رجال المباحث يفحصون كاميرات المراقبة لكشف ملابسات واقعة غامضة في 6 أكتوبر

تواصل أجهزة الأمن بمديرية أمن الجيزة، اليوم الأحد، جهودها لكشف ملابسات واقعة العثور على جثة شخص ملقاة في أحد الشوارع بمدينة 6 أكتوبر، في ظروف يكتنفها الغموض، وذلك عقب تلقي غرفة عمليات النجدة بلاغا من أحد المواطنين يفيد بوجود شخص ملقى على الأرض دون حراك.

وفور تلقي البلاغ، انتقلت قوة أمنية مدعومة بسيارة إسعاف إلى موقع البلاغ لفحص الواقعة، حيث عُثر بالفعل على جثة شخص في منتصف أحد الشوارع الفرعية، وتم استدعاء فريق من النيابة العامة لمعاينة الجثمان ومكان العثور عليه.

تفاصيل البلاغ وتحرك الأجهزة الأمنية

بدأت الواقعة حينما لاحظ أحد المارة وجود شخص ملقى أرضًا ولا تظهر عليه أي حركة، ما دفعه لإبلاغ غرفة النجدة، التي وجهت على الفور بلاغا إلى قسم شرطة أكتوبر، فانتقلت قوة من رجال المباحث بقيادة رئيس مباحث القسم إلى المكان، برفقة فريق من الأدلة الجنائية لمعاينة الجثة ورفع البصمات إن وُجدت.

وبوصول فريق المباحث، تم تطويق المكان ومنع اقتراب المارة، لضمان عدم التلاعب بمسرح الواقعة، فيما بدأت النيابة في مناظرة الجثمان.

نتائج المعاينة الأولية.. لا إصابات ظاهرية

أظهرت المعاينة الأولية التي أجراها فريق النيابة ورجال المباحث، عدم وجود أي إصابات ظاهرية على جسد المتوفى، كما لم تُرصد آثار عنف أو مقاومة في المكان، وهو ما يشير مبدئيًا إلى عدم وجود شبهة جنائية، وفق ما أكدته مصادر أمنية مطلعة على التحقيقات.

كما تبين من خلال الفحص، أن الجثة تعود لرجل في العقد الرابع من العمر، وتم تحديد هويته من خلال بطاقة الرقم القومي التي كانت بحوزته وقت العثور عليه.

 وأوضحت التحريات أنه ليس من أصحاب السوابق أو المدرجين على قوائم الاشتباه.

نقل الجثة والتحفظ عليها

تم استدعاء سيارة إسعاف لنقل الجثمان إلى ثلاجة حفظ الموتى بمستشفى أكتوبر العام، حيث تحفظت عليه الجهات المعنية لحين صدور تقرير الطب الشرعي، الذي من المقرر أن يُحدد بشكل قاطع أسباب الوفاة، وما إذا كانت طبيعية أو هناك عوامل أخرى ساهمت فيها.

وقد أمرت النيابة العامة بانتداب الطبيب الشرعي لتشريح الجثمان، وبيان وجود أي شبهة جنائية، كما كلفت رجال المباحث بالتحري حول الواقعة وسؤال شهود العيان وسكان المنطقة المحيطة.

النيابة تأمر بفحص كاميرات المراقبة

في إطار استكمال التحقيقات، أمرت النيابة بفحص كاميرات المراقبة الموجودة في محيط مكان العثور على الجثمان، بحثا عن أي تحركات مريبة قد تكون ذات صلة بالواقعة، سواء في وقت حدوثها أو في الساعات السابقة لها.

وأكدت مصادر مطلعة أن رجال المباحث بدأوا بالفعل في جمع تسجيلات الكاميرات، وتحليل محتواها بالتنسيق مع وحدة المساعدات الفنية، لتحديد ما إذا كان المتوفى قد سقط فجأة بسبب أزمة صحية، أو إذا كان هناك شخص آخر متورط بطريقة ما.

التحريات.. لا شبهة جنائية حتى الآن

وبحسب ما توصلت إليه التحريات الأولية، فإن المؤشرات لا تشير إلى وجود أي نية جنائية أو وجود طرف آخر ضالع في الواقعة حتى الآن، حيث رجحت المعلومات أن الوفاة قد تكون طبيعية، ربما نتيجة أزمة قلبية مفاجئة أو هبوط حاد في الدورة الدموية.

كما أكدت التحريات أن المتوفى لم يكن بحوزته أية أموال أو مقتنيات ثمينة، وهو ما أيد فرضية استبعاد السرقة أو الاعتداء كدافع محتمل، كما تم التأكد من أن الجثة لم تُنقل من مكان آخر إلى الموقع الحالي، بل سقط المتوفى في نفس المكان الذي عُثر عليه فيه.

تصريحات من جهات التحقيق

وقال مصدر قضائي، إن النيابة لا تزال تنتظر تقرير الطب الشرعي، والذي سيكون الفيصل في تحديد طبيعة الوفاة، لافتا إلى أن الإجراءات القانونية تسير بشكل طبيعي، وأنه لا يمكن الجزم بشيء قبل الاطلاع على نتائج الفحص الطبي، واستكمال سماع الشهود وجمع الأدلة.

وأكد المصدر أن النيابة ستصدر قرار نهائي بشأن التصرف في الجثمان فور الانتهاء من التحقيقات الأولية، وتسليم التقرير النهائي، وفي حال ثبت أن الوفاة طبيعية، سيتم تسليم الجثمان إلى ذويه لدفنه.

تعد هذه الواقعة واحدة من بين عدة حالات مشابهة شهدتها مناطق مختلفة خلال الفترة الأخيرة، حيث تلعب سرعة استجابة رجال الأمن والنيابة دورًا مهمًا في التعامل مع مثل هذه الوقائع، خاصة في ظل أهمية التأكد من عدم وجود شبهة جنائية والتصرف القانوني المناسب.

ولا تزال التحقيقات مستمرة لحين صدور النتائج النهائية، مع ترقب لتقرير الطب الشرعي الذي سيحسم كل الفرضيات.