مصر تتابع تداعيات الهجوم الإسرائيلي على إيران.. وتحركات حكومية عاجلة لاحتواء الأزمة

في أعقاب الهجوم العسكري المباغت الذي شنته إسرائيل على الأراضي الإيرانية فجر اليوم الجمعة 13 يونيو 2025، أعلنت الحكومة المصرية، برئاسة الدكتور مصطفى مدبولي، عن متابعتها الحثيثة لتداعيات هذه العملية العسكرية التي وصفت بـ«الخطيرة»، وسط تحركات سريعة لتقييم آثار التصعيد المحتمل على الداخل المصري والأسواق الإقليمية والدولية.

بيان رسمي وتحركات على أعلى مستوى

وأكد رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي في تصريحات صحفية، أن الحكومة المصرية تتابع الموقف أولًا بأول، مشددا على أهمية الجاهزية الكاملة للتعامل مع أية تداعيات محتملة للعملية الإسرائيلية، التي استهدفت مواقع استراتيجية داخل إيران، وتسببت في سقوط عدد من القادة البارزين بالحرس الثوري الإيراني.

وأشار مدبولي إلى أن هناك تنسيقا مباشرا جرى بين محافظ البنك المركزي حسن عبد الله، ونائب وزير المالية أحمد كجوك، لبحث آليات زيادة المخزون الاستراتيجي من السلع الأساسية، خاصة في ظل توقعات باضطرابات محتملة في حركة الاستيراد والتوريد عالميًا، إذا ما تصاعدت الأحداث بشكل أكبر في منطقة الخليج العربي.

اجتماعات عاجلة لوزارات الطاقة

وكشف رئيس الوزراء أن اجتماعًا عاجلًا سيعقد خلال الساعات المقبلة، يضم وزير الكهرباء الدكتور محمد شاكر، ووزير البترول المهندس طارق الملا، بهدف وضع سيناريوهات تفصيلية للتعامل مع أية انعكاسات محتملة على قطاعي الكهرباء والطاقة، في ضوء أهمية مضيق هرمز والخليج العربي كممرات حيوية لنقل الغاز والنفط، وتأثير أي تصعيد إقليمي على أسعار الطاقة عالميًا.

تفاصيل الهجوم الإسرائيلي

من جانبها، أعلنت الحكومة الإسرائيلية أن العملية التي أطلقت عليها اسم «الأسد الصاعد» قد بدأت فجر اليوم، مشيرة إلى أن الهدف منها هو «إزالة التهديد النووي الإيراني»، حسبما ورد في البيان الرسمي الصادر عن الجيش الإسرائيلي.

وأكد البيان أن الضربات الجوية «حققت أهدافها بنجاح»، وتمكنت من تصفية ثلاثة من كبار القادة العسكريين الإيرانيين، في ضربة مباشرة استهدفت منشآت عسكرية واستخباراتية داخل طهران.

تصريحات نتنياهو وردود الفعل الإيرانية

وفي أول تعليق له عقب العملية، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو: «الضربة الافتتاحية ضد إيران كانت ناجحة، وحققنا عدة إنجازات ميدانية»، مشددا على أن بلاده «لن تسمح بوجود تهديد نووي على حدودها».

في المقابل، أعلن الحرس الثوري الإيراني في بيان رسمي، مقتل القائد العام اللواء حسين سلامي، وعدد من القيادات البارزة بالحرس، إثر غارة جوية إسرائيلية استهدفت مقر القيادة وسط العاصمة طهران.

وتوعد الحرس الثوري، في بيان نعي اللواء سلامي، إسرائيل بـ«رد حازم وموجع»، مؤكدًا أن القيادة العسكرية الإيرانية «سترد في الزمان والمكان المناسبين».

تداعيات إقليمية ودولية مرتقبة

ويخشى مراقبون من أن تؤدي هذه العملية إلى إشعال صراع إقليمي واسع النطاق، خاصة مع إعلان حالة الطوارئ في إسرائيل، وتكثيف الدفاعات الجوية في عدة دول خليجية، إلى جانب صدور تحذيرات رسمية لرعايا عدد من الدول الغربية في المنطقة.

وحتى الآن، لم يصدر عن البيت الأبيض أو الدول الأوروبية الكبرى أي موقف واضح من العملية، باستثناء دعوات أوروبية للتهدئة وضبط النفس، وسط قلق متصاعد من تعطل سلاسل الإمداد العالمية في حال امتدت العمليات إلى مضيق هرمز أو منشآت النفط الخليجية.

مصر تراقب.. والسيناريوهات مفتوحة

على الصعيد الداخلي، أكدت مصادر مطلعة في مجلس الوزراء أن هناك تقييمًا فوريًا يتم الآن بالتعاون مع الأجهزة السيادية والاقتصادية المختلفة، لتحديد مستوى المخاطر المحتملة على الأمن القومي المصري، والأسواق، والتأثيرات المحتملة على الجاليات المصرية في الخارج، لا سيما في دول الخليج وإيران.

وأضافت المصادر أن الحكومة المصرية ستصدر بيانات لاحقة، حسب تطور الأحداث، مع التأكيد على دعم الاستقرار الإقليمي ورفض التصعيد، والعمل من خلال القنوات الدبلوماسية لاحتواء الموقف.

في وقت يشهد فيه الشرق الأوسط واحدة من أخطر اللحظات الجيوسياسية منذ سنوات، تتحرك مصر بسرعة للحفاظ على أمنها القومي واستقرار أسواقها الداخلية، وسط تطورات متسارعة قد تعيد تشكيل خريطة التحالفات والصراعات في المنطقة.

 وبينما ينتظر العالم رد الفعل الإيراني، تبقى العيون شاخصة نحو الدبلوماسية الدولية، في محاولة أخيرة لتفادي حرب شاملة قد تُلقي بظلالها على العالم بأسره.