«الداخلية» تكشف تفاصيل مشاجرة «التوك توك» بالبحيرة بعد تداول فيديو بمواقع التواصل

كشفت وزارة الداخلية، اليوم الثلاثاء، ملابسات مقطع فيديو لمشاجرة تم تداوله على أحد مواقع التواصل الاجتماعي، والذي تضمن مشاهد لمشاجرة عنيفة بين مجموعة من الأشخاص مستخدمين أسلحة بيضاء، في محافظة البحيرة، مما أثار حالة من الجدل والقلق بين المواطنين.

وأكدت الوزارة في بيان رسمي، أن الأجهزة الأمنية رصدت تداول المقطع الذي يظهر شجارًا داميا باستخدام أسلحة بيضاء بين عدد من الأشخاص في أحد شوارع المحافظة، وعلى الفور تم تشكيل فريق بحث لفحص الفيديو والتحقق من صحته ومكان تصويره.

لا بلاغات رسمية.. والتحقيق كشف التفاصيل

وبحسب البيان، فقد تبين من الفحص أنه لم ترد إلى الجهات الأمنية أية بلاغات رسمية بشأن الواقعة وقت حدوثها، إلا أن البحث الميداني والتحريات الدقيقة توصلت إلى ملابسات الحادث.

وأوضح التقرير الأمني، أن المشاجرة وقعت في دائرة مركز شرطة أبو المطامير بمحافظة البحيرة، بتاريخ 7 يونيو الجاري، بين طرفين، حيث ضم الطرف الأول شخصين، وكذا الطرف الثاني شخصين آخرين، وجميعهم من قاطني دائرة المركز.

بداية الخلاف.. أولوية المرور

وأشارت التحريات إلى أن الخلاف نشب بسبب أولوية المرور أثناء قيادة مركبات «توك توك» تخص أطراف الواقعة، الأمر الذي تطور سريعا إلى مشادة كلامية، قبل أن يتحول إلى تشابك بالأيدي، وانتهى بالاعتداء المتبادل باستخدام أسلحة بيضاء.

وسادت حالة من الذعر بين الأهالي والمارة الذين تواجدوا في موقع الحادث، حيث أظهر الفيديو المتداول بعضهم وهم يحاولون فض الاشتباك دون جدوى.

ضبط أطراف المشاجرة والأسلحة المستخدمة

وتمكنت قوات الأمن من تحديد هوية أطراف المشاجرة، ونجحت في ضبطهم جميعًا، وبحوزتهم سلاحين أبيضين استخدما في الواقعة. وبمواجهتهم، أقر المتهمون بتفاصيل الواقعة كاملة كما وردت بالتحريات، مؤكدين أنها نشأت نتيجة الغضب والانفعال اللحظي أثناء قيادة التوك توك.

وأوضح البيان أن الجهات الأمنية قامت بتحريز الأدوات المستخدمة، واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة ضد المتهمين، تمهيدًا لعرضهم على جهات التحقيق المختصة.

«الداخلية» تحذر من تداول المقاطع دون التحقق

وفي سياق متصل، ناشدت وزارة الداخلية المواطنين بعدم الانسياق وراء تداول مقاطع الفيديو التي تتضمن مشاهد عنف أو شائعات دون التأكد من مصدرها ومحتواها، لما في ذلك من تأثير سلبي على الأمن العام، وإثارة حالة من البلبلة في المجتمع.

كما أكدت الوزارة أن أجهزتها المعنية تقوم بالتعامل الفوري مع أي بلاغ أو تداول لمحتوى مخالف، وتعمل على سرعة كشف ملابساته وضبط المتورطين فيه.

ردود فعل على مواقع التواصل

وتباينت ردود الأفعال بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي عقب انتشار الفيديو، حيث أبدى البعض تخوفه من تكرار مثل هذه الحوادث في الشارع المصري، خاصة في المناطق التي تشهد ازدحاما مروريا واستخداما واسعا للتوك توك، بينما طالب آخرون بضرورة تشديد الرقابة المرورية، وتكثيف التواجد الأمني، للحد من انتشار الأسلحة البيضاء واستخدامها في المشاجرات.

جهود مستمرة لمكافحة الجريمة

وتأتي هذه الواقعة في إطار ما أعلنته وزارة الداخلية مؤخرًا من جهودها المستمرة في مكافحة الجريمة بشتى صورها، وحرصها على ملاحقة العناصر الإجرامية والمتورطين في جرائم السرقة أو العنف أو حيازة الأسلحة البيضاء، وذلك حفاظًا على سلامة وأمن المواطنين.

كما تشدد الوزارة على أهمية التعاون المجتمعي، من خلال الإبلاغ عن أي تجاوزات أو سلوكيات مشبوهة، والمساعدة في نشر ثقافة القانون، واحترام قواعد المرور والسلوك العام.

وتبقى واقعة مشاجرة «التوك توك» بالبحيرة واحدة من الحوادث التي تسلط الضوء على ضرورة التعامل بوعي وهدوء في المواقف اليومية البسيطة، وتجنب اللجوء للعنف كحل للخلافات، خاصة في ظل وجود قانون صارم، وأجهزة أمنية يقظة، تتابع وتضبط وتحيل الجناة للعدالة.