، ما أدى إلى وفاتها.
التحقيقات تكشف دوافع الجريمة
وبعد ضبط المتهمة، أدلت باعترافاتها أمام جهات التحقيق، مؤكدة أنها لم تكن تنوي انهاء حياة ابنتها، قائلة: «بنتي كانت زعلانة ومش عايزة ترجع لجوزها، حاولت أرجّعها بالعقل، لكن لما صوتها علا، ضربتها شوية علشان تفوق، مكنتش قاصدة أموتها.. كنت عايزة مصلحتها».
وتبين من التحريات أن الضحية كانت قد تركت منزل زوجها منذ أسابيع، بسبب خلافات زوجية متكررة، ولجأت إلى منزل والدتها، رافضة العودة رغم محاولات الصلح المتكررة، لكن الأم، على ما يبدو، فقدت أعصابها أثناء إحدى المناقشات، وتطور الأمر من محاولة إقناع إلى اعتداء عنيف أودى بحياة الابنة.
الجيران.. «كانت ست طيبة ومغلوب على أمرها»
من جهتهم، قال عدد من الجيران في القرية إن الضحية كانت هادئة الطباع، وتحملت كثيرًا من المشكلات في حياتها الزوجية، مشيرين إلى أنها كانت حاملًا في شهرها الرابع، وكانت تنتظر طفلها الأول.
وأضاف أحد الأهالي: «إحنا مصدومين.. الأم كانت باين عليها طيبة، بس كانت دايمًا بتقول إنها عايزة بنتها ترجع لحياتها، عشان ما تفضحش نفسها في وسط البلد، يمكن الضغط خلاها تعمل كده».
نقل الجثمان وتشريح الجثة
تم نقل جثمان الضحية إلى مشرحة مستشفى قنا العام، تحت تصرف النيابة العامة، التي أمرت بتشريح الجثة لمعرفة أسباب الوفاة بدقة، وبيان مدى وجود آثار ضرب حديث أو إصابات داخلية تسببت في توقف أجهزة الجسم.
كما أمرت النيابة بحبس الأم المتهمة لمدة 4 أيام على ذمة التحقيقات، وطلبت تحريات المباحث النهائية حول الواقعة، وبيان ظروفها وملابساتها الكاملة.
الواقعة تثير موجة غضب وتعاطف
أثارت الحادثة ردود فعل واسعة على منصات التواصل الاجتماعي، حيث عبر العديد من المتابعين عن حزنهم لما آلت إليه العلاقة بين الأم وابنتها، وتحوّل الخلاف الأسري إلى جريمة مأساوية أنهت حياة سيدة شابة كانت تستعد لاستقبال مولودها الأول.
وكتب أحد المتابعين: «أم تقتل بنتها الحامل! أي ضغوط ممكن توصل الإنسان لكده؟! لا حول ولا قوة إلا بالله».
فيما علّق آخر قائلاً: «في مجتمعنا، أحيانًا بيبقى الضغط الاجتماعي والعيب أهم من حياة الإنسان.. ربنا يرحمها ويصبر أهلها».
التحقيقات مستمرة
تواصل النيابة العامة تحقيقاتها في القضية، وسط ترقب الرأي العام لنتائج التقرير الطبي النهائي وتشريح الجثمان، كما يجري الاستماع إلى أقوال أفراد الأسرة وشهود العيان، للوقوف على التفاصيل الكاملة للحادث، الذي تحول إلى قضية رأي عام في محافظة قنا.
دعوات لتكثيف التوعية الأسرية
وفي ضوء الحادث، دعا عدد من المتخصصين في شؤون الأسرة إلى ضرورة تكثيف حملات التوعية حول سبل التعامل مع الخلافات الزوجية، وضبط النفس، وعدم الانصياع لضغوط المجتمع التي قد تدفع الأهل لقرارات مأساوية لا تُحمد عقباها.