إذا كنت تعاني من حرقة المعدة باستمرار.. تجنب هذه الأطعمة فورًا
تُعد «حرقة المعدة» واحدة من أكثر الاضطرابات الهضمية شيوعًا بين الناس في مختلف الأعمار، ويعاني منها الملايين حول العالم بشكل متكرر خاصة بعد تناول وجبات معينة أو في أوقات متأخرة من الليل، وتحدث حرقة المعدة عندما ترتد أحماض المعدة إلى المريء مسببة إحساسًا مزعجًا بالحرقان في منطقة الصدر يمتد أحيانًا إلى الحلق، ويكون ذلك نتيجة تناول أطعمة أو مشروبات تحفز إنتاج الحمض أو تُضعف الصمام بين المعدة والمريء مما يسمح للحمض بالصعود إلى الأعلى.
ورغم أن حرقة المعدة قد تبدو في ظاهرها مشكلة بسيطة وعابرة إلا أن «تكرارها» يمكن أن يؤثر على جودة الحياة بشكل كبير وقد يؤدي إلى مضاعفات صحية على المدى الطويل مثل التهاب المريء أو حتى تقرحاته، لذلك ينصح الأطباء وخبراء التغذية بمراقبة النظام الغذائي وتحديد العناصر التي قد تكون سببًا مباشرًا أو غير مباشر في تفاقم أعراض المعدة لدى البعض.
في هذا المقال يرصد لكم القاري نيوز أبرز الأطعمة التي يجب تجنبها فورًا إذا كنت تعاني من حرقة المعدة باستمرار ونستعرض نصائح غذائية تساعد على تقليل الشعور بالحرقة وتحسين صحة المعدة بشكل عام.
الأطعمة الحارة والتوابل
تُعد الأطعمة الحارة التي تحتوي على «الفلفل الحار» و«البهارات القوية» من أكثر المثيرات شيوعًا لحرقة المعدة، حيث تسبب تهيجًا مباشرًا في بطانة المعدة وتزيد من إنتاج الحمض، وتؤدي هذه الأطعمة إلى ارتخاء العضلة العاصرة الموجودة بين المعدة والمريء ما يسمح برجوع الحمض إلى الأعلى، لذلك يُفضل الابتعاد عن الأطعمة الهندية أو المكسيكية أو أي وجبات تعتمد بشكل أساسي على التوابل الحارة إذا كنت تعاني من حساسية في المعدة.
الطماطم ومشتقاتها
تُعتبر الطماطم سواء كانت طازجة أو مطبوخة أو على هيئة صلصة أو عصير من الأغذية الحمضية بطبيعتها، وهذا الحمض قد يفاقم أعراض حرقة المعدة لدى من يعانون من اضطرابات الجهاز الهضمي، ورغم أن الطماطم غنية بالفيتامينات والمعادن إلا أن تناولها بكميات كبيرة أو في أوقات متأخرة من اليوم قد يتسبب في تهيج جدار المعدة وزيادة الإحساس بالحموضة.
المشروبات الغازية والكافيين
المشروبات التي تحتوي على «الكافيين» مثل القهوة والشاي وكذلك «المشروبات الغازية» بجميع أنواعها من أكثر ما يحفز حرقة المعدة ويزيد من اضطراباتها، فالكافيين يعمل على إرخاء الصمام الذي يفصل بين المعدة والمريء مما يتيح للحمض بالرجوع بسهولة، كما أن الغازات الموجودة في المشروبات الفوارة ترفع الضغط داخل المعدة مسببة ارتجاع الحمض، ومن هنا يُنصح بالامتناع أو التقليل الشديد من هذه المشروبات خاصة بعد الوجبات.
الشوكولاتة والحلويات
رغم أن الشوكولاتة تُعد من «المأكولات المفضلة» لدى كثيرين إلا أنها تحتوي على مركب يسمى «الثيوبرومين» يعمل بدوره على إضعاف الصمام العضلي أسفل المريء مما يزيد من فرص ارتجاع أحماض المعدة، بالإضافة إلى أن محتواها من الدهون والسكريات العالية يجعلها سببًا مباشرًا لزيادة الحموضة لدى البعض، لذا من الأفضل تقنين تناول الشوكولاتة أو استبدالها ببدائل صحية لا تضر المعدة.
الأطعمة المقلية والدهنية
الأطعمة الغنية بالدهون مثل البطاطس المقلية والدجاج المقلي والبرغر والمقرمشات تسبب بطئًا في عملية الهضم وتزيد من بقاء الطعام لفترات أطول داخل المعدة، ما يؤدي إلى زيادة إفراز الأحماض المعدية ورفع الضغط داخل المعدة مسببة الحرقة، وقد يظن البعض أن الطهو بالزيت النباتي أقل ضررًا ولكن حتى الزيوت النباتية عند التسخين العالي تتحول إلى مركبات تؤذي المعدة وتزيد من أعراضها المزعجة.
الحمضيات وعصائرها
البرتقال والليمون والجريب فروت من الفواكه الغنية بالفيتامينات ولكنها أيضًا عالية الحموضة، ما يجعلها من محفزات حرقة المعدة بشكل كبير، وعند تناول عصائر الحمضيات خاصة على معدة فارغة فإنها قد تسبب تهيجًا مباشرًا للمعدة وتزيد من الشعور بالحموضة والحرقة، لذلك يُنصح بتناولها بكميات معتدلة ومع الطعام وليس على الريق.
البصل والثوم
رغم الفوائد الصحية العديدة للبصل والثوم إلا أن تناولهما نيئين أو بكميات كبيرة قد يؤدي إلى زيادة إنتاج الحمض في المعدة مما يؤدي إلى الإحساس بحرقة شديدة في الصدر خاصة عند من يعانون من «المعدة الحساسة»، ويمكن التقليل من آثارهما عبر الطهو الجيد أو استبدالهما بتوابل خفيفة على المعدة.
منتجات الألبان كاملة الدسم
الحليب كامل الدسم والجبن والزبدة من الأطعمة التي تُسبب أحيانًا اضطرابات لدى البعض، فالدسم الموجود فيها يمكن أن يبطئ الهضم ويزيد من إفراز الحمض في المعدة، وبالتالي من الأفضل اختيار منتجات ألبان قليلة الدسم لتقليل التأثير السلبي على المعدة.
نصائح لتقليل أعراض حرقة المعدة
من المهم تناول وجبات صغيرة ومتعددة خلال اليوم بدلًا من وجبات كبيرة تؤدي إلى امتلاء المعدة
تجنب الاستلقاء مباشرة بعد الأكل والانتظار لمدة ساعتين على الأقل
رفع الرأس قليلًا عند النوم يساعد في منع رجوع الحمض
شرب الماء بكميات معتدلة بين الوجبات وليس أثناءها
الابتعاد عن التدخين والمشروبات الكحولية التي تضعف عضلات المعدة
اعتماد نمط حياة صحي قائم على الرياضة والنوم المنتظم وتناول الخضروات المسلوقة والفواكه القليلة الحموضة
متى يجب استشارة الطبيب؟
إذا استمرت حرقة المعدة لأكثر من مرتين أسبوعيًا أو أصبحت تؤثر على النوم أو ترافقت مع أعراض مثل صعوبة في البلع أو فقدان الوزن المفاجئ أو خروج دم مع القيء أو البراز، فيجب مراجعة الطبيب المختص فورًا لتحديد السبب وعلاجه.
إذا كنت تسعى لتحسين صحتك الهضمية وتجنب «حرقة المعدة» المزعجة، فالبداية تكون دائمًا من «الطعام»، فاختياراتك اليومية على المائدة يمكن أن تُحدث فرقًا كبيرًا في راحة معدتك وجودة حياتك.
